الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية
تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
٢١ أكتوبر ٢٠٢٤
يرتفع سعر النفط الخام بقرابة 1% اليوم، عبر كلا المعياريين الرئيسين، بعد سلسلة من الخسائر اليومية المتتالية طيلة الخمسة جلسات الفائتة.
مكاسب النفط تأتي بعد الخفض الأكبر من المتوقع لسعر الفائدة من قبل بنك الشعب الصيني وذلك في إطار سلسلة الإجراءات التحفيزية للاقتصاد وهذا من شأنه أن يدعم آفاق الطلب على الخام. يأتي هذا بالتزامن مع الإشارات المتزايدة حول المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط وغياب افق الحل مما قد يبقي الباب مفتوحاً لعودة علاوة المخاطر الجيوسياسية إلى أسعار الخام.
حيث قام البنك المركزي الصيني بخفض معدلات الاقتراض الرئيسية لأجل عام وخمسة أعوام بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى 3.1% و3.6% على التوالي. فيما تأتي هذه الخطوة المرتقبة بعد سلسلة سابقة من الإجراءات التي استهدفت دعم المقترضين خصوصاً في سوق الإسكان المتعثر.
على الرغم من ذلك مما يبدو ترحيباً من الأسواق بهذه الخطوة، إلا أنها تقابلت مع التشكيك، إضافة إلى الإجراءات النقدية الأخرى، حول فعاليتها في دعم الاقتصاد. حيث أن ما يقوم به البنك المركزي لن يكون كافياً لوحده ذلك أن شهية الطلب على الائتمان لا تزال ضعيفة في المقام الأول، وفق وول ستريت جورنال نقلاً عن كابيتال إيكونوميكس. حيث أن استعادة النمو الاقتصادي على نحو ملحوظ يتطلب دعم مالياً كبيراً وليس نقدياً فقط.
على هذا، فأعتقد بأن مكاسب النفط المدعومة بالعوامل الاقتصادية من الصين قد تكون هشة وعرضة للانعكاس سريعاً.
تأتي هذه الخطوة بعد التباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأخير وكذلك تباطؤ تضخم أسعار المستهلك وانكماش أسعار المنتجين على نحو أكبر من المتوقع علاوة على استمرار انكماش أسعار المنازل في إشارة إلى استمرار الطلب الضعيف.
بعيداً، في الشرق الأوسط، فلا يلوح في الأفق سوا المزيد من التصعيد للحرب الإقليمية ولا إسرائيل تبدو متشجعة للدفع نحو التهدئة وهذا ما يبقي الباب مفتوحة لتزايد التصعيد. فحتى بعد حديث عن الأمل بالتوصل إلى تهدئة بعد مقتل قائد حماس يحيى السنوار، إلا أن لا مؤشرات حقيقة عن محادثات لوقف إطلاق النار، لا بل أن التصعيد قد تفاقم خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفق صحيفة نيويورك تايمز. كان هذا التفاؤل بعد تصريحات البيت الأبيض بأن الوقت قد حان لوقف الحرب، إلا إنني أعتقد ان دعوات الإدارة الامريكية وحديثها المستمر عن الدفع للتهدئة لا تحمل طابع الجدية.
في لبنان، كانت إسرائيل قد ارست مطالبها للولايات المتحدة لوقف الحرب هناك، ما قاله عدد من المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين لآكسيوس. هذه المطالب تنطوي على السماح لإسرائيل للقيام بعمليات داخل الجنوب اللبناني لمنع حزب الله من إعادة تشكيل قوته وكذلك حرية الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية. فيما أن هذه المطالب غالباً ما ستُقابل بالرفض من الجانب اللبناني والمجتمع الدولي ذلك أنها تنتهك السيادة اللبنانية، وفق للموقع أيضاً.
على هذا، فإن تسوية الصراع الدائر هناك لا تبدو قريبة مع هذا السقف المرتفع للغاية للمطالب الإسرائيلية. هذه المطالب تشابه مع تلك بشأن وقف الحرب في غزة والذي شهد تصاعداً للأعمال العسكرية خصوصاً في شمال القطاع والتي تأتي بعد التقارير المتزايدة عن نية إفراغ الشمال من سكانه وهذا ما يتعارض مع جهود تسوية الصراع.
في الإقليم أيضاً، تترقب الأسواق الهجوم الإسرائيلي على إيران رداً على الهجوم الصاروخي غير المسبوق. فيما تحدث النائب الجمهوري ليندسي جراهام في مقابلة بأن هذا الهجوم سيكون قريباً وقوياً. في حين أن أسواق النفط قد إعادة تسعير المخاوف حول سلامة امدادات النفط المتدفقة من الإقليم بعد تقرير الواشنطن بوست من الأسبوع الفائت حول أن إسرائيل لن تقوم باستهداف المنشآت النفطية الايران وذلك تلبية لرغبات الادرة الامريكية نظراً لتزامن الهجوم المحتمل وأثاره في ارتفاع أسعار النفط مع انطلاقة السباق الرئاسي.
إلا انني أعتقد أن الهجوم الإسرائيلي سيتقابل مع رد إيراني مضاد مما يبقي الباب مفتوحة لاستهداف المصالح النفطية في الإقليم في جولات التصعيد التالية التي ستأتي بعد الانتهاء من الانتخابات، وهذا ما قد يعيد الارتفاعات السريعة لأسعار الخام خلال الأسابيع المقبلة. فيما أن عرقلة الامدادات تلك قد تدفع أسعار الخام إلى مستوى 80 ووصولاً إلى 120 دولاراً للبرميل وفق تقدير Citi Research الذي نشر الأسبوع الفائت.
