الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية
تحليل سوق لليوم عن رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا لتتداول عند 2669.70 دولار اليوم الأربعاء، مما يعكس أداءً قويًا للمعادن الثمينة. وهذا الارتفاع غير المسبوق يأتي مدعومًا بانخفاض ثقة المستهلك الأمريكي في سبتمبر إلى أدنى مستوى لها منذ أغسطس 2021، مما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن سوق العمل والتوقعات الاقتصادية. ومع تزايد عدم اليقين، عزز الذهب جاذبيته كملاذ آمن، مما يثير تساؤلات حول استدامة هذا الارتفاع وهل نحن في طريقنا لتصحيح قريب.
وهنا اقول أن بيانات السوق تُظهر أن انخفاض ثقة المستهلك هو نتيجة مباشرة للتحديات الاقتصادية الراهنة، بما في ذلك القلق من التضخم والركود. ومن وجهة نظري فإن تراجع ثقة المستهلك يعكس قلق الأفراد من الوضع الاقتصادي العام، وهو ما يعزز الإقبال على الذهب كخيار آمن للاستثمار. وهنا، يظهر سؤال مهم: هل ستستمر أسعار الذهب في الارتفاع وسط هذه الظروف الاقتصادية الصعبة؟
لقد تزامن ارتفاع أسعار الذهب مع انخفاض عائدات سندات الخزانة الأمريكية إلى 3.73% وضعف الدولار الأمريكي، الذي انخفض بنسبة 0.42% مقابل العملات الرئيسية. وبرأيي هذا الانخفاض في العوائد يعزز من جاذبية الذهب، حيث يصبح الاحتفاظ به أقل تكلفة بالمقارنة مع الاستثمار في السندات. وفي ظل هذه الظروف، تجدر الاشارة إلى أن سعر الذهب قد يستمر في الارتفاع، إلا أن التوقعات بعيدة المدى تتطلب الحذر.
إضافة إلى ذلك، تتسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في تعزيز قوة أسعار الذهب. فكلما زادت حالة عدم الاستقرار الدولي، زادت جاذبية الأصول الآمنة مثل الذهب. وأتوقع أن تواصل هذه التوترات دعم الأسعار في المستقبل القريب. وهنا يمكن أن نتساءل: هل ستؤدي التطورات الجيوسياسية إلى استقرار الأسعار أم ستكون دافعًا نحو التصحيح؟
أعتقد أيضًا أن تؤثر توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر على حركة الذهب. فخفض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، مما يعزز الطلب عليه. وتجدر الاشارة إلى أن ارتفاع الطلب على صناديق الذهب المتداولة وصمود نشاط قطاع الخدمات في الاقتصاد الأمريكي قد يساهمان في تعزيز الأسعار. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل سيكون خفض أسعار الفائدة كافيًا لدعم أسعار الذهب في ظل التغيرات الاقتصادية؟
وللاجابة على التساؤلات السابقة، من وجهة نظري تشير التقارير إلى أن سعر الذهب يواصل ارتفاعه من أعلى مستوى قياسي إلى أعلى مستوى على الإطلاق. وقد بلغ أحدث مستوى له 2670 دولار للأوقية، وهو أعلى بمقدار 140 دولارات من أعلى مستوى سجله قبل خمسة أسابيع فقط. لذا أعتقد أن هذا الارتفاع يعكس استفادة الذهب من دوره كمخزن للقيمة في أوقات التضخم وعدم اليقين.
وهنا من الممكن استمرار هذا الارتفاع، حيث تصل توقعات السعر برأيي إلى 2740 دولار بنهاية العام. ومن جهة أخرى، لا يمكن تجاهل تأثير السياسات النقدية الصينية على أسعار الذهب. فقد خفض بنك الشعب الصيني سعر فائدة تسهيل الإقراض، مما قد يدعم الاقتصاد المتدهور ويؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب.
وبالنظر إلى البيانات الاقتصادية، يُظهر مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي تراجعًا كبيرًا، مما يعكس القلق العام من الوضع الاقتصادي. هذا الانخفاض في الثقة قد يزيد من حذر المستثمرين، مما قد يؤدي إلى تقلبات في أسعار الذهب. كما أن الأسواق تتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، مما قد يضيف مزيدًا من الضغوط على الدولار وهذا لمصلحة استمرار ارتفاع الذهب.
ومن وجهة نظري، بينما يحقق الذهب أداءً قويًا في ظل الظروف الحالية، تبقى التحديات الاقتصادية والسياسية قائمة. وعلى الرغم من العوامل الداعمة، هناك مخاطر يجب مراقبتها. ويجب على المستثمرين أن يكونوا حذرين وأن يبقوا على اطلاع دائم بتطورات السوق، فقد يكون التصحيح وشيكًا في أي وقت وقد يصل لمستويات نفسية مهمة عند 2600 و2500 دولار في المدى القريب.
