بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
تسود التداولات الحذرة في سوق النفط اليوم عبر كلا الخامين الرئيسيين برنت وغرب تكساس الوسيط وذلك وسط سيادة للاتجاه الهابط العام.
تحركات أسعار النفط الهادئة تأتي مع ترقب مؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط (OPEC). في حين لا زلنا نشهد سيلاً من البيانات المختلطة التأثير سواء من الصين أم من الولايات المتحدة والتي تعول عليها الأسواق لتوضيح الآفاق المستقبلية للطلب على الخام.
في حين أن OPEC ستستمر في دفاعها عن أسعار النفط عبر تمديد خفض الإنتاج إلى العام المقبل، إلا أنني أعتقد أن المشكلة تقع على جانب الطلب أكثر منها العرض. فعلى الرغم من خفض الإنتاج فلا تزال الأسعار في طور هبيط عميق.
البيانات التي ظهرت من أكبر مستورد للخام، الصين، لا تزال تشكل عاملاً سلبياً لأسعار الخام. فعلى الرغم من التوقعات حول التخزين المسبق لفرض التعرفات الجمركية على واردات السلع الصينية إلى الولايات المتحدة، إلا أن نمو الصادرات قد تباطأ على نحو أكبر من المتوقع في نوفمبر إلى 6.7% على أساس سنوي مقارنة مع 12.7% في القراءة السابقة. علاوة على ذلك، فقد انكمشت الواردات على نحو غير متوقع بنسبة 3.9%.
عليه، فلا يزال يبدو أن الصين تعاني من عدم القدرة على إنعاش الطلب سواء الداخلي أم الخارجي إلى الأن. في حين يعول على تبلور تأثير حزم الدعم وخطط الإصلاح خلال العام المقبل إضافة إلى الخروج بنتائج إيجابية من التفاوض مع إدارة دونالد ترامب القادمة حول شروط تجارية أقل تشدداً تجاه الصين لدعم النمو وما قد يبتعه من دعم لأسعار النفط. أعتقد أن العوامل السابقة هي أهم ما سيقود الاتجاهات المستقبلية لأسعار الخام.
كما أن استمرار تدفق البيانات الصادمة من أوروبا قد يستمر في الضغط على أسعار الخام للتراجع ذلك أن ضعف النشاط الاقتصاد هناك ذو تأثير على الصين سواء كوجهة للصادرات أم الواردات. هذا الأداء المخيب لاقتصاد الإقليم يأتي على ضوء المخاوف من الحرب التجارية وتصاعد الحرب في أوكرانيا والاضطراب السياسي.
في حين كان آخر البيانات الصادمة هي قراءة مؤشر Sentix لثقة المستثمر والتي هبطت على نحو أسرع من المتوقع في نوفمبر وأشار التقرير إلى “غياب مزاج التفاؤل” في ألمانيا.
أما على الجانب الجيوسياسي، فقد يصبح الشرق الأوسط أقل تأثيراً في أسعار النفط مع التضاؤل المحتمل لعلاوة المخاطر حول اضطراب تدفقات الخام من الإقليم. فبعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، قد تصبح إيران أكثر ضعفاً من ذي قبل وأقل قدرة على تهديد إسرائيل والمصالح الاقتصادية في الإقليم.
سوريا كانت أهم ممرات تفادي العقوبات الأمريكية ووجهة لصادرات النفط الإيرانية. عليه، فإن هذا التطور التاريخي من شأنه أن يجعل إيران أقل رغبة في التصعيد في الإقليم الذي قد ينطوي على مخاطر حول سلامة تدفق إمدادات الخام والتي باتت أضيق الأن بالنسبة إيران.