تحليل الأسواق عن كريس ويستن، رئيس قسم الأبحاث في بيبرستون
١٠ سبتمبر ٢٠٢٤
الذهب يتحرك بخطى ثابتة، متداولا بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق، منتظرًا المحفز القادم الذي قد يدفعه نحو ملامسة مستويات مرتفعة جديدة. فمنذ منتصف أغسطس الماضي، شهدنا تماسكا واضحا في حركة أسعار المعدن النفيس، مع تضييق تدريجي في نطاق التداول. ورغم محاولات البائعين دفع السعر دون منطقة الاختراق السابقة عند 2,834 دولار، إلا أن الطلب القوي والمستمر على الذهب كان له دور كبير في حفاظ الذهب على مستوياته غير المسبوقة. لا سيما أن هذا الطلب، يعكس توقعات المستثمرين بأن المحفز الاقتصادي الكبير القادم سيكون على الأرجح لصالح ارتفاع سعر الذهب.
في غضون ذلك، تسعر الأسواق على نطاق واسع صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي(CPI) -الذي سيصدر غدا- بنتائج أقل من التوقعات؛ مما قد يعزز احتمال قيام الاحتياطي الفدرالي بخفض معدلات الفائدة بمقدار 33 نقطة أساس خلال اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة(FOMC) الذي سيعقد خلال سبتمبر الجاري. وقد يدفع هذا السيناريو؛ الذهب إلى تحقيق مستويات قياسية جديدة. خاصة أنه في مثل هذه الأوضاع؛ سوف يصبح الذهب أداة التحوط الرئيسية للمحافظ الاستثمارية؛ في مواجهة سياسة “التأخر عن التصحيح” التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي. إلى جانب ذلك، عادة ما يزدهر بريق المعدن الأصفر في الفترات التي تطبق فيها البنوك المركزية سياسات التخفيف النقدي بشكل متزامن، مما قد يقلص من جاذبية عملات مجموعة العشر الكبرى(G10). في هذه الأوقات، ينظر إلى الذهب كعملة مستقلة وأفضل استثمار متاح.
وبالرغم من عدم تأكيد هذا السيناريو، إلا أن تباطؤ النمو الاقتصادي الذي تشهده أوروبا والصين وارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى نحو 5% قد يساهمان بشكل كبير في تراجع ثقة السوق؛ بشأن فعالية تخفيضات معدلات الفائدة ودورها في تحفيز الاقتصاد، مما قد يدفع المتداولون بقوة” لتتبع ارتفاع أسعار الذهب”.