تحليل الأسواق عن احمد عسيري، استراتيجي الابحاث في Pepperstone
٢٢ يناير ٢٠٢٥
يتداول الذهب حاليًا عند مستوى 2750 دولارًا للأونصة، مقتربًا بفارق هامشي قدره 40 دولارًا من المستوى الاعلى تاريخياً. هذا الصعود يأتي مدفوعًا بتجدد مخاوف الرسوم الجمركية، والتي أصبحت أداة تفاوض مألوفة أشبه بـورقة الجوكر في سياق العلاقات التجارية. المستوى الحالي للذهب يُعد الأعلى منذ يوم 6 نوفمبر، وهو اليوم الذي تم فيه الإعلان عن فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية. هذا التطور يعكس أن الحركة الصعودية الأخيرة للذهب ليست عشوائية، بل تعتمد على توقعات مستقبلية تشير إلى تصاعد المخاطر التجارية المرتبطة بالتعريفات الجمركية، إلى جانب تحول هذه الديناميكيات إلى الوضع الطبيعي الجديد للأسواق في المرحلة المقبلة.
يتزامن ارتفاع الذهب مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى مستويات 108 مقابل سلة من العملات الرئيسية للاقتصادات المتقدمة. ضعف الدولار يوفر تفسيرًا جزئيًا للزخم الشرائي على الذهب، والذي أدى إلى تسجيل أعلى مستوى للذهب منذ 11 أسبوعًا. زيادة الطلب على المعدن النفيس تعكس رغبة المستثمرين في التحوط ضد المخاطر، مما يمهد الطريق للوصول الى المستويات التاريخية عند 2789 دولارًا إذا استمر الاتجاه الصعودي الحالي.
استمرار الزخم الحالي يرتبط بشكل وثيق بتطورات التجارة العالمية والمخاطر الناشئة عن حالة عدم اليقين القادمة من الولايات المتحدة. القيادة الأمريكية الجديدة تترك العديد من الملفات غير مفتوحة الى الاّن، مما يزيد من حساسية الأسواق تجاه الأخبار المرتبطة بالتطورات في هذا السياق. في ظل هذه الظروف، يُتوقع أن يظل الذهب تحت تأثير التحركات السياسية والاقتصادية العالمية. ومع فتح الملفات الجديدة ، قد تظهر إشارات جديدة تدفع الذهب إما إلى تسجيل مستويات تاريخية جديدة أو إعادة اختبار مستويات الدعم القريبة.