الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية
تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
٢٢ اغسطس ٢٠٢٤
يجذب سعر الذهب(XAU/USD) بعض عمليات البيع خلال الساعات الأولى من اليوم الخميس وييتداول بالقرب من المستوى النفسي 2500 دولار، حيث يكتسب الدولار الأمريكي بعض الزخم الإيجابي بفعل ارتفاع عائدات السندات المتواضع مؤخراً، ويبدو الآن أنه قد كسر سلسلة خسائر استمرت أربعة أيام، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ بداية العام حتى الآن . وبالنسبة لي يتبين أن هذا، إلى جانب المشاعر الصعودية الأساسية في الأسواق المالية العالمية، عامل رئيسي يقوض ارتفاعات المعدن الثمين كملاذ آمن.
لكن في نفس الوقت أعتقد إن توقعات الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة قد تحد من تعافي الدولار الأمريكي وتعمل كدعم لسعر الذهب. فقد أظهرت البيانات الصادرة يوم امس الأربعاء أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة على مدار العام الماضي حتى مارس كان أضعف من التقديرات الأولية. كما أظهرت محاضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يوليو أن العديد من المسؤولين كانوا يميلون إلى خفض أسعار الفائدة على الفور. وقد أكد هذا التوقعات ببداية وشيكة لدورة تخفيف السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، وهو ما من شأنه أن يفيد قوة ارتفاع الذهب غير المدر للعائد.
ومن وجهة نظري يعتبر عدم إحراز تقدم في اتفاق الهدنة في غزة دافعاً لمخاوف الأسواق بشأن صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط ويحد من تفاؤل السوق. ومن شأن هذا أن يساهم بشكل أكبر في ضعف أي هبوط للذهب الآمن، مما يستدعي بعض الحذر من جانب المتداولين قبل تأكيد أن سعر الذهب قد بلغ ذروته في الأمد القريب وسيقوم بتصحيح هابط.
وأرى أن انخفاض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ بداية العام ردًا على البيانات التي تشير إلى أن سوق العمل لم يكن قويًا كما كان متوقعًا، مما ساعد سعر الذهب في عكس الانخفاض اليومي إلى مستويات أعلى من 2500 دولار.
وتضع الأسواق الآن احتمالات بنسبة 38% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الشهر المقبل، ارتفاعا من 29% أمس، ونحو 100 نقطة أساس من التيسير بحلول نهاية هذا العام، وهو ما يدعم سعر الذهب غير المدر للعائد.
ويترقب المتداولون الآن بيانات الأجندة الاقتصادية الأمريكية والتي تتضمن إصدار بيانات طلبات البطالة الأسبوعية الأولية ومبيعات المنازل القائمة للحصول على فرص قصيرة الأجل في وقت لاحق خلال اليوم، مما قد يدعم بعض التقلبات في الأسواق في المدى القريب.
لكن تركيز السوق سيبقى منصبا على خطاب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة لمعرفة ما إذا كان نمو الوظائف في الولايات المتحدة، الذي جاء أضعف بكثير من المتوقع، يقدم حجة قوية لخفض أكبر لأسعار الفائدة في سبتمبر. أم أنه سيعود للهجة المتشددة والحجة التي تقول بأنه من المبكر الحكم على البيانات كونها أولية، وأن الفيدرالي بحاجة لمزيد من الثقة في أرقام البيانات التي تظهر تباطؤ التضخم نحو هدفه 2% بوتيرة معتدلة، ولايزال كلا السيناريوهين مطروح بقوة حسب رأيي.
