بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
يتقدم الذهب بشكل طفيف اليوم بنسبة 0.15% ويصل إلى مستوى 2740 دولاراً للأونصة في المعاملات الفورية بينما تبقى العقود الآجلة لشهر ديسمبر بالقرب من مستوى الاغلاق من يوم الجمعة عند 2749 دولاراً.
تحركات الذهب تأتي وسط ترقب بدء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي تبدأ غداً والتي يلفها أجواء من عدم اليقين مع المزيد من التقارب في حظوظ المشرحين في الاستطلاعات. العوامل الجيوسياسية تضيف المزيد من عدم اليقين الذي قد يساهم في دعم مكاسب المعدن الأصفر مع ترقب لجولة جديد من التصعيد في الشرق الأوسط والذي قد يكون أعنف من السابق.
مع ترقب الانتخابات، بلغت الفجوة ما بين كاميلا هاريس ودونالد ترامب أقل مستوى منذ يوليو الفائت وذلك بمقدار 0.9% لصالح المرشحة الديمقراطية وذلك في متوسط الاستطلاعات وفق أرقام FiveThirtyEight. على الرغم من ذلك، فقد شهدنا اليوم تراجعاً ملحوظاً للدولار الأمريكي وهذا ما يكون يبدو على ضوء تقدم هاريس بنسبة 3% في ولاية ايوا وفق لرويترز. في حين أن تصاعد الرهانات على فوز ترامب كانت قد ساهمت في تعزيز قوة الدولار بسبب سياسات التجارة الخارجية التي قد يتخذها والتي من شأنها أن تعيد التضخم إلى الارتفاع. هذا التباين ما بين الاستطلاعات المختلفة من شأنه أن يجعل الأسواق عرضة للتقلبات الحادة.
كما تنتظر الأسواق قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة هذا الخميس، والذي من المتوقع على نحو شبه محسوم أن نشهد خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس. كما أن تكرر لهجة جيروم باول اللينة في الخطاب التالي لإعلان القرار ستساهم في تعزيز التوقعات حول إمكانية الخفض ديسمبر المقبل وقد ترفع من احتمالية الخفض أيضاً في يناير من العام المقبل، وهذا ما قد يشكل دافعاً للذهب نحو المزيد من المستويات القياسية. كما قد يراقب السوق عن كثب تصور الفيدرالي حول سلامة الاقتصاد الأمريكي وهذا بعد الارتباك الذي ولدته البيانات المختلطة للغاية لسوق العمل الأسبوع الفائت، حيث سيرغب المستثمرون في التأكد من أن التباطؤ الحاد للتوظيف غير الزراعي في أكتوبر الفائت كان عرضياً وأنه لا يشكل انذاراً حقيقاً حول متانة الاقتصاد.
في حين تبلغ احتمالية الخفض بقدار ربع نقطة مؤية في الاجتماعات الثلاثة المقبلة 98% و81% و47% على التوالي، وفق CME FedWatch Tool.
التفاقم المحتمل للحرب الإقليمية في الشرق الأوسط خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة وغياب الأمل بتهدئة في الأفق القريب لا يساعدان على تهدئة مكاسب الذهب. فبعد الزخم حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار سواء في لبنان أو غزة بما قد يؤسس لتهدئة أوسع في الإقليم، أصبح الحديث عن الهجوم الإيراني المحتمل على إسرائيل وما قد يتبعه من هجوم معاكس هو السردية السائدة الأن.
الهجوم الإيراني القادم وصِف بأنه سيكون قوي ومركب ولن يكون محدوداً وسيشمل على أسلحة أكثر قوة من السابق، وفق ما نقلته وول ستريت جورنال عن مسؤولين إيرانيين وعرب. في حين قال مسؤول للصحيفة أيضاً أن هذا الهجوم سيكون بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لكيلا عاملاً مؤثراً.
هذا يأتي بعد ما تحدث به موقع آكسيوس عن تحذير الإدارة الأمريكية لإيران بأنها قد لن تكون قادرة على كبح الهجمات الإسرائيلية في حال تجدد الهجمات عليها. هذا يعني أن الجولات المقبلة من التصعيد قد تنطوي على الهجوم على المرافق النفطية الإيرانية والذي قد يتسبب في رد مضاد آخر قد يطال مصالح اقتصادية أخرى في الإقليم قد يصل تأثيرها إلى الاقتصاد العالمي.
كل هذا يأتي وسط غياب افق قريب لتسوية الصراع في الجبهات المختلفة. ففي غزة لا تزال حماس رافضة لأي وقف مؤقت لإطلاق النار وإسرائيل تريد الحصول على الحق بتجديد عملياتها في القطاع حتى بعد الاتفاق. في لبنان أيضاً تريد إسرائيل السماح لها باستئناف هجماتها حتى بعد ابرام اتفاق وهذا ما ترفضه الحكومة اللبنانية وحزب الله، وفق نيويورك تايمز.