تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
١٤ أكتوبر ٢٠٢٤
تتجه أسعار النفط اليوم إلى تسجيل خسائر حادة بأكثر من 1.5% مع بداية تعاملات هذا الأسبوع وذلك لكلا المعيارين الرئيسيين، برنت وغرب تكساس الوسيط.
خسائر النفط تأتي مع المزيد من الخيبات للأسواق مع عدم اعلان الصين عما يكفي من التفاصيل حول خطط الدعم القادمة. يضاف إلى ذلك التباطؤ الأشد من المتوقع للأسعار في الصين في إشارة إلى استمرار الطلب الضعيف في سبتمبر.
فيما يبدو أن البيان الصحفي المنتظر الذي عقد يوم السبت لوزير المالية الصيني لان فو لم يأتي على مستوى التوقعات. حيث لم تتم الإجابة عن الأسئلة حول تفاصيل ومبلغ حزم التحفيز التي يعول عليها لإنعاش الاقتصاد وذلك على الرغم من أن الوزير قال انها ستكون كبيرة. في المقابل، فقد تحدث صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن اقتصاديين بأن وزير المالية قد قدم بالفعل تطمينات كافية بشأن فعالية الدعم لدفع النمو الاقتصادي ولما قد يتجاوز المستهدف عند 5% هذا العام.
لتكون الأمور أسوء، شهدنا الأمس قراءة شهر سبتمبر لمؤشرات أسعار المستهلك والمنتجين والتي جاءت ما دون المتوقع أيضاً. حيث تباطؤ النمو السنوي لتضخم أسعار المستهلك إلى أدنى وتيرة منذ يونيو الفائت عند 0.4% وواصلت أسعار المنتجين انكماشها الممتد منذ أكتوبر من العام 2022 وهذه المرة بأسرع وتيرة منذ مارس الفائت عند 2.8%.
فيما قال المكتب الوطني للإحصاء في الصين أن الانكماش الشهري لأسعار المنتجين، البالغ 0.6%، جاء بسبب تقلب أسعار السلع عالمياً وعدم كفاية الطلب المحلي.
فيما أن التوتر الجيوسياسي المتفاقم في الشرق الأوسط قد يحفظ للخام قدرته على تقليص خسائره. حيث يسود الحذر بشأن الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران رداً على الهجوم الصاروخي غير المسبوق. هذا الهجوم قد يشمل المنشآت النفطية الإيرانية وهو ما قد يستوجب رداً مضاداً من الجمهورية الإسلامية أو حلفائها على مرافق أخرى للخام في الإقليم، وهذا ما قد يتسبب بدفع الأسعار للارتفاع على نحو هائل. في حين أن القرار النهائي بشأن نطاق وزمن الهجوم لم يتم اتخاذه بعد، وفق آكسيوس.
كما أعتقد أن ارسال بطارية من منظوم THAAD للدفاع الجوي من الولايات المتحدة لإسرائيل قد يعطي المزيد من التشجيع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين بنتنياهو على اتخاذ قرارات أكثر تصعيدية باستغلال تزايد الدعم الأمريكي. حيث أن ارسال منظومة التصدي للصواريخ البالستية تلك لم يكون مشروطاً بعد القيام بهجمات استفزازية من قبل إسرائيل، وفق وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤول أمريكي.
لكن في محاولة كما يبدو لحث إسرائيل على عدم اتخاذ خطوات تصعيدية في الإقليم وتأجيج ارتفاع أسعار النفط، قالت الإدارة الامريكية الجمعة الفائتة أنها ستقوم بتشديد العقوبات على إيران. إلا أنني أعتقد أن جدية البيت الأبيض في الضغط على إيران خصوصاً في قطاع الطاقة سيبقى موضع تشكيك.
حيث أن العقوبات مسنونة بالفعل وقد تعرضت إدارة جو بايدن لانتقادات مستمرة حيال عدم اتخاذ ما يكفي لتطبيقها، وذلك فيما يبدو أنه رغبة من البيت الأبيض لعدم التصعيد مع إيران. ذلك بالإضافة إلى أن تقييد صادرات النفط الإيرانية من شأنه أن يدعم ارتفاعات الأسعار وهذا ما قد لا يرغبه الديمقراطيين بالتزامن مع انطلاقة الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل.