العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 تنهار في التعاملات الباكرة وسط المخاوف حول الهيمنة في الذكاء الاصطناعي

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com

تتراجع العقود الآجلة E-mini لمؤشر S&P 500 اليوم بقرابة 2% في التعاملات الصباحية الباكرة وتمحو بذلك مكاسب الأسبوع الفائت. كما أن العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 تتراجع بأكثر من 3% وادو جونز بقرابة 1%.

عادة ما لا نرى هذه الحدة في تحركات السوق خلال التداولات المتأخرة أو الباكرة بالنسبة للولايات المتحدة، ورؤيتها يدل على حدوث أمر قد يغير من الاتجاه السائد.

التراجعات العنيفة تأتي مع تجاوز منتج الذكاء الاصطناعي من DeepSeek الصينية على منافسه الأمريكي ChatGPT الترتيب على متجر متجر تطبيقات Apple في الولايات المتحدة. 

كما شهدت عوائد سندات الخزانة انخفاضاً ملحوظاً اليوم بالتزامن مع هبوط العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية وهذا ما قد يوحي بتوجه المستثمرون نحو الأصول الآمنة.

المنتج الجديد من DeepSeek مجاني ويستخدم شرائح أقل تكلفة وقدرات حاسوبية أقل من نظيره الأمريكي الذي يقع تحت خطر فقدان هيمنته. 

هذا البروز السريع لمنتج الذكاء الاصطناعي الصيني من شأنه أن يهدد بإدخال سوق الأسهم في مرحلة أوسع من التراجع ذلك أن الشركات الأمريكية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وبنيته التحتية هي من تقود الاتجاه الصاعد. 

حيث إن DeepSeek تستخدم رقائق H800 الأقل تطوراً من نفيديا وأنفقت أقل من 6 مليون دولار من أجل التدريب، وفق ما نقلته رويترز. هذا الانخفاض في التكلفة من شأنه أن يثير المخاوف حول حجم الطلب في سوق الذكاء الاصطناعي والذي تعول سوق الأسهم على استمرار نموه للدفع نحو المزيد من القمم الجديدة.

في حين قد يكون من السابق لأوانه الجزم بأن DeepSeek قد تتسبب بضرر واسع النطاق للشركات الأمريكية المنافسة. كما أن ملف الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر حضوراً الأن في المفاوضات ما ببين الولايات المتحدة والصين والذي سيصبح أيضاً ورقة ضغط إضافية في يد الأخيرة في المحادثات التجارية المرتقبة. فالصين أثبتت أنها قادرة مجدداً على مواجهة العقوبات الأمريكية في مسعاها للتطوير التكنولوجي – كما لو كان نهوض Huawei 2.0 – من جهة وبإمكانها التلويح بورقة استعادة موطن صناعة الرقائق المتقدمة تايوان من جهة أخرى. 

في سياق أخر قد يكون مزعجاً أيضاً للأسهم الأمريكية هذا الأسبوع، تترقب السوق لمخرجات اجتماع الاحتياطي الفيدرالي حول قرار السياسة النقدية هذا الأسبوع. في حين أنه من شبه المحسوم بأنه لا خفض لسعر الفائدة هذا الأسبوع، إلا أن التركيز سينصب كما العادة على نبرة جيروم باول في خطاب التالي لإعلان القرار. 

إذا استمر رئيس الفيدرالي بالتأكيد على المخاوف الصعودية للتضخم فإن سوق الأسهم قد يكون تحت عرضة المزيد من الضغط الهبوطي. في المقابل، إذا أصبح الفيدرالي مقتنعاً بأن المخاوف حول ارتفاع الأسعار نتيجة الحروب التجارية كان مبالغاً بها وذلك على ضوء التساهل الذي أظهره ترامب منذ تنصيبه بشأن الصين، فإن باول قد يتحدث بنبرة أكثر تساهلاً مما قد يعطي دفعاً للأسواق في مسعى للتغلب على اتجاها الهابط.

إلى الأن، من غير المرجح أن نشهد خفضاً للمعدلات بما قبل يونيو المقبل والذي تبلغ إحتمالية أن نرى فيه معدلات الفائدة أقل من نطاقها الحالي بمقدار 25 نقطة أساس قرابة 45% وفق أرقام CME FedWatch Tool.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل ستشهد سوق النفط تحولاً بعد الصدمة التي تلقتها الولايات المتحدة من DeepSeek؟

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com تنتعش أسعار النفط اليوم بأكثر من 1% ...

توقعات البيتكوين (BTCUSD) : كيف يمكن لعلاقة الرئيس ترامب بالعملات المشفرة أن تحفز الأسواق؟

كُتب بواسطة: رانيا جول ، كبير محللي الأسواق في XS.com – منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)  ...

جامعة RHU تطلق نموذج محاكاة وول ستريت المبتكر لتمكين الجيل القادم من المتداولين

أطلقت جامعة رفيق الحريري نموذج محاكاة وول ستريت المبتكر (WSSM)، وهو مبادرة طليعية تربط بين ...