الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية
تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
١٠ سبتمبر ٢٠٢٤
يحاول سعر الذهب(XAU/USD) استغلال الدعم الذي وجده أمس عند مستوى 2485 دولار ليستقر فوق مستوى 2500 دولار اليوم الثلاثاء. قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن يُصدر مؤشر أسعار المستهلك يوم الأربعاء، متبوعاً بمؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس. وهذه البيانات سيكون لها تأثير كبير على توقعات السوق بشأن مسار تخفيض أسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي، ومن الممكن أن توفر الزخم اللازم لتوجيه أسعار الذهب في المدى القريب والمتوسط.
ومن رأيي هذا التردد يعكس حالة من الحذر المسيطرة على الأسواق. فالمستثمرون ينتظرون مؤشرات قوية تساعدهم على اتخاذ قرارات واضحة بشأن مواقفهم الاستثمارية في الذهب، مما يشير إلى أن اتجاه الأسعار في الوقت الحالي يعتمد بشكل كبير على البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة. ورغم الارتفاع الطفيف لسعر الذهب، إلا أن الثقة بالاتجاه الصعودي تبدو غير مؤكدة، حيث تظل الأسواق عالقة في نطاق تداول عرضي محدود، مما يجعل من الصعب توقع أي اختراقات قوية قبل وضوح الصورة الاقتصادية نهاية الاسبوع الحالي.
وعلى الرغم من المحاولات الأخيرة لسعر الذهب في الصعود، فإن الدولار الأمريكي بدأ يستعيد قوته من جديد، حيث لامس مستويات القمة خلال الأسبوع الماضي. وهذا الأمر يرتبط بتراجع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، وهو ما يعتبر عاملاً سلبياً لسعر الذهب، الذي عادة ما يتحرك بشكل عكسي مع قوة الدولار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأداء المستقر لأسواق الأسهم العالمية يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن في المدى القريب.
وأرى أن هذه العوامل قد تؤدي إلى استمرار سعر الذهب في التحرك ضمن نطاق تداول محدود، إلا أن أي بيانات سلبية عن التضخم أو مؤشرات النمو الاقتصادي قد تعطي دفعة للأسعار، خاصة إذا كانت مرتبطة بتراجع ثقة المستثمرين في الدولار.
فمؤخراً تسببت البيانات المتباينة للتوظيف في الولايات المتحدة الصادرة يوم الجمعة الماضي في تقليص التوقعات بخفض كبير في أسعار الفائدة. إلى أن المتداولين يرون فرصة بنسبة 71% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وفرصة بنسبة 29% لخفض بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم. وبرأيي هذه الأرقام تدعم الدولار بشكل كبير وتقلل من فرص صعود الذهب في المدى القصير.
كما أن تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى استمرار عدم التوافق حول مدى التباطؤ الاقتصادي ومدى الحاجة إلى تعديل السياسات النقدية. وقد أشار جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إلى أن توقعات التضخم لا تزال تحت السيطرة، ما يفتح الباب أمام تحرك أكثر حيادية. بينما، أشار كريستوفر والر، محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى أهمية الحفاظ على الزخم الاقتصادي، في حين يعتقد أوستن جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أن الوقت قد حان لبدء خفض الفائدة.
ومن وجهة نظري، هذه التصريحات قد تكون مؤشراً على تحرك بطيء نحو سياسات نقدية أكثر مرونة، مما قد يدعم الذهب إذا شعر المستثمرون بأن التضخم سيبقى مشكلة قائمة، حتى مع تراجع مؤشرات التوظيف.
لذا أعتقد أن بيانات التضخم القادمة، سواء من مؤشر أسعار المستهلك أو مؤشر أسعار المنتجين، ستكون العامل الحاسم في تحديد مسار الذهب خلال الأسابيع المقبلة. والتركيز الأكبر يجب أن يكون على بيانات التوظيف بدلاً من التضخم في الوقت الحالي. لإن التوظيف هو المؤشر الذي سيوجه سياسة الاحتياطي الفيدرالي أكثر من التضخم في هذه المرحلة.
أيضاً لاتزال التوترات الجيوسياسية، خاصة في غزة وأوكرانيا، تلعب دورًا داعمًا للذهب كملاذ آمن. ففي غزة، تصاعدت العمليات العسكرية بشكل ملحوظ، ما يزيد من احتمالية تأثير هذه التوترات على الأسواق العالمية. وفي أوكرانيا، ورغم المكاسب الأوكرانية، فإن القوات الروسية تواصل تحقيق تقدم في بعض المناطق الاستراتيجية. ، وبرأيي يعتبر استمرار هذه التوترات داعم لأهمية الذهب كملاذ آمن، حتى وإن كانت البيانات الاقتصادية تضغط سلباً على التوقعات.
وصباح اليوم أظهرت البيانات الصينية زيادة في الفائض التجاري للصين، حيث ارتفع من 601.98 مليار يوان إلى 649.34 مليار يوان في أغسطس. والزيادة في الصادرات بنسبة 8.4% تشير إلى تحسن في أداء الاقتصاد الصيني، لكن الأرقام الضعيفة للواردات تعكس تراجع الطلب المحلي. ومن وجهة نظري هذه الأرقام قد تضيف بعض الضغوط السلبية على الذهب في حال تعززت الثقة بالأسواق العالمية، لكنها في الوقت نفسه قد تكون داعمة إذا انعكست التوترات التجارية على الأسواق العالمية.
وبرأيي وبناءً على هذه العوامل، أرى أن أسعار الذهب تفتقر في الوقت الحالي إلى اتجاه قوي على المدى القصير، وسط تردد المستثمرين. والبيانات الأمريكية القادمة، وخاصة المتعلقة بالتضخم والتوظيف، ستكون العامل الرئيسي في تحديد مسار الأسعار. ولكن في ظل التوترات الجيوسياسية، قد يستمر الذهب في تقديم دعم كملاذ آمن، مما يجعل الاتجاه الصعودي هو المسار الأكثر ترجيحًا في حال تدهورت الأوضاع الاقتصادية أو تصاعدت الأزمات الجيوسياسية حول العالم.
التحليل الفني لـ أسعار الذهب (XAU/USD):
الرسم البياني لأسعار الذهب (XAU/USD) – MT4– XS.com
ومن جهة أخرى، من المرجح أن يجد أي انخفاض ملموس بعض الدعم بالقرب من منطقة 2485 دولار قبل المنطقة الأفقية للدعم عند 2470 دولار. وتمثل الأخيرة الحد الأدنى لنطاق التداول المذكور أعلاه، والذي إذا تم كسره بشكل ثابت فقد يؤدي إلى بعض البيع الفني ويمهد الطريق لخسائر أعمق. قد يسرع سعر الذهب بعد ذلك في الانخفاض نحو دعم المتوسط المتحرك البسيط لـ 50 يومًا (SMA)، والذي يقع حاليًا بالقرب من منطقة 2446 دولار، قبل أن ينخفض في النهاية إلى منطقة 2410 و2400 دولار.
ومع استمرار سعر الذهب (XAU/USD) في التداول في نطاق جانبي بين أعلى مستوياته على الإطلاق عند 2531 دولار وأدنى مستوى عند حوالي 2475 دولار. ويتداول حاليًا في منتصف هذا النطاق تقريبًا. فمن المرجح أن يستمر المعدن الأصفر في التداول صعودًا وهبوطًا ضمن هذا النطاق حتى ينكسر بشكل واضح من جانب أو آخر.
وسيكون الاختراق الواضح بثبات هو الذي يصاحبه شمعة طويلة خضراء أو حمراء اخترقت بوضوح الجزء العلوي أو السفلي من النطاق ثم أغلقت بالقرب من أعلى أو أسفله، أو ثلاث شموع على التوالي من نفس اللون اخترقت المستوى العرضي المذكور.
مستويات الدعم: 2500 – 2494 – 2484
مستويات المقاومة: 2513 – 2519 – 2530
