بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
يتقدم الذهب قليلاً اليوم بنسبة 0.2% ويتمكن بذلك من استعادة مستوى 2640 دولاراً للأونصة وذلك بعد يومين متتالين من التراجع.
يتعرض الذهب للضغط الهبوطي الحاد منذ فوز دونالد ترامب برئاسة البيت الأبيض بولاية ثانية مما أعطى القوة للدولار الأمريكي مع ترقب السياسات التجارية الحمائية ضد الواردات خصوصاً من الصين.
مع اقتراب تنصيب ترامب في العشرين من يناير الجاري، تتكشف تفاصيل أكثر عن ملامح تلك السياسة والتي يبدو أنها ستكون عدائية أكثر مما. حيث تحدث مصادر لصحيفة واشنطن بوست عن مساعدي ترامب يبحثون في إمكانية فرض تعرفات على جميل الدول ومع استثناء واردات السلع الحيوية.
فيما قد هذه العدوانية التجارية المتصاعدة آثار وخيمة على الاقتصاد العالمي ويخلق اضطراباً في التجارة الدولية إضافة إلى رفع الأسعار على المستهلك الأمريكي على نطاق واسع، وفق الصحيفة أيضاً. في حين قال ترامب تعقيباً على مقال الصحيفة بأنه لن يتراجع عن فرض هذه التعرفات. هذا يأتي بعد إعلان عزمه عن فرض تعرفات ضخمة على الصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك.
في حين تتباين توقعات الخبراء بشأن الأثر المتحمل لهذه التعرفات في التضخم في الولايات المتحدة، إلا أن تسعير أسواق السندات قد يدل على أننا أمام عام قد يسود فيه وتيرة بطيئة لخفض سعر الفائدة وهذا ما يبقي الذهب تحت ضغط مستمر. كما أن النبرة الحذرة للغاية من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وعلى رأسهم جيروم باول قد فاقمت من المخاوف حول بقاء المعدلات مرتفعة مطولاً.
لا تزال عوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام بالقرب من أعلى مستوياتها منذ مايو الفائت عند 4.62% ولا تبلغ إحتمالية أن يقوم الفيدرالي بخفض سعر الفائدة في اجتماعه هذا الشهر أكثر من 7% وأقل من 40% للخفض في مارس المقبل.
أما على الجانب الجيوسياسي، ومع عودة ترامب، فقد يستعد الشرق الأوسط للمزيد من التحولات التاريخية. فوفقاً لآكسيوس، يعتقد مستشاري ترامب بأن استراتيجية الضغط الأقصى قد لن تكون فعالة ضد إيران وذلك على ضوء التقدم في البرنامج النووي وهذا ما يجعل احتمالية العمل العسكري أكثر ترجيحاً. ووفقاً للموقع أيضاً، حيث قد يتم توجيه ضربة إسرائيلية بدعم أمريكي للمنشآت النووية الإيرانية أو قد يأمر ترامب نفسه بتنفيذها.
قد تكون هذه الضربة إن تمكنت من تحييد البرنامج النووي بمثابة الضربة القاضية لإيران ذلك أنها ستأتي في أصعب وقت ممكن. حيث إن حليفها في لبنان، حزب الله، بات محاصراً مع فقدان الطريق الإمداد عبر سوريا والتي كانت هي بدورها معقل حيوياً لأذرعها. أضف إلى ذلك الضعف الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني والتهالك الذي تعاني منه البنية التحتية لإمدادات الطاقة التي قد تتعرض للضرب بدورها مع أي تصعيد إيراني مما يعمق أزماتها.
لكن على الرغم من أن هذه التطورات المحتملة قد تبدو بمثابة تصعيد من شأنه أن يرفع من حالة عدم اليقين بما قد يقدم الدعم الملاذات الآمنة وأبرزها الذهب، إلا أن هذه المكاسب التي قد يجنيها المعدن الأصفر قد تكون هشة. ذلك أنها ستأتي مع ضعف قدرة إيران أكثر من أي وقت على القيام بتصعيد من شأنه أن يضر بالمصالح الاقتصادية في الإقليم وفي مقابل العداوة الشديدة، المسنودة بالقدرات العسكرية، التي تحملها إسرائيل وكذلك ترامب.