تحت رعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تمّ إطلاق “الإستراتيجية الوطنية للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة”، وذلك في ٨ كانون الثاني ٢٠٢٥ في السراي الكبير. حضر المؤتمر معالي وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين، القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان سامي سعادي، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بليرتا أليكو، ممثلة البنك الدولي ماريا صراف، رئيسة “مؤسسة ديان” ومؤسِسة “إتحاد إدارة تحويل النفايات” الدكتورة ديانا فاضل وحشد من الفاعليات ورؤساء البلديات واتحادات البلديات والناشطين في المجال البيئي.
وجاء في كلمة د. ديانا فاضل ما حرفيته:
دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي
معالي وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين
حضرة ممثل الاتحاد الأوروبي في لبنان سامي سندي
أيها الصحافيين و الناشطين البيئيين اللي عم بواكبوا اليوم معنا هالحدث العظيم
أخيراً إجا الفرج !
صَرلْنا سنين منحور ومندور بحلقة مفرغَة مِن الحلول المؤقًتِّة المحدودة
المطامر تخطتّ قدرتا الاستيعابية وصارت قنابل موقوتة
الأمراض الخبيثة تفشّت
ويأس الشعب …أن يَشْهَد يوماً حل عصري للتخلّص من نفاياتو اللي عم تتراكم يوم بعد يوم
في الشوارع والوديان ومجاري الأنهر وعطول الشواطئ وحتى في اعماق البحر
فمنظر نهر الليطاني …وشواطئنا …وشوارعنا … ببكّي
اليوم ، ويا للفرحة !
لبنان عم يِشهَد ولادة جديدة … لخطة وطنيّة كاملة متكاملة …مستدامة
الولادة كانت قيصرية وواجَهت كثير من التحديات … ولكن المهم إنوّ عم تبصر النور…
هي رحلة الألف ميل… صعوبتا بتطبيقا ومتابعتا… ولكنها فرصة جِدّية لاستعادة الثقة… بالدولة عموماً …وبقطاع النفايات خصوصاً.
أنا كلامي اليوم هون تحديداّ
حتى إشهَد على جهود وتضحيات مئات من الـشباب والصبايا من الجيل الصاعد
اللي حملوا الوطن عكتافن على مدى سنين عديدة بغياب الدولة
وكرسّوا أحلى إيّام عمرن لإيمانن… بلبنان… نظيف …متمدّن… مثل ما بيحلموا فيه، بلد على مستوى بلاد الغرب، لا بل احسن.
من فورة طاقاتن المبدعة والخلاّقة،
وتحت شعار “سوا فينا نحل أزمة النفايات بلبنان“
خلق “اتحاد إدارة تحويل النفايات” في آب ٢٠٢٢
مُثابرتهم بلا حدود…
كما إصرارهم على تخطّي المستحيل…
فمن لا شيئ عملوا شي!
حالياً، يضم الكونسورتيوم ١٧ شركة ناشئة … كلّن متخصصين بإدارة النفايات…
مع خصوصيّات لكل وحدة منّن، إن كانت جغرافية أوتقنيّة.
ميزّاتهم تتكامل ولا تتنافس
…والهدف هو تشبيك التعاون بين بعضهم وبين المجتمعات المحلية والبلديات.
يهدف هذا الاتحاد إلى تنفيذ خطة مستدامة ترمي إلى التخفيف من كمية النفايات اللي بتوصل للمطامر، وذلك من خلال تشجيع المواطنين إلى الالتزام بالفرز من المصدر.
وأول مشروع للإتّحاد كان مبادرة غير مسبوقة… مشروع نموذجي تم إطلاقه لأول مرة بلبنان، تحت عنوان “الفرق بالفرز”…ببلدية الحازمية تحديداً…
ليش الحازمية؟ لأِن ببلدية الحازمية يوجد مركز للتسبيخ
وبهالمناسبة بحب إشكر رئيس بلدية الحازمية وهو موجود معنا الآن
… وهيك خلقنا نموذج فعّال لإدارة النفايات مع الفرز من المصدر والتسبيخ للمواد العضويّة.
