مستقبل أسعار الذهب (XAUUSD) تحت ضغط الدولار وسط توقعات متقلبة وتوترات تجارية وسياسات نقدية غامضة

كُتب بواسطة: رانيا جول ، كبير محللي الأسواق في XS.com – منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) 

انخفض سعر الذهب (XAU/USD) إلى حوالي 2760 دولارًا خلال اليوم الاثنين، وهو ما يعكس ضغوطًا متجددة على المعدن الثمين بسبب تعزيز الطلب على الدولار الأمريكي (USD) وهذا الانخفاض يأتي في بيئة اقتصادية وسياسية متقلبة، حيث تؤثر العوامل الجيوسياسية والسياسات النقدية بشكل كبير على تحركات الأسواق. لذا أرى أن هذا التراجع في سعر الذهب يعكس بشكل رئيسي قوة الدولار الأمريكي، الذي يستفيد من حالة عدم اليقين المحيطة بالسياسات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومع ذلك، فإن الجانب السلبي للذهب قد يكون محدودًا بسبب الحذر السائد في الأسواق وعدم اليقين بشأن التداعيات طويلة المدى للإجراءات التجارية الأخيرة.

واليوم تعزز الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ مع تصاعد التوترات التجارية، خاصة بعد أن فرض الرئيس ترامب تعريفات جمركية انتقامية على كولومبيا. هذه الخطوة، التي تشمل فرض تعريفة جمركية طارئة بنسبة 25٪ على جميع السلع الكولومبية القادمة إلى الولايات المتحدة، مع احتمال رفعها إلى 50٪ في غضون أسبوع، تعكس سياسة تجارية عدائية قد تؤدي إلى تفاقم التوترات العالمية. 

لذا، أعتقد أن هذه الإجراءات تزيد من الطلب على الدولار كملاذ آمن، مما يضع ضغوطًا إضافية على السلع الأساسية المقومة بالدولار، بما في ذلك الذهب. ومع ذلك، فإن الذهب قد يستفيد على المدى المتوسط من حالة عدم اليقين هذه إذا أدت التوترات التجارية إلى تباطؤ اقتصادي عالمي أو تراجع في ثقة المستثمرين.

ومن ناحية أخرى، من المتوقع أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه في هذا الاسبوع. وهذا التوقع يعكس نظرة سائدة في الأسواق بأن البنك المركزي الأمريكي سيحافظ على سياسة نقدية متوازنة في الوقت الحالي. 

ومع ذلك، فإن المؤتمر الصحفي للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) سيكون تحت المجهر، حيث قد يقدم مسؤولو البنك تلميحات حول مسار أسعار الفائدة المستقبلية. وأرى أن أي إشارات متشددة من بنك الاحتياطي الفيدرالي قد تعزز الدولار وتزيد من الضغوط على الذهب، في حين أن أي تلميحات بتيسير نقدي قد تدعم المعدن الأصفر.

وفي الأسبوع الماضي، دعا الرئيس ترامب خلال المنتدى الاقتصادي العالمي إلى خفض أسعار الفائدة على الفور، مما أدى إلى تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في أكثر من شهر ودعم سعر الذهب. وهذه التصريحات تعكس رغبة الإدارة الأمريكية في سياسة نقدية أكثر تيسيرًا لتحفيز النمو الاقتصادي. وعليهأعتقد أن هذه الدعوات قد تخلق حالة من عدم اليقين حول سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يؤثر على تحركات الذهب على المدى القصير. وإذا استجاب البنك المركزي لهذه الضغوط السياسية، فقد نشهد مزيدًا من الدعم لسعر الذهب. ومع ذلك، إذا أصر البنك على استقلاليته وأبقى على سياسة نقدية متشددة نسبيًا، فقد يظل الذهب تحت الضغط.

وبناءً على هذه العوامل، أتوقع أن يظل سعر الذهب في نطاق تداول ضيق في الأيام القليلة المقبلة، مع احتمال اختبار مستويات دعم جديدة إذا استمر الدولار في التعزيز. ومع ذلك، فإن أي تصعيد في التوترات التجارية أو تراجع في ثقة المستثمرين قد يعيد الذهب إلى مسار صعودي. 

لذى أرى أن الذهب سيستمر في الاستفادة من حالة عدم اليقين الجيوسياسي والسياسات النقدية المتضاربة، مما يجعله خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ آمن. وعلى المدى المتوسط، إذا استمرت التوترات التجارية في التفاقم أو إذا أظهرت البيانات الاقتصادية تباطؤًا في النمو العالمي، فقد نشهد ارتفاعًا في سعر الذهب نحو مستويات 2800 دولار أو أعلى بقليل. ومع ذلك، فإن أي تحسن في معنويات السوق أو تراجع في التوترات قد يحد من مكاسب الذهب ويحافظ على الضغوط الهبوطية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ندوة حول تعزيز استخدام البنية التحتية العامة الرقمية (DPI) نظمتها سفارة الهند

نظمت سفارة الهند في بيروت ندوة حول “تعزيز استخدام البنية التحتية الرقمية العامة (DPI)” في ...

كركي: 441 مليار ل.ل. للمستشفيات والأطبّاء منذ مطلع العام

تزامناً مع إطلاق مشروع الإنتقال إلى نظام الأعمال الجراحية الإستشفائية المقطوعة منذ عدّة أشهر، تعهّد ...

التجدد للوطن يتطلع بتفاؤل الى ما وعدت به الحكومة في بيانها الوزاري

عقدت الهيئة التنفيذية “للتجدد للوطن” إجتماعها الشهري برئاسة شارل عربيد و حضور الاعضاء، و صدر ...