وزير المال رعى تخريج 34 متخصصاً في الشراء العام من 22 جهة حكومية

من برنامج نظّمه معهد باسل فليحان مع جامعة روما تور فرغاتا الإيطالية

اختُتِمَ أمس الثلاثاء برعاية وزير المال في حكومة تصريف الأعمال الدكتور يوسف الخليل وحضوره في مقر معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي في بيروت برنامج الشهادة التخصّصية الدوليّة في الشراء العام الاستراتيجي (دفعة العام 2024) الذي نظّمه المعهد بالتعاون مع جامعة روما تور فرغاتا الإيطالية وبدعم من الحكومة الايطالية، لإعداد متخصصين في هذا المجال من القطاع العام اللبناني.

وحضر احتفال التخريج سفير إيطاليا لدى لبنان فابريزيو مارتشيللي، ورئيسة معهد باسل فليحان لمياء المبيّض بساط، وشارك عن بُعد مدير الماجستير الدولي في الشراء العام في جامعة تور فرغاتا البروفيسور غوستافو بيغا.

وضمّت الدفعة الأولى  34 خرّيجاً من المسؤولين الكبار المولجين بالشراء العام في 22 جهة حكومية، من بينها وزارات ومؤسسات عامة وسلطات رقابية وأجهزة عسكرية وأمنية، وبلديات واتحاداتها. وتولّت اللجنة العلمية اختيار هؤلاء من بين 161 مرشّحاً.

وتألّف برنامج الشهادة الذي ساهم في إعداده وتقديمه تسعة خبراء دوليين، من خمسة محاور تناولت أنظمة الشراء العام ومعاييره الدولية، والشراء العام المستدام، والشفافية والنزاهة، وسبل الاعتراض على عمليات الشراء وكيفية معالجتها، وكيفية مقاربة قانون الشراء العام في لبنان 244/2021 من الناحية الاقتصادية والمالية وأهمية هذا الإصلاح للنهوض الاقتصادي.

  • وشكر الخليل لوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية ممثلة بالسفير مارتشيللي “دعمها تنمية القدرات الوطنية في لبنان من خلال هذا المشروع الذي انطلق قبل عام بجهود لبنانية – إيطالية مشتركة في وقت يعمل لبنان على تطبيق قانون الشراء العام الإصلاحي منذ عام 2022”.

وذكّر بأن “العام 2024 كان صعباً على لبنان وعلى الدولة ومؤسساتها، محفوفاً بالتحديات المالية والاقتصادية، إذ توقّع البنك الدولي أن يتجاوز الانخفاض التراكمي في الناتج المحلي الإجمالي منذ عام 2019 نسبة 38% في نهاية عام 2024، ممّا يؤدي إلى تعميق الأزمة الاقتصادية القائمة مسبقاً في لبنان. وكانت الأشهر الثلاث الأخيرة من العام ثقيلة إثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة وأثارها الكارثية على الإنسان والبنيان، حيث قدّر تقرير مسح البنك الدولي أن تتخطى الخسائر الاقتصادية أكثر من 5 مليار دولار، وهي مرشحة للزيادة مع كل تأخير في العودة إلى استقامة العمل المؤسسي والبدء بورشة إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي”.

وشدّد على أن “السير بهذه الإصلاحات يتطلّب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، وجود خبرات تقنية عالية في إدارات ومؤسسات الدولة”، مثمّناً “جهود المعهد المالي المستمرة لناحية تعزيز الخبرات والكفايات في الإدارة العامة، وعلى تأمين استمرارية عمل المؤسسات في هذه الظروف الصعبة”.

واعتبر أنّ “نجاح برنامج الشهادة التخصصية لدورة العام 2024 دليل آخر على جدوى التعاون الوثيق الذي يربط مؤسسات الدولة اللبنانية بالمؤسسات الايطالية، وتحديداً  جامعة روما تور فرغاتا المعروفة”.

  • ورأى أن “ما ميّز هذه الشهادة هو محتواها العلمي العالي الجودة، الذي تناول أحدث التطورات الدولية في الشراء. كما تميّزت بخبرات المحاضرين الدوليين الذين نقلوا المعارف للمشاركين، كما وتقنيات تبادل الخبرات وتقييم المعارف المنهجي، مما دلّ على مهنية عالية في إدارة هذه الشهادة”.
  • ووصف هذه الشهادة التخصصية بأنها “نقلة نوعية في تنمية القدرات الوطنية، تتوّج الجهود “للارتقاء بأداء المسؤولين الحكوميين، مستفيدين من الخبرات الدولية والممارسات الجيدة وتكييفها مع السياق اللبناني، وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لإصلاح الشراء العام”.
  • وأمل في “استدامة أطر هذا التعاون مع جامعة روما تور فرغاتا وتوسيعها عام 2025، وإلى تكامله مع الدعم التقني الذي يقدّمه الشركاء الدوليون للجهود الوطنية في تنمية القدرات”.

