تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤
يتراجع اليورو على نحو ملحوظ أمام الدولار الأمريكي بنسبة 0.6% وذلك بعد المكاسب السابقة خلال الأسبوع الفائت.
يأتي هبوط اليورو اليوم مع المزيد من البيانات الصادمة من منطقة اليورو والتي تساهم في تقليص الأمل بإمكانية استعادة الإقليم للنمو قريباً، وتعزز بدورها من الأمل بالمزيد من خفض أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي. حيث تسارع انكماش أنشطة المصانع في كل من ألمانيا وفرنسا ومنقطة اليورو، علاوة على أداء أضعف من المتوقع لأنشطة الخدمات.
ففي أرقام مديري المشتريات لشهر سبتمبر من S&P Global، كانت قد انكمشت أنشطة المصانع بأعلى وتيرة هذا العام في ألمانيا ومنطقة اليورو ومنذ يناير لفرنسا. أما أنشطة الخدمات بالكاد تماسكت في ألمانيا ومنطقة اليورو وعادت إلى الانكماش في فرنسا بعد النمو الذي حققته في أغسطس بالتزامن مع استضافة بطولة الألعاب الأولمبية.
هذا الأداء الباهت لأنشطة القطاع الخاص يأتي مع تراجع الأعمال والطلبيات الجديدة إضافة إلى المزيد من تدهور ثقة الأعمال للشهر الرابع على التوالي لتبلغ أدنى مستوى لها منذ نوفمبر الفائت على مستوى منقطة اليورو.
أما في ألمانيا تحديداً، فقد أشار التقرير إلى تدهور التوقعات حول المستقبل، حيث تتوقع الشركات انخفاضاً في المخرجات للعام القادم، وهذا على ضوء مخاوف الركود وعدم اليقين والانكماش في قطاعي تصنيع السيارات والانشاء. في حين لا تزال المعنويات إيجابية في قطاع الخدمات وإن كانت منخفضة للغاية.
فرنسا أيضاً تسجل أداءً مشابهة لما هو عليه في ألمانيا تقريباً، إلا أن ثقة الأعمال حول مستقبل النمو كانت قد تحسنت عموماً في سبتمبر والأمل بالانتعاش الاقتصادي مع بداية العام الجديد. حيث ارتفعت المعنويات في قطاع الخدمات على نحو ملحوظ في مقابل استمرار السلبية في قطاع التصنيع، وفق التقرير.
بيانات اليوم تضاف إلى سلسلة من البيانات والمسوحات الصادمة السابقة التي تعزز من النظرة المستقبلية السلبية لاقتصاد الإقليم. فالأسبوع الفائت أيضاً كنا شهدنا نتائج مسح ZEW للمعنويات الاقتصادية لألمانيا ومنطقة اليورو وكان شديد السلبية بما يعكس انعدام أمل المستثمرين حول استعادة النمو. هذا من شأنه في المحصلة أن يقلل قدرة اليورو على الاستفادة من ضعف الدولار الذي يأتي مع التوقعات المتفائلة للغاية حول الخفض المتعدد لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
كما أن هذه السلبية التي حملتها البيانات اليوم من شأنها أن تعطي المزيد من الراحة للبنك المركزي الأوروبي للاستمرار في وتيرة خفض أسعار الفائدة، وهذا أيضاً مع يرفع من احتمالية تحقيق خفض أخر في أكتوبر القادم هذا التحول في التوقعات يساهم في تعديل الضعف الذي يعاني منه الدولار أمام اليورو مؤخراً.
مع هذا كله، تستمر فجوة العائد ما بين سندات الخزانة الأمريكية والسندات الألمانية في الاتساع بما قد يمنع اليورو من استمرار تعافيه أمام الدولار. حيث بلغت فجوة العائد ما بين سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام ومقابلتها الألمانية 1.59% اليوم وهذا أعلى مستوى منذ بداية سبتمبر تقريباً.