رانيا جول ، محلل أول لأسواق المال في XS.com
شهد زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني ارتفاع ملحوظ اليوم الخميس، حيث وصل الزوج إلى مستوى 143.79 خلال التعاملات المبكرة، مستفيدًا من انتعاش الدولار الأمريكي. ويترقب المستثمرون الآن قرار بنك اليابان بشأن سعر الفائدة المقرر غدًا الجمعة، بعد أن خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى نطاق 4.75% – 5.00% يوم أمس. وتلك التطورات أثرت بشكل مباشر على تحركات الدولار والين، حيث يراقب السوق تأثيراتها على المدى القصير والمتوسط.
وقد خفض الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة كان متوقعًا، خاصة في ظل تراجع معدلات التضخم واستمرار المخاوف بشأن سوق العمل الأمريكي. أما رئيس الفيدرالي جيروم باول فوصف الخطوة بأنها “قوية” لكنها ضرورية للحفاظ على استقرار الاقتصاد. وفي الواقع، رفع الفيدرالي توقعاته طويلة الأجل لسعر الفائدة إلى 2.9% من 2.8%، وأشار إلى انخفاض طفيف في توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024 من 2.1% إلى 2.0%. هذه المؤشرات دفعت الأسواق إلى حالة من التذبذب، حيث حاول المستثمرون استيعاب التداعيات المستقبلية لهذه الخطوة.
من الواضح من وجهة نظري أن الفيدرالي يواصل اتباع نهج حذر تجاه السياسة النقدية، مع توجيه الأسواق لتوقع عدم حدوث أي خفض جديد في الفائدة حتى الاجتماع القادم في نوفمبر. وهذا التأجيل يعكس استمرار المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي، خاصة مع توقعات استقرار معدل البطالة عند 4.4% حتى نهاية 2024. وفي ضوء ذلك، قد تتأثر حركة الدولار الأمريكي بتراجع الشهية للمخاطرة في السوق، مما يضعف قوته مقابل الين الياباني في المدى القريب.
وبالنسبة لمؤشر الدولار الأمريكي (DXY) فقد ارتفع اليوم بنسبة 0.20%، ليستعيد مستويات 101.00. ومع ذلك، قد يواجه الدولار ضغوطًا برأيي مع تزايد توقعات خفض الفائدة مرة أخرى لاحقًا هذا العام، ما قد يحد من مكاسب الدولار/الين. حيث إن استمرار سياسة الفيدرالي التيسيرية قد يؤدي إلى تراجع الدولار تدريجيًا، خصوصًا في حال عدم وجود دعم قوي من البيانات الاقتصادية الأمريكية.
ومن جهة أخرى، أتوقع أن يحافظ بنك اليابان على سياسته النقدية دون تغيير في اجتماعه المقبل. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن المركزي الياباني قد يرفع الفائدة بنهاية العام، وهو ما يفتح المجال لتقليص الفجوة بين أسعار الفائدة الأمريكية واليابانية. فهذه الفجوة كانت عاملاً رئيسيًا في دفع الدولار/الين نحو الارتفاع خلال الفترة الماضية، ومع تقليصها، قد نشهد تراجعًا في قيمة الدولار مقابل الين الياباني.
ومن وجهة نظري، التحركات السريعة في أسعار الصرف كانت دائمًا محل اهتمام السلطات اليابانية. فقد أشار وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي مؤخراً إلى أن هذه التحركات قد تكون لها آثار إيجابية وسلبية على الاقتصاد، ولكن “التقلبات السريعة غير مرغوب فيها”. لذا، من المرجح أن يبقى بنك اليابان حذرًا في خطواته المستقبلية، مع تجنب أي تحركات كبيرة قد تؤدي إلى عدم استقرار الأسواق.
وأعتقد أن التحركات في أسواق السندات تشير إلى احتمالات متزايدة لتغيرات كبيرة في السياسات النقدية. فالعائد على السندات اليابانية لأجل عشر سنوات بلغ أدنى مستوى له في شهر، حيث انخفض إلى 0.83%. يأتي هذا في ظل توقعات الأسواق بأن الفيدرالي قد يخفض الفائدة بشكل أكثر قوة خلال الفترة القادمة. وهذه التحركات تجعل المستثمرين يتجهون نحو الأصول الآمنة مثل الين الياباني، ما قد يعزز قيمته مقابل الدولار.
