تحليل الأسواق لليوم عن جوزف ضاهرية، كبير استراتيجيي الاسواق في TickMill
٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤
سجلت العقود الآجلة للنفط استقرار، عقب جلسة تداول شهدت زخمًا قويًا، مدفوعة باستمرار المخاوف بشأن تصاعد وتيره الحرب في أوكرانيا؛ وما قد يترتب عليها من اضطرابات محتملة في الإمدادات العالمية. وخلال الجلسة السابقة، حققت عقود خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي ارتفاعات ملحوظة، مدفوعة بمخاوف الأسواق من أن تؤدي التحركات العسكرية المكثفة التي تنفذها روسيا إلى اضطراب إمدادات النفط العالمية، لا سيما وأن روسيا تعتبر من أكبر منتجي النفط في العالم. إلى جانب ذلك، تلعب التوترات الجيوسياسية دورًا كبيرًا في تعزيز التوقعات الصعودية لأسعار النفط الخام على المدى القريب، حيث يواصل المتداولون تقييم احتمالية وقوع اضطرابات كبيرة في الإمدادات العالمية، مما قد يؤدي إلى دفع الأسعار نحو الصعود، رغم الضغوط التي تمارسها العوامل السوقية المعاكسة.
مع ذلك، من المحتمل أن تتعرض مكاسب أسعار النفط الخام لضغوط ناتجة عن مجموعة من العوامل، أبرزها ارتفاع مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة، إلى جانب التوقعات بزيادة ارتفاع المعروض العالمي من النفط خلال العام المقبل. ورغم استمرار تصاعد المخاطر الجيوسياسية، إلا أنه من المتوقع أن تظل أسعار النفط مستقرة نسبيًا ضمن نطاق محدد، مدفوعة بالتوازن المستمر بين قوى العرض والطلب في السوق.
في الوقت ذاته، ساهم الإعلان الصيني الأخير عن إجراءات سياسية تهدف إلى تعزيز التجارة، بما في ذلك دعم واردات الطاقة، في تصاعد حالة عدم اليقين التي تشهدها أسواق النفط العالمية. على الرغم من أن هذه التطورات قد تضيف زخما صعوديا لأسعار النفط الخام، لا سميا فيما يتعلق بمعدلات الطلب، إلا أن التوقعات المتعلقة بالعرض تشير إلى موقف متوازن نسبيا على المدى المتوسط. وتشير هذه المعطيات إلى أنه، رغم استمرار الضغوط الصعودية الناجمة عن المخاطر الجيوسياسية على المدى القريب، فإن التوازن بين قوى العرض والطلب قد يسهم في كبح جماح أي زيادات كبيرة في الأسعار على المدى المتوسط.