تحليل السوق التالي عن ميلاد عزار، محلل الأسواق المالية لدى XTB MENA
١٤ نوفمبر ٢٠٢٤
شهدت العقود الآجلة للنفط الخام تراجعا ملحوظًا، متأثرة بتزايد المخاوف بشأن ارتفاع الإنتاج العالمي وتباطؤ الطلب، مما فرض ضغوطًا هبوطية على الأسعار. وكان النفط قد شهد موجات هبوطية متتالية بالتزامن مع ارتفاع الدولار، الذي بدوره تسبب في ارتفاع تكلفة لنفط على المشترين الذين يتعاملون بعملات أخرى. ومن جانبها قامت منظمة أوبك بمراجعة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2024 بالخفض، مستندة إلى توقعات ضعيفة من أسواق رئيسية كالصين والهند، مما أسهم في زيادة مشاعر الخوف على معنويات السوق. بالإضافة إلى ذلك، لعبت المراجعة الصعودية التي أجرتها إدارة معلومات الطاقة الأميركية لتوقعات إنتاج النفط في الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم دورا كبيرا في زيادة حدة المخاوف بشأن احتمالية حدوث فائض وشيك في العرض. وتشير تلك العوامل مجتمعة إلى توقعات هبوطية لأسعار النفط الخام على المدى القريب والمتوسط، مع وجود مخاطر كبيرة لانخفاض الأسعار ما لم يتسارع نمو الطلب العالمي ليواكب وتيرة الإنتاج. ومن المرجح أن يظل السوق تحت ضغط، حيث تهيمن المخاوف بشأن تفوق العرض على الطلب على معنويات المستثمرين.
ورغم من الإجراءات التحفيزية المتعددة التي اتخذتها السلطات الصينية، إلا أن الطلب على النفط من الصين لا يزال يعاني من الضعف، مما قد يفرض ضغوطا هبوطية على توقعات السوق بشكل عام. إلى جانب ذلك، فإن التباطؤ المستمر الذي يتعرض له النشاط الاقتصادي الصيني لا يزال يشكل عاملاً رئيسياً يسهم بشكل كبير في تعزيز المخاوف بشأن احتمال حدوث فائض في العرض خلال السنوات المقبلة، لا سيما مع استعداد السوق لمواجهة اختلالات متوقعة بحلول عام 2025. وتظل التوقعات المستقبلية لأسعار النفط تميل إلى الهبوط، ومع غياب انتعاش ملحوظ في الطلب، من المحتمل أن يبقى سوق النفط الخام تحت تأثير ضغوط محدودة في الوقت الراهن.