تحليل السوق التالي عن ميلاد عزار ،محلل الأسواق المالية لدى XTB MENA
٢٨ يناير ٢٠٢٥
رغم محاولات العقود الآجلة للنفط الخام للارتفاع بعض خسائرها في الجلسة السابقة، إلا أنها ظلت ضمن مسار هبوطي. ومن المحتمل أن تواصل مؤشرات الطلب الضعيفة إلى جانب حالة عدم اليقين التي تخيم على الاقتصاد العالمي فرض ضغوطها على الأسعار. وقد زادت بيانات التصنيع الصينية لشهر يناير، التي جاءت أضعف من المتوقع، من المخاوف بشأن آفاق الطلب لدى أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، في حين ساهمت توقعات الطقس الأكثر دفئًا في الولايات المتحدة وأوروبا في تقليص استهلاك وقود التدفئة. وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى زيادة الضغوط على الأسعار، في حين لا تزال الأسواق حذزة أمام احتمالات تعافي الطلب في المستقبل القريب.
في غضون ذلك، يشهد الطلب الصيني على النفط الخام ضغوطا متزايدة نتيجة العقوبات الأميركية المفروضة على النفط الروسي، والتي تسببت في تعطل سلاسل التوريد إلى المصافي في شاندونغ. هذا الواقع دفع العديد من المصافي إلى تعليق عملياتها أو تقليص إنتاجها، متأثرة بارتفاع التكاليف وسياسات التعريفة المحلية غير المواتية. وفي الوقت نفسه، لا تزال حالة عدم اليقين بشأن توقعات الطلب على النفط في الصين تلعب دورا كبيرا في الحد من أي زخم صعودي كبير.
إلى جانب ذلك، يُتوقع أن يسهم الطقس الأكثر دفئاً الذي تشهده الولايات المتحدة حاليًا في تراجع الطلب على وقود التدفئة، بعد الارتفاع الأخير الذي نتج عن الظروف الباردة. ومن المحتمل أن يضيف هذا التحول الموسمي مزيدا من الضغوط الهبوطية على أسعار النفط الخام، لا سيما في ظل تراجع الاستهلاك داخل واحدة من أبرز أسواق الطاقة العالمية. أيضا، لا تزال المخاوف المتعلقة بالقيود التجارية الأمريكية المرتقبة وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي يؤثران سلبا على المعنويات.