تحليل الأسواق لليوم عن جوزف ضاهرية، كبير استراتيجيي الاسواق في TickMill
٩ ديسمبر ٢٠٢٤
سجلت العقود الآجلة للنفط الخام ارتفاعًا ملحوظًا، مدفوعة بتصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وذلك على خلفية التحولات السياسية الأخيرة التي تشهدها سوريا. حيث ساهمت مخاطر عدم الاستقرار السياسي المتزايدة بشكل كبير في تعزيز المخاوف حيال احتمال تعطل إمدادات النفط في المنطقة، مما أضاف زخمًا صعوديًا قصير الأجل للأسعار. ومع ذلك، وعلى الرغم من التأثير الداعم الذي تقدمه التوترات الجيوسياسية للأسواق، إلا أن مشاعر الحذر لا تزال تهيمن على معنويات السوق، مما يحد من احتمالات تسجيل ارتفاعات كبيرة في أسعار النفط.
إلى جانب ذلك، ساهم قرار أرامكو السعودية بخفض أسعار النفط للمشترين الآسيويين في يناير 2025 في تسليط الضوء على التحديات المستمرة الناتجة عن تراجع الطلب، خاصة من الأسواق الرئيسية مثل الصين. ويعكس هذا القرار التوجهات الهبوطية التي تخيم على أسعار النفط العالمية على المدى المتوسط، مشيرًا إلى استمرار الضغوط الناتجة عن ضعف الاستهلاك. أيضا، من المتوقع أن تشير تخفيضات الأسعار، بالتزامن مع حالة عدم اليقين الاقتصادي الممتدة، إلى احتمالية استمرار الضغوط السلبية على أسعار النفط الخام، ما لم تطرأ تطورات جيوسياسية أو اضطرابات غير متوقعة في الإمدادات تغير مسار الأسواق.
ولا تزال النظرة المستقبلية لأسعار النفط متباينة في ظل قرار أوبك+ تمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية عام 2026. ويهدف هذا القرار إلى تحقيق استقرار السوق خلال فترة يشهد فيها الطلب العالمي تراجعا ملحوظًا، لا سيما من الصين إلا أن زيادة إنتاج النفط من مناطق أخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، قد يفرض ضغوطًا إضافية على توازن العرض والطلب.
ومع ذلك، فإن إعلان الحكومة الصينية عن نيتها تبني سياسة نقدية أكثر مرونة قد يعزز التوقعات بنمو اقتصادي أقوى في الصين، ما قد يؤدي إلى زيادة محتملة في الطلب على النفط.