مارتشيللي

أما السفير مارتشيللي، فأشار إلى أن “للشراء العام، رغم ظاهره الفنّي، أهمية استراتيجية كبيرة، وخصوصاً في وضع لبنان الراهن، إذ هو ليس مجرّد آلية لشراء السلع والخدمات، بل يشكّل أداة لإعادة بناء الثقة في طريقة الحكم، ولتوجيه الموارد بفاعلية، ولتعزيز الشفافية”. ورأى ان “الشراء العام، عندما يدار بفاعلية، يصبح محرّكاً للاستقرار الاقتصادي والتماسك الاجتماعي، وكلاهما مطلوب بإلحاح في المشهد اللبناني الحاليّ”.

واعتبر السفير أن “أهمية إصلاح الشراء العام باتت أكثر وضوحا” في ظل ما شهده لبنان أخيراً، مشدداً على أن “لبنان يحتاج إلى أنظمة تُخصّص الموارد بشفافية، وخصوصاً في جهود إعادة الإعمار ولضمان استفادة المواطنين المباشرة من الأموال العامة.

وأضاف أن “الشراء العام السليم يجذب الاستثمار الأجنبي الذي يحتاجه لبنان بشدّة، ويعزز المنافسة العادلة، ويشكّل دفعاً للنمو المستدام”.

بساط

وأشادت رئيسة معهد باسل فليحان السيّدة لمياء المبيّض بساط بالتعاون مع إيطاليا “الداعم للعمل المؤسسي والمساند لمؤسسات الدولة التي هي مفتاح تنفيذ الإصلاحات البنيوية”، مذكّرة بأن “الدولة الإيطاليّة كانت أول من ساند المعهد عام 2010 في سعيه لإصلاح منظومة الشراء العام”.

وشرحت أن المعهد حرص في “تصميم برنامج الشهادة التخصصية على أن تنطلق التطبيقات العملية والحوارات والنقاشات من الواقع اللبناني وما يواجهه العاملون في الشراء من تحديات في عملهم اليومي، وكيفية التوصّل إلى حلول في ضوء التجربة الدولية والدروس المستفادة من بلدان أخرى”.

وذكّرت بأن “هذه الشهادة التخصصية (…) استكمال لجهود المعهد منذ إقرار قانون الشراء العام 244/2021”. وأشارت إلى أن المعهد “المكلّف قانوناً من وزارة المال بالتدريب الإلزامي والمستمر”، كثّف جهوده العام الفائت، وأعدّ “تقريراً عن الحاجات التدريبية لدى الجهات الشارية في ضوء تطبيقها لقانون الشراء العام”، ووضَعَ “أربعة برامج تدريبية متخصصة تشمل التخطيط وإجراءات الشراء وإدارة العقود، والاتفاق الإطاري، بدعم تقني من الوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الدولي”.

كذلك وفّر المعهد بحسب بساط “التدريب المستمر لأكثر من 2000 مستفيد من القطاع العام خلال العام 2024″، وأصدر “أدلة تقنية وأدوات إرشادية للمتدربين لمساعدتهم بالقيام بمهامهم اليومية، بدعم تقني من البنك الدولي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير”.

وأشارت أيضاً إلى “توسيع قاعدة الخبراء المدربين وتكثيف برامج التدريب الخاصة بهم وحلقات التبادل المعرفي، وهم يتولون التدريب ومواكبة الإدارات والمؤسسات تقنياً coaching للتأكد من تطبيق المفاهيم في العمل اليومي”.

وإذ أعلنت بساط أن باب الترشيحات للنسخة الثانية من برنامج الشهادة يُفتَح “قريباً”، دعَت “الوزارات والمؤسسات العامة والبلديات واتحاداتها، وكل الجهات المعنية إلى الاطلاع على شروط المشاركة في الشهادة وتشجيع الموظفين لديها على التقدّم بترشيحات”.

واختتم الاحتفال بشهادات حيّة من مشاركين في البرنامج حول تجربتهم، قبل أن يتمّ توزيع الشهادات على متخرجي الدفعة الأولى من الشهادة التخصصية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مساهمةً في تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050

“الموانئ والجمارك” تعلن عن تنفيذ أول عملية تزويد بالغاز الطبيعي المسال (LNG) للسفن في دبي ...

مستقبل أسعار البيتكوين (BTCUSD): ما هي أسباب التعثر بعد اختراق حاجز الـ 100,000 دولار مجددًا؟

كُتب بواسطة: رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com تتداول البيتكوين بالقرب من 95,600 دولار ...

ما الذي يعنيه ارتفاع أسعار العقارات في أمريكا الشمالية بالنسبة لمصرف RCBI

صندوق RIF Trust بشأن التكلفة المتزايدة للعقارات في أمريكا الشمالية يشير ميمون عسراوي، الرئيس التنفيذي لشركةRIF Trust، ...