في لحظة مفعمة بالمشاعر والتقدير، تشرفت بتسلم درع الجيش الصيني من ملحق الدفاع الصيني في لبنان، العقيد شينغ يو شونغ، خلال زيارتي الوداعية له بمناسبة انتهاء مهامه بعد ست سنوات قضاها في تعزيز أواصر الصداقة بين الجيشين اللبناني والصيني وكافة القوى الامنية اللبنانية . كان العقيد شينغ مثالاً للتعاون المثمر، حيث عمل بجد على تعميق التبادلات الودية والتعاون العملي في مجالات متعددة، منها تدريب الأفراد، والزيارات الجماعية، والاستجابة للكوارث وعمليات الإنقاذ.
هذا الدرع ليس مجرد رمز مادي، بل هو تعبير عن علاقة صداقة عميقة ورسالة تحمل معاني الاحترام المتبادل. إنها لحظة تعكس قوة الروابط التي تمتد بيننا، والتي ساهمت في تقوية العلاقات الثنائية على مستويات عدة.
وفي لحظة أخرى مليئة بالعواطف، تلقيت هدية مميزة تحمل بين طياتها رمزية كبيرة: نسختين من كتابي “النبي” و”رمل وزبد” مترجمتين إلى اللغة الصينية. هذا العمل الأدبي الذي يجسد فلسفة جبران خليل جبران، يعد جسرًا ثقافيًا آخر يربط بين الشرق والغرب، وبين لبنان والصين.
وكان لي شرف كتابة مقال عن جبران والصين في جريدة النهار، وقد أدرجته في كتابي “التنين وطائر الفينيق”، حيث أروي فيه قصصًا عن الروابط التي تجمع بين هذه الثقافة العريقة وذلك الأدب الخالد.
هذه اللحظات تذكرني بأن العمل الثقافي والدبلوماسي ليس فقط عن الإنجازات، بل هو عن الروابط الإنسانية التي ننسجها مع الآخرين، وعن الإرث الذي نتركه للأجيال القادمة.
وارف قميحة