كُتب بواسطة: رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
شهد زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني ارتفاعًا ملحوظًا خلال التعاملات الأخيرة ليبدأ تعاملات اليوم الثلاثاء عند 150.968، وهو أعلى مستوياته في يومين. وبرأيي جاء هذا الصعود نتيجة ضعف الين الياباني بشكل عام، مما يعكس شكوكًا متزايدة بين المستثمرين حول نية بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في 19 ديسمبر.
وعلى الرغم من الأداء الاقتصادي القوي لليابان في الربع الثالث، يبدو لي أن السوق لا تزال متحفظة بشأن جدية البنك المركزي الياباني في اتخاذ خطوات جريئة على صعيد السياسة النقدية، وهو ما أعتبره علامة على استمرارية التحديات الهيكلية في السياسة الاقتصادية اليابانية.
أيضاً النمو الاقتصادي الياباني الذي بلغ 1.2% على أساس سنوي في الربع الثالث مقارنة بـ0.9% في الربع السابق، يُظهر تحسنًا ملحوظًا في الأداء من وجهة نظري، وهو ما يفوق توقعات المحللين. ومع ذلك، يبدو أن هذا الزخم لم يكن كافيًا لتهدئة المخاوف بشأن توجهات بنك اليابان المستقبلية.
فبالرغم من تسارع النمو، لا يزال الاقتصاد الياباني يعاني من ضعف التضخم المستدام وتحديات سوق العمل، وهو ما يدفعني للاعتقاد بأن بنك اليابان قد يواصل سياساته المتحفظة لفترة أطول مما يتوقعه المتداولون، خاصة في ظل تركيزه على دعم استقرار الاقتصاد بدلاً من المخاطرة بزعزعة الثقة في السوق.
ومن ناحية أخرى، تبقى البيانات الاقتصادية القادمة عاملًا رئيسيًا في توجيه تحركات الدولار/الين. حيث ينتظر المستثمرون باهتمام بيانات مؤشر أسعار المنتجين الياباني لشهر نوفمبر، والتي قد تقدم إشارات جديدة حول مدى تزايد الضغوط التضخمية في الاقتصاد.
ففي حال جاءت البيانات قوية، قد تعزز التوقعات برفع الفائدة، ولكن إذا أظهرت تباطؤًا، فقد ينعكس ذلك في استمرار ضعف الين.و في رأيي، تبقى البيانات الاقتصادية عاملًا حساسًا، لكن تأثيرها قد يكون محدودًا إذا لم يترافق مع خطوات فعلية من بنك اليابان لتعزيز الثقة.
أما على الجانب الآخر من المعادلة، يركز المستثمرون أيضًا على بيانات التضخم الأمريكية التي ستصدر يوم الأربعاء. ويُتوقع أن تلعب هذه البيانات دورًا حاسمًا في تحديد مسار السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، خاصة مع احتمالية تقارب التوقعات بخفض الفائدة إلى 4.25%-4.50% في اجتماعه المقبل.
وفي حال جاءت البيانات أقل من التوقعات، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز احتمالات خفض الفائدة، ما قد يضعف الدولار ويعزز الين بشكل مؤقت. إلا أنني أرى أن تأثير مثل هذه التحركات قد يكون قصير الأجل، حيث يبقى الين الياباني في موقف ضعيف بسبب العوامل المحلية الرئيسية.
وبناءً على هذه المعطيات، أعتقد أن مستقبل زوج الدولار/الين سيبقى مرهونًا بالتطورات الاقتصادية والسياسية القادمة من كلا الجانبين. ففي حين أن الدولار يواجه ضغوطًا محتملة بسبب خفض الفائدة الأمريكية، فإن الين يظل تحت الضغط بسبب شكوك الأسواق تجاه سياسات بنك اليابان.
وبالتالي، قد يبقى الزوج في حالة من التذبذب ضمن نطاقات محدودة على المدى القصير، مع احتمالية استمرار الاتجاه الصعودي إذا لم ينجح بنك اليابان في تعزيز ثقته لدى المستثمرين.
التحليل الفني لـ الدولار/ الين (USDJPY ):
يتحرك زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني حاليًا ضمن نطاق محدود بالقرب من مستويات 150، مع ميل قوي نحو البيع من الارتفاعات. وعلى الرسم البياني اليومي، لا يزال الزخم الهبوطي واضحًا، مع بقاء مؤشر القوة النسبية ثابتًا ضمن المستويات المحايدة.
وتعتبر مستويات الدعم الرئيسية حاليًا عند 149.50 و148.80، والتي تمثل المتوسط المتحرك لـ 100 يوم، يليها دعم رئيسي عند 148.20 وفق تصحيح فيبوناتشي 38.2% بين أدنى مستوى في سبتمبر وأعلى مستوى في نوفمبر. أما على جانب المقاومة، فتتراوح بين 151.30 و 151.82 وهي مستويات المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا مع مقاومة أقوى عند 152 وهو مستوى المتوسط المتحرك لـ 200 يوم.
الرسم البياني لأسعار الدولار/الين – USDJPY– MT4– XS.com
ومن المتوقع أن يكون اجتماع بنك اليابان الأسبوع المقبل محوريًا في توجيه تحركات الين. فالمؤشرات الاقتصادية الأخيرة، بما في ذلك تحسن الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث وارتفاع الأجور الأساسية، تدعم توقعات تشديد السياسة النقدية بشكل تدريجي. وعلى الرغم من أن التوقعات تشير إلى استمرار رفع أسعار الفائدة حتى عام 2025، فإن وتيرة هذا التشديد قد تؤثر بشكل كبير على الأسواق، خاصة إذا كانت أبطأ من المتوقع.
وفي الوقت نفسه، تلعب البيانات الأمريكية دورًا مهمًا في تشكيل تحركات الدولار/الين. مع احتمالية أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، فقد يشهد الدولار ضغوطًا هبوطية إضافية. ومع ذلك، إذا تباطأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تخفيف السياسة النقدية، فقد يخلق ذلك ضغوطًا صعودية متقطعة على الزوج. والتركيز سيكون أيضًا على بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي واستطلاع تانكان الياباني، والتي قد تقدم إشارات إضافية حول الاتجاه.
بناءً على هذه المعطيات، من المحتمل أن يبقى زوج الدولار/الين في حالة تذبذب مع ميل نحو الهبوط. وأي كسر دون مستوى الدعم 149.50 قد يدعم التصحيح بشكل أعمق نحو 148.20، بينما قد يؤدي تجاوز المقاومة 152 إلى تعزيز الاتجاه الصعودي على المدى القصير. والاتجاه العام سيبقى عرضة للتغير بناءً على قرارات السياسة النقدية لكلا البنكين المركزيين والتطورات الاقتصادية القادمة.
مستويات الدعم: 150.948 – 150.511 – 149.779
مستويات المقاومة: 151.824 – 152.261 – 152.99