الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية
تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤
انهارت أسعار النفط اليوم بأكثر من 5% لكل المعياريين الرأسيين لتمحوا بذلك ما تبقى من المكاسب التي سجلتها خلال هذا الشهر.
يأتي هبوط سعر النفط اليوم مع إعادة تقييم لتأثير العوامل الجيوسياسية من الشرق الأوسط في سلامة امدادات الخام، وهذا بعد امتناع إسرائيل عن استهداف المنشآت النفطية أو النووية في هجومها الأخير.
الحديث السابق عن إمكانية استهداف المنشآت فائقة الأهمية لإيران، وما قد يتبعه من عرقلة لإمدادات الخام سواءً منها أم من دول الإقليم نتيجة تصعيد الحرب الإقليمية، كان قد أشعل المخاوف في الأسواق ودفع الأسعار إلى الارتفاع لبعض من الوقت.
لكن هذا كان ما يخص هذه الجولة من التصعيد. أما الأن، فنرى الحديث عن ملامح الجولة المقبلة من التصعيد والذي سيكون بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة – التي يعتقد أنها قد أثرت في قرار الهجوم لمنع ارتفاع أسعار النفط بالتزامن معها.
في تفاصيل الهجوم الإسرائيلي الأخير قد تتضح ملامح تلك الجولة المقبلة من الصراع. حيث تم استهداف العديد من منظومات الدفاع الجوي التي تحيط بمرافق نفطية حيوية للغاية في إيران، وفق نيويورك تايمز. هذا ما أعتقد أنه قد يكون دلالة على أنه تمهيد لإفساح الأجواء لاستهداف تلك المنشآت النفطية في الهجوم المقبل.
في حين قد توعدت إيران في الرد على الهجوم الأخير، وهذا الرد قد يشجع إسرائيل للقيام برد أخر مضاد قد يطال بالفعل تلك المنشآت. الهجمات الإيرانية المقبلة قد تكون غير مسبوقة أيضاً وقد تصل لحد إطلاق ألف صاروخ بالستي وتصعيد لهجمات حلفائها في الإقليم واستهداف امدادات النفط والملاحة في مضيق هرمز، وفق ما تحدث به مسؤولون إيرانيون لنيويورك تايمز الأسبوع الفائت. في حين أن الهجوم الإسرائيلي الأخير أيضاً قد يشجع إيران أكثر فأكثر لامتلاك السلاح النووي، وفقاً للتايمز.
كما أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً قد تشجع إسرائيل على استهداف المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية. في حين لا نرى تقدماً جوهرياً لأي من المرشحين في السباق الرئاسي على الأخر، فقد تبقى أسواق النفط في حالة من عدم اليقين مما يتركها عرضة للتقلبات العالية.
هذه كله يأتي مع استئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة مع اجتماع المسؤولين في الدوحة الأمس، وفق CNN. في حين لا أعتقد أن هذه الجولة من المفاوضات قد تنتهي بتحقيق اختراق فعلي وهذا على ضوء تمسك كل من الأطراف بمطالب يرفضها الطرف الأخر بشكل تام، إضافة إلى الاتهامات والتقارير السابقة حول عدم جدية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التفاوض.
بعيداً، وعلى الجانب الاقتصادي، يستضيف هذا الأسبوع جملة من البيانات الاقتصادي بالغة الأهمية وأبرزها أرقام سوق العمل والناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة إضافة إلى أرقام أنشطة المصانع في الولايات المتحدة والصين.
هذا كله يأتي قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل والذي من المتوقع أن يستمر في خفض أسعار الفائدة لكن بوتيرة أبطء من السابق عند 25 نقطة أساس فقط. أيضاً الأسبوع المقبل سنشهد اجتماع يمتد طيلة أيام العمل للجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، والتي من المتوقع أن تخرج بالمزيد من القرارات المرتقبة حول جزم الدعم المقدمة للاقتصاد والتي تعول عليها أسواق لإنعاش أسعار النفط.
الآفاق الفنية لخام نفط غرب تكساس الوسيط (USOIL)
فنياً، وعلى الإطار الزمني اليومي، يخترق الخام الأمريكي ما دون مستوى 68.944 ويفتتح على فجوة هبوطية أدناه. هذا من شأنه أن يبقي أنظار البائعين على مستويات 66.585- 65.724. في المقابل، فإن استعادة مستوى 68.944 مجدداً قد تعيد توجيه الأنظار إلى 71.767-72.736.
