تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
١٦ أكتوبر ٢٠٢٤
يتجه الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته منذ قرابة شهرين أما الدولار الأمريكي بخسائر عند 0.6% ويبلغ مستوى 1.29957 في ذروة التراجعات اليوم.
تأتي خسائر الباوند اليوم مع التباطؤ الأشد من المتوقع للتضخم في المملكة المتحدة والاتجاه أكثر فأكثر إلى ما دون مستهدف بنك إنكلترا، وذلك بالتزامن مع انحسار تضخم الخدمات في سبتمبر وهذا يضاف إلى تباطؤ نمو الأجور في أغسطس.
تضخم أسعار الخدمات ونمو الأجور هي من أهم مصادر القلق لدى بنك إنكلترا، وسيرها في الاتجاه المطلوب قد يعطي المزيد من الراحة للبنك المركزي للمضي في مسار خفض أسعار الفائدة أو حتى الإسراع في وتيرة الخفض. هذا يأتي خصوصاً بعد حديث أندرو بيلي منذ أسبوعين عن إمكانية تسريع وتيرة خفض المعدلات. هذا كله أيضاً من شأنه أن يعزز فرضية قيام بنك إنكلترا بخفض المعدلات مجدداً في نوفمبر المقبل.
في الأرقام اليوم، فقد تباطؤ التضخم السنوي لأسعار المستهلك إلى 1.7% – مستهدف بنك إنكلترا هو الاستقرار عند 2%. أما على أساس شهري فقد بقيت الأسعار بدون تغيير. كذلك التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء قد تباطأ على نحو أسرع من المتوقع إلى 3.2% من 3.6% على أساس سنوي وقد نما بنسبة 0.1% على أساس شهري. كما قد تباطأ نمو أسعار الخدمات من 5.9% إلى 5.6% على أساس سنوي فيما بقيت ثابتة على أساس شهري.
في حين أن أسعار المنتجين، سواء للمدخلات أم المخرجات، كانت قد انكمشت بوتيرة أسرع من المتوقع في القراءات الشهرية والسنوية.
تضاف هذه الأرقام إلى أرقام سوق العمل التي شهدناها الأمس لشهر أغسطس. حيث تباطأ نمو الأجور المتضمن العلاوات إلى 3.8% على أساس سنوي للأشهر الثلاثة الفائتة المنتهية بأغسطس. كما انخفضت البطالة إلى 4% على نحو متوقع لنفس الفترة.
فيما كان الضغط على الجنيه ليكون أشد لولا تراجع عوائد سندات الخزانة اليوم والأمس وذلك على ضوء الانكماش غير المتوقع لأنشطة المصانع في نيويورك في أكتوبر الجاري، وفقاً لمؤشر Empire State للتصنيع. هذا ما قد عزز من فرضيات قيام الفيدرالي بخفضين لأسعار الفائدة في نوفمبر وديسمبر المقبلين بمقدار 25 نقطة أساس في كل اجتماع لتبلغ تلك الاحتماليات 94% و86% على التوالي.
كما قد شهدنا انحساراً للمخاوف حول تفاقم الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط بعد تقرير الواشنطن بوست حول عدم نية إسرائيل لاستهداف المنشآت النفطية أو النووية الإيرانية الأن. هذا التصعيد غير المسبوق كان ليتسبب بارتفاع هائل لأسعار النفط مع العرقلة المحتملة للإمدادات الذي قد يطال عدة دول في الإقليم، وهذا ما كان ليشكل مصدر قلق للبنوك المركزية ذلك أن ارتفاع التضخم بالتزامن مع خفض أسعار الفائدة سيكون أسوء السيناريوهات الممكنة.
لكن في كل الأحوال، فأعتقد أن الامتناع عن التصعيد الهائل للحرب من قبل إسرائيل قد يقتصر على الجولة الحالية من الهجمات وفترة الانتخابات في الولايات المتحدة. فيما قد نشهد تفاقماً للتوتر مع توالي الهجمات والهجمات المضادة في الجولات المقبلة للصراع.