تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
١٧ سبتمبر ٢٠٢٤
يتجه اليورو إلى الثبات نسبياً ويرتفع اليورو بنسبة 0.06% أمام الدولار الأمريكي وذلك بعد أن كان قد ارتفع طيلة الأربعة أيام الفائتة.
تحركات اليورو تأتي على الرغم من الانهيار المفاجئ لمعنويات المستثمرين الاقتصادية حول ألمانيا ومنطق اليورو وانحسارها لأدنى مستوى منذ قرابة عام وفق ما جاء في مسح ZEW، وهذا ما قد يغذي مخاوف انجرار الإقليم إلى الركود أكثر فأكثر.
أرقام ZEW للمعنويات الاقتصادية كانت صادمة للغاية اليوم. حيث انهارت قراءة المؤشر الرئيسي لألمانية من 19.2 إلى 3.6 فقط بعيداً للغاية عن التوقعات عند 17.1. كذلك الامر لمنطقة اليورو مع تسجيل قراءة عند 9.3 نزولاً من 17.9.
جاء هذا التدهور الهائل مع انحسار معنويات المستثمرين المؤسسين حول التوقعات الاقتصادية لألمانيا سواء للأشهر الستة المقبلة أم الظروف الحالية. كما قال رئيس ZEW تعليقاً على نتائج المسح بأن التفاؤل حول تحسن الواقع الاقتصادي قد تلاشى.
على الرغم من السلبية المحيطة باقتصاد الإقليم، فإن اليورو يتجه إلى المكاسب والتي تأتي مع الزخم المحيط بفرضية الخفض السريع بمقدار نصف نقطة مؤية من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وذلك على الرغم من تسارع التضخم الأساسي وأسعار المنتجين بوتيرة أكبر من المتوقع في الولايات المتحدة في أغسطس.
هذه الفرضية اكتسبت دفعاً مفاجئاً منذ مطلع تداولات هذا الأسبوع وأصبحت هي الأكثر ترجيحاً باحتمالية 69%، وفق CME FedWatch Tool. هذا ما تسبب في تعميق خسائر الدولار وعوائد سندات الخزانة.
في حين أن اليورو قد يستفيد من جهة أن هذا الخفض السريع المتوقع من الفيدرالي قد يرسل إشارة سلبية للأسواق حول سلامة الاقتصاد الأمريكي، ذلك أن هذه الفرضية قد طفت على السطح بعد الأرقام الصادمة للتوظيف غير الزراعية لشهر يوليو. عليه، فإن النظرة المستقبلية السلبية ومخاوف الركود قد تكون محيطة بكلا الاقتصادين وليس منطقة اليورو لوحدها.
أيضاً فإن استمرار نهج الخفض السريع للمعدلات من قبل الفيدرالي، والذي قد يصل إلى خفض بأكثر من نقطة مؤية حتى نهاية هذا العام، قد يساهم في الضغط على فجوة عوائد السندات والعوائد الحقيقة للتقلص أكثر فأكثر، وهذا بدوره قد يعزز من مكاسب اليورو.
ذلك أن فجوة العائد ما بين سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام ومقابلتها الألمانية تقع عند أدنى مستوى منذ أغسطس الفائت عند 1.496%. أما فجوة العائد الحقيقي فتبلغ أكثر من 1.2% لصالح سندات الخزانة، في حين أن العائد الحقيقي للسندات الألمانية قد عاد إلى النطاق السلبي منذ أكثر من عشرة أيام.