بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
تميل أسعار النفط إلى التراجع الطفيف بعد تراجعات الأمس التي جاءت تالية لثلاث جلسات من المكاسب، حيث قد تراجعي كل من خامي غرب تكساس الوسيط وبرنت بنسبة 0.74% و0.49% على التوالي.
تجدد خسائر الخام تأتي بعد أرقام أفضل من المتوقع لإعانات البطالة الأولية في الولايات المتحدة والتي دفعت الأسعار إلى التصحيح. حيث إن القوة التي يظهرها سوق العمل تبقى على المعنويات ضعيفة تجاه وتيرة خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل.
حيث شهد الأسبوع الفائت تسجيل 219 ألف مطالبة وهذا ما كون دون المتوقع عند 223 ألف وأقل بقليل من القراءة السابقة عند 220 ألفاً. أرقام الأمس جاء بعد سلسلة سابقة من البيانات الأفضل من المتوقع لسوق العمل هذا الشهر وامتزجت مع التصريحات الحذرة للغاية من الفيدرالي وهذا ما عزز المخاوف حول بطء خفض المعدلات العام المقبل.
أما مع مطلع العام المقبل، ولكي تتمكن أسعار النفط من التغلب على السلبية القادمة من سردية بقاء معدلات الفائدة مرتفعة مطولاً، يجب أن نرى استمراراً لتدفق البيانات الإيجابية حول الأداء الاقتصادي بما سيعكس إمكانية التكييف مع وجه تكاليف الاقتراض المرتفعة.
كما أن العام الجديد سيحمل تحديات لسوق النفط من الولايات المتحدة متمثلة بزيادة إنتاج الخام مع التراخي المرتقب للقيود التنظيمية على الاستخراج وتلك التي تعزز التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، وذلك مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
لكي تتغلب الأسواق أيضاً على الضغط من الزيادة المحتملة في المعروض يجب أن نرى آثار إجراءات الدعم الحكومي للاقتصاد الصيني عبر دفع النمو ودعم الاستهلاك والاستثمار المحلي خلال العام المقبل. كما أن الاتفاق على شروط تجارية مواتية لكل من الصين والولايات المتحدة من شأنه أن يعطي الراحة لأسواق النفط ذلك أن اشتعال الحرب التجارية من شأنه أن يتسبب بضرر للصادرات الصيني والتي هي أهم داعم النمو الحالية وسط الطلب الداخلي الضعيف.
أما على المدى القصير، فالجانب الفني قد ساهم أيضاً في التصحيح الأمس. حيث قد تزامنت بيانات إعانات البطالة الأمس مع بلوغ أسعار الخام لخط المقاومة الديناميكي الممتد منذ أكتوبر الفائت. كما أن الصورة الفنية هي في صالح استمرار هذا التصحيح مع إمكانية استهداف مستوى 72.63 لخام غرب تكساس الوسيط.