وبناءً على هذه المعطيات الأساسية، من المرجح أن يستمر زوج الدولار/الين الياباني في التذبذب خلال الأسابيع المقبلة. وعلى المدى القصير، قد نشهد بعض الضغوط على الدولار في حال استمرار توقعات خفض الفائدة الأمريكية. وفي المقابل، يمكن أن تؤدي أي إشارة من بنك اليابان بشأن رفع الفائدة إلى تعزيز قوة الين الياباني بشكل ملحوظ.
أما في المدى المتوسط، فتوقعات الفائدة في اليابان قد تلعب دورًا حاسمًا في تحركات الدولار/الين. وإذا أقدم بنك اليابان على رفع الفائدة في ديسمبر، كما تتوقع الأسواق، فإن ذلك قد يؤدي إلى تراجع ملحوظ في الدولار مقابل الين. لكن في حال عدم اتخاذ هذا القرار في أكتوبر، قد نشهد استمرارًا للتذبذبات الحالية، مع ترقب الأسواق لقرارات الفيدرالي وبنك اليابان على حد سواء.
وفي الختام، أعتقد أنه وبينما يبقى الدولار/الين تحت تأثيرات القرارات النقدية في الولايات المتحدة واليابان، فإن الحذر مطلوب من المستثمرين، حيث قد تتغير الاتجاهات بسرعة بناءً على أي مستجدات اقتصادية. والتحركات القادمة للفيدرالي وبنك اليابان ستبقى هي المفتاح في تحديد اتجاه الزوج، ومن المهم مراقبة أي إشارات من كلا الطرفين لتحليل السوق بشكل دقيق.
التحليل الفني لـ أسعار الدولار/الين (USD/JPY):
فنياً انخفض زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني في البداية نحو 140.40 بعد أن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي يوم الأربعاء، لكن الأسواق استعادت توازنها بسرعة، مما أعاد الزوج إلى أعلى مستوى له خلال الأسبوع بالقرب من 143.79. ويتداول الزوج الآن في منطقة فنية تصحيحية ويواجه احتمال تماسك جانبي قد يضغط على كل من المشترين والبائعين في نطاق ضيق ولكن متقلب في المدى القريب.
لكن لا يزال الاتجاه الهبوطي لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني قائما وصحيحاً، ولكن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة قد يؤدي إلى ردود أفعال مختلفة في الاسعار. ويدعم مؤشر القوة النسبية البائعينبوضوح، وبهذا يعني المزيد من الانخفاض بعد انتهاء التصحيح الحالي.
الرسم البياني لأسعار الدولار/الين (USDJPY) – MT4 – XS.com
وقد يكون خفض الفائدة إيجابيا لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني على عكس ما تتوقعه الأسواق خاصة وأن باول أوضح أنه لن يتم الخفض الا بناء على البيانات في المستقبل وأن النهج الحذر للفيدرالي سيستمر، مما دفع الأسعار نحو أعلى مستوى لها في 17 سبتمبر عند 142.47، ثم ملامسة المستوى 143.79 بعد الهبوط لفترة وجيزة عند 140.33 ، مما يعكس الصدمة اللحظية لخبر الفائدة الامريكية وجعل الترقب في الاسواق يشتعل لقرار المركزي الياباني.
وعلى الرغم من محاولات الارتداد الصاعدة، فإن الاتجاه العام لسعر الدولار الأمريكي/الين الياباني لا يزال هبوطيًا، وسيبقى مستوى الدعم النفسي المهم عند140.00 هدفاً هبوطياً وفي حال اختراقه ستبقى سيطرة الدببة القوية على الاتجاه.
لكن في هذه الحالة ستتحرك المؤشرات الفنية نحو مستويات ذروة البيع. وفي الحقيقة ما سيحدد مصير الدولار/الين في المدى القريب هو رد الفعل على قرارات البنوك المركزية العالمية هذا الأسبوع. لكن في حال كسر مستويات الدعم المهمة سيواجه السعر الدعم الأقرب عند 138.00 وربما يتحرك في تماسك لجمع الزخم الهابط عند هذا المستوى. لكن على العكس من ذلك، ووفقًا للرسم البياني اليومي، ستبقى المقاومة النفسية المهمة عند 150.00 هي الأكثر أهمية لحدوث انعكاس حقيقي للاتجاه العام إلى صعودي في حال كسرها والثبات أعلاها.
مستويات الدعم: 142.85 – 141.42 – 140.00
مستويات المقاومة: 143.98 – 145.05 – 150.00