كُتب بواسطة: رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com
في الوقت الذي تحتفل فيه بورصة نيويورك بعرض العلم الأمريكي واستضافة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتولي مهامه كرئيس للولايات المتحدة، تبدو توقعات حركة مؤشر ناسداك (US100) غارقة في تعقيدات اقتصادية وتنظيمية تعكس الطبيعة المتفائلة لسوق التكنولوجيا الأمريكية. فالمشهد الحالي برأيي يسلط الضوء على التحديات التي تواجه أكبر شركات التكنولوجيا، والتي تستمر في الهيمنة على المؤشر بالرغم من محاولات إعادة التوازن التنظيمي.
ومن وجهة نظر ي، فإن عملية إعادة التوازن في مؤشر ناسداك 100 التي فرضتها الحاجة إلى تقليص أوزان الشركات الأكبر، تعكس مأزقًا تنظيميًا. حيث تتسارع الشركات مثل Apple وMicrosoft وNvidia في تحقيق مكاسب غير مسبوقة بفضل التفاؤل المستمر تجاه الذكاء الاصطناعي. ومع أن هذا النمو يُبرز القوة الاستثنائية لهذه الشركات، إلا أنه يضع ضغطًا على المؤشر لجعله أكثر تمثيلًا للشركات الأخرى. وبالنسبة لي، هذه التحركات تعبر عن فجوة متنامية بين الشركات الكبرى والناشئة والمتوسطة، مما يهدد بتقليص التنافسية داخل السوق.
كما أن إدخال شركات جديدة مثل Palantir Technologies وخروج شركات أخرى مثل Moderna يعكس تحركات متجددة داخل المؤشر، مما قد يوفر فرصة للمستثمرين لإعادة التفكير في استراتيجياتهم. لكنني أرى أن هذا النوع من التغييرات قد يزيد من التعقيد بالنسبة لصناديق المؤشرات، مما قد يؤدي إلى تقلبات غير متوقعة في السوق. وأرى أن هذا الوضع يتطلب من المستثمرين مرونة واستعدادًا للتأقلم مع التحولات المفاجئة.
وأعتقد أن التفاؤل حول الذكاء الاصطناعي هو المحرك الأساسي للارتفاعات الهائلة التي شهدها المؤشر هذا العام. ومع ذلك، هناك مخاوف مشروعة من أن هذا التفاؤل المفرط قد يقود إلى فقاعات سعرية. ومن رأيي، فإن استمرار التركيز على الذكاء الاصطناعي يتطلب من المستثمرين تقييم المخاطر المرتبطة بالاعتماد الكبير على قطاع واحد لدفع النمو. وأرى أن التنويع يجب أن يبقى أولوية للحد من هذه المخاطر.
وفي سياق أوسع، يشير اختيار دونالد ترامب كشخصية العام من قبل مجلة “تايم” إلى مدى تأثير السياسة على الأسواق المالية. كما يعكس احتفال بورصة نيويورك بترامب تأكيدًا على الأهمية التي توليها الأسواق للقرارات السياسية المستقبلية. ومن وجهة نظري، فإن الإدارة المقبلة قد تلعب دورًا حاسمًا في صياغة السياسات الاقتصادية والتنظيمية التي ستؤثر على حركة المؤشرات بشكل كبير. وأرى أن الأسواق بحاجة إلى اليقين السياسي لدفع النمو المستدام.
وإلى جانب ذلك، فإن قواعد الترجيح الأقل صرامة التي سيتم تطبيقها في إعادة التوازن السنوية، تفتح الباب أمام سيناريوهات مختلفة لتأثير هذه التعديلات على أداء المؤشر. وأرى أن هذه القواعد تعكس محاولة ناسداك للحفاظ على التوازن بين الشركات الكبرى والصغرى، والسؤال هنا عن مدى فعالية هذه القواعد في الحد من الهيمنة الكبيرة للشركات العملاقة في ظل استمرار نموها.
وفي النهاية، أتوقع أن ناسداك (US100) سيبقى مؤشرًا جذابًا للمستثمرين بفضل قوته في مجال التكنولوجيا، ولكن يجب ألا يتجاهل المستثمرون التحديات المرتبطة بإعادة التوازن والتغيرات التنظيمية. ومن وجهة نظري، السوق بحاجة إلى استراتيجيات استثمار أكثر تنوعًا للتعامل مع هذه التحديات، مع التركيز على الفرص الناشئة بعيدًا عن هيمنة الشركات الكبرى. وأرى أن هذه التحديات قد تمثل فرصة لإعادة تقييم النهج الاستثماري وتعزيز الاستدامة على المدى الطويل.