الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية
كُتب بواسطة: رانيا جول ، محلل أسواق أول في XS.com- منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)
انخفض زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بشكل ملحوظ ليبدأ تعاملات اليوم الخميس عند 155.00 بالقرب من الحد الأدنى للقناة الهابطة قصيرة المدى، وذلك بعد أن أظهرت بيانات التضخم في الولايات المتحدة تباطؤًا في التضخم الأساسي، مما أثار موجة بيع للدولار ودفع المستثمرين للجوء إلى الين الياباني. وبرأيي هذا التغير المفاجئ يعكس التوترات الحالية في الأسواق المالية، حيث أصبحت البيانات الاقتصادية حاسمة في توجيه توقعات المستثمرين بشأن السياسات النقدية المستقبلية.
حيث شهد التضخم الأساسي في الولايات المتحدة تباطؤًا طفيفًا، مما أعطى إشارة للمستثمرين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يكون أقرب إلى إنهاء دورة التشديد النقدي. حيث أن الارتفاع الشهري لمؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.2% كان ضمن التوقعات، بينما أظهرت البيانات السنوية تراجعًا طفيفًا إلى 3.2%. وهذه الأرقام أثرت بشكل مباشر على العوائد الأمريكية، حيث انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بأكثر من 12 نقطة أساس، مما يشير إلى أن الأسواق تتوقع مسارًا أكثر اعتدالًا من قبل الفيدرالي.
وفي المقابل، استغل الين الياباني هذه الفرصة ليعزز مكاسبه، مدعومًا بتصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا الذي أشار إلى احتمال رفع أسعار الفائدة إذا استمرت ظروف الأسعار والأجور في التحسن. ومن وجهة نظري هذه التصريحات لم تكن مجرد تعليق عابر، بل جاءت في وقت حساس أثرت فيه بشكل كبير على توقعات السوق بشأن السياسة النقدية لبنك اليابان. فالتلميح إلى رفع الفائدة يعكس تحولًا في الاستراتيجية التقليدية للبنك، الذي طالما اعتمد على سياسات التيسير النقدي لدعم الاقتصاد الياباني.
وبرأيي هذا التباين بين الموقفين الأمريكي والياباني في السياسة النقدية يزيد من جاذبية الين كملاذ آمن، خاصةً في ظل انخفاض العائدات الأمريكية وضعف الدولار. في الوقت الذي يجد المستثمرون أنفسهم في حالة ترقب لتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المقبلة، حيث يسعى السوق لفهم ما إذا كانت البيانات الأخيرة كافية لدفع الفيدرالي إلى تغيير نهجه أو على الأقل تخفيف نبرته المتشددة.
لذا أعتقد أن هذه التوقعات خلقت حالة من التفاؤل في الأسواق الآسيوية، حيث يتصدر الين المكاسب بين العملات الرئيسية، بينما يظهر الدولار أداءً ضعيفاً.
وعليه يمكنني القول إن الين استفاد بشكل واضح من ضعف الدولار، لكنه أيضًا يعكس ثقة متزايدة في الاقتصاد الياباني. لأن تصريحات أويدا بشأن الأجور تعطي إشارة بأن بنك اليابان قد يرى في الأفق تحسنًا مستدامًا، مما قد يدفعه إلى تعديل سياساته لدعم هذا الزخم. وفي المقابل، يبدو أن الأسواق الأمريكية تحتاج إلى وضوح أكبر من الفيدرالي، خاصةً مع اقتراب صدور بيانات مبيعات التجزئة وطلبات البطالة التي قد تعيد تشكيل التوقعات.
وأعتقد أن التقلبات الحالية في زوج الدولار/ين تعكس حالة الأسواق المالية العالمية، حيث تتباين التوقعات في السوق بين التضخم في الولايات المتحدة واحتمالات التشديد النقدي في اليابان. وبرأيي من الصعب تحديد مسار واضح للزوج في المدى القريب، لكن المؤكد هو أن البيانات الاقتصادية وتصريحات المسؤولين ستبقى المحرك الرئيسي لتوجهاته.
وفي النهاية، يظهر الين الياباني في هذه المرحلة كأحد العملات الأكثر استفادة من الظروف الاقتصادية الحالية، لكنه يبقى حساسًا لأي تطورات جديدة في السياسة النقدية أو البيانات الاقتصادية. فالأسواق تترقب كل كلمة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان، حيث يمكن لأي إشارة جديدة أن تعيد تشكيل المشهد المالي العالمي. ولهذا السبب، ينبغي على المستثمرين أن يبقوا يقظين، مستعدين لتعديل استراتيجياتهم بما يتماشى مع هذه التحركات السريعة والمعقدة.
التحليل الفني لـ الدولار/ الين ( USDJPY ):
الرسم البياني لأسعار الدولار/ الين– USDJPY– XS.com
كما أن المتوسط المتحرك البسيطSMA-100 الظاهر في الرسم البياني كان يقدم دعمًا للاتجاه العام، ولكنه يقع أعلى المستويات الحالية للسعر، مما يعزز احتمالية استمرار الهبوط نحو مستويات دعم أعمق. وإذا تمكن السعر من كسر مستوى 154.94، فإن الأنظار ستتجه إلى المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يومًا عند 154.74، والذي سيكون منطقة دعم محورية. وأي كسر لهذا المستوى قد يدفع السعر نحو مستويات أقل عند 152.00، وهو مستوى مهم يتطابق مع الموجة الخامسة في السيناريو الهبوطي الموضح في الرسم.
وبناءً على تحليل الموجات والنقاط الفنية الرئيسية، يُنصح المستثمرون بمراقبة أي ارتداد عند مستويات الدعم المذكورة، حيث قد يشكل ذلك فرصة لإعادة الدخول في الاتجاه الصعودي العام في حال استمرار قوة المشترين. مع الأخذ في الاعتبار بأن استمرار تصريحات محافظي البنوك المركزية، مثل محافظ بنك اليابان أو الفيدرالي الأمريكي، سيكون له تأثير كبير على حركة الزوج خلال الأيام المقبلة.
مستويات الدعم: 156.00 – 154.94 – 154.74
مستويات المقاومة: 157.41 – 158.00 – 159.00
