تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
٢ سبتمبر ٢٠٢٤
يتراجع النفط الخام بنسبة 0.4% لكل من المعيارين الرئيسين، برنت وغرب تكساس الوسيط، ليصل بذلك إلى المزيد من أدنى المستويات منذ أكثر من عشرة أعام.
استمرار تراجع أسعار النفط يأتي على الرغم من أداء أفضل من المتوقع لأنشطة التصنيع في الصين مع علامات إيجابية من القطاع.
حيث عادت أنشطة التصنيع إلى النمو مجدداً، مع قراءة عند 50.4 لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي من Caixin / S&P Global لشهر أغسطس. كما تحدث التقرير على أن الإنتاج الصناعي قد توسع للشهر العاشر على التوالي إضافة إلى عودة النمو إلى الطلبيات الجديدة على ضوء تحسن ظروف الطلب لكن في مقابل انخفاض طلبيات التصدير لأول مرة هذا العام. في حين قد ارتفعت المعنويات لأعلى مستوى في ثلاثة أشهر بدفع تحسن الظروف الاقتصادية وتطوير الاعمال.
كما تأتي مع غياب افق قريب لتسوية الصراع في الشرق الأوسط والذي من شأن اتساعه أكثر فأكثر أن يؤدي إلى عرقلة تدفق امدادات الطاقة العالمية خصوصاً بعد ما شهدناه من الهجوم على ناقلة نفط مطلع الأسبوع الفائت. في حين أن التوصل إلى اتفاق لوقف لأطلاق النار في غزة والذي بدوره قد يوقف التصعيد الإقليمي المتصاعد لا يبدو قريباً أيضاً.
فيما قد تحدث مستشار الامن القومي جيك سوليفان لعائلات الاسرى الأمريكيين في غزة عن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعرض هذا الأسبوع مقترح نهائي لوقف إطلاق النار، وذلك وفق ما أفادت به مصادر لـ Axios. أحد المسؤولين الكبار في الولايات المتحدة أخبر صحيفة The Washington Post عن حديث الولايات المتحدة مع مصر وقطر حول طرح اتفاق نهائي في الأسابيع القادمة والذي في حال فشله فإنه قد يكون نهاية للمفاوضات التي تقودها الامريكان.
هذا يأتي بعد تأكيد مقتل ستة أسرى في غزة وهذا ما دفع إلى اضراب عام في إسرائيل ليشكل المزيد من الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق. فيما لا أعتقد أن الضغوط الداخلية وحتى الأمريكية الحالية ستكون كافية للدفع نحو اتفاق خصوصاً مع تمسك نتنياهو بالمحاور الحدودية الجنوبية وهذا ما ترفضه حماس بالمطلق.
غياب الحل القريب لتسوية الصراع من شأنه ان يبقي الباب مفتوحاً للتصعيد المتعدد الجبهات. فمنذ انطلاقة الجولة الأخيرة من المفاوضات كنا قد شهدنا تصعيداً غير مسبوق في الضفة الغربية والجبهة اللبنانية الإسرائيلية وفي البحر الأحمر.
بالعودة إلى الجانب الاقتصادي، فيتحول التركيز هذا الأسبوع أيضاً إلى سلسلة بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة وأبرزها من يوم الجمعة مع بيانات الوظائف غير الزراعية (NFP) عن شهر أغسطس الفائت. فيما أن القراءة السابقة الصادمة للوظائف غير الزراعية كانت قد أطلقت المخاوف مجدداً حول سلامة سوق العمل والاقتصاد الامريكية واعادت الحديث عن الركود مجدداً وهو ما ساهم بدوره بشكل رئيس تراجع حاد لأسعار النفط.