بالنهاية الهدف هو أن تُطمر فقط النفايات الغير قابلة للتسبيخ والتدوير أي ٢٠٪ من مجملها.
كما جئنا في جامعة القدّيس يوسف بمؤازرة إدارتها… نقوم بفرز النفايات في كافة فروع الجامعة الست، أي ٣٦ مبنى وتوزيع ١٢٠٠ حاوية نفايات… وتدريب وتوعية الطلاّب على تأدية واجبهم البيئي المدني.
وهيك اقتنعنا نحنا بعد التجربة وبرهناّ انوّ الفرز … ثم الفرز … وثم الفرز من المصدر… هو الحل الصالح الوحيد… العجيب… لبناء اقتصاد دائري… وتعزيز التنمية المستدامة… حيث تصبح إدارة النفايات من الركائز الأساسية للنمو الإقتصادي مع خلق آلاف فرص العمل وتخفيف نسبة الأمراض وتخفيض تكلفة الفاتورة الصحية عند المواطن كما عند الدولة. وأخيراً ونظافة البيئة وجمالا بيشجّعوا السياحة البيئية… وبيعطوا سعادة للمواطن اللبناني، الفقير كما الغني.
والحلّ الأنسب للوصول إلى هيك نتيجة هو تظافرُ الجهود بين القطاع الخاص والدولة بجميع اطرافها المعنيّة من وزارات وبلديات وإتّحادات كما مع الـمؤسّسات الدُوَلية الداعمة للمشاريع والمبادرات البيئية. ولكن المهم تحديد أطُر واضحة للعمل سوِيّاً ورقَابة جدّية في التنفيذ…
وإنّما سرّ النجاح فيكمن في الإنضباط على كافّة المستويات… والدولة وحدا فِيا تِفِرضْو!
لأِنّ مع كل الجهود اللي عم نقوم فيها، لبنان حالياًّ، وللأسف يفرز ٢٠٪ فقط، ويطمر ٨٠٪
في المطامر اللي مُعظما غير صالحة بيئيّاً وصحّيّاً!
إيد وحدا ما بتصفّق
والقطاع الخاص ما بيقدر يلعب دور الدولة في التنظيم وفرض الضرائب والمراقبة على مستوى كل البلديّات والشعب …وللفرز من المصدر وجمع النفايات ونقلها وتسبيخها تكاليف يجب أن يساهم فيها المواطن.
والدولة وحدا بتقدر تجبر المواطن على الدفع وتشجّعه على الفرز. ف إن شاء الله، مع الخطة الجديدة … تنقلب المعادلة … ويصير لبنان يفرز ٨٠٪ ويطمر ٢٠٪ من نفاياتو أو يحرقا تيولّد طاقة.
…خلاصة: إذا أردنا… بتصير نفاياتنا نعمة مش نقمة!
أعيد واكرّر… إذا اردنا والتزمنا…بتصير نفاياتنا نعمة مش نقمة! وكلّنا ثقة بوزارة البيئة الحالية وجهود الوزير الغير مسبوقة والشكر لدولتو الإستاذ نجيب ميقاتي انو جاب هيك ضمير حي على هذا المنصِب. ومنأكّد رغبتنا و إرادتنا بالتعاون والتنسيق الكامل بين أعضاء الإتّحاد ووزارة البيئة والبلديات كما المنظمّات والمؤسسات الدولية… ونحن جاهزين أحسن التجهيز لتلقّي الدعم من كلّ يَدّ تمَدُّ لمساعدة الإتّحاد وأعضاؤه للتوسّع بمشاريع مماثلة لمشروع الحازمية في جميع المناطق اللبنانية.
ما بيِكفّي بقى نقول … الحازمية تفرز!
حلنا بقا نقول… لبنان يفرز!!!
عشتم وعاش لبنان!