أسعار النفط تواصل النزيف وسط تزاحم العوامل السلبية

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com

تواصل أسعار النفط التراجع لليوم الثاني على التوالي وتنخفض بأكثر من 0.5% عبر كل من خامي برنت وغرب تكساس الوسيط وتقترب بذلك من محو كافة المكاسب التي تم تسجليها في يناير الجاري.

خسائر النفط تأتي بالتزامن مع تعدد العوامل السلبية التي من شأنها أن تفاقم المخاوف سواء حول فائض العرض أم انخفاض الطلب على الخام بما يبقي الأسعار تحت ضغط هبوطي مستمر.

اليوم شهدنا المزيد من البيانات الاقتصادية القاتمة من منطقة اليورو حيث لم يسجل الإقليم نمواً خلال الربع الأخير من العام الماضي مقارنة مع الربع الثالث وانكمشت كبرى اقتصاداته، ألمانيا وفرنسا، بنسبة 0.2% و0.1% على التوالي. جميع تلك القراءات كانت أسوء من المتوقع. هذه الأرقام تأتي هذا الأسبوع بعد نتائج مسح GfK لمناخ المستهلك في ألمانيا والذي أظهر أيضاً تراجع التوقعات الاقتصادية وتوقعات الدخل لدى الأفراد.

هذه المصاعب الاقتصادية قد تتفاقم مع العودة إلى الحرب التجارية مع فرض التعرفات الجمركية من قبل الولايات المتحدة وهي في النهاية قد تساهم في إبقاء آفاق نمو الطلب على النفط الخام خافتة بما يبقي الأسعار تحت الضغط. 

التعرفات أيضاً ستشمل الصادرات الصينية باتجاه الولايات المتحدة وإن كانت على نحو أقل مما هدد به دونالد ترامب سابقاً في حملته الانتخابية. في حين لا استبعد زيادة هذه التعرفات فيما إذا لم تصل المفاوضات المرتقبة ما بين القطبين إلى توافق حول الشروط التجارية. 

إلى الأن، شهدنا جملة من الخطوات الإيجابية المتبادلة ما بين الولايات المتحدة والصين التي خففت من حدة المخاوف حول التعرفات. إلا أن الصدمة التي أحدثها منتج الذكاء الاصطناعي الصيني من DeepSeek قد يكون عاملاً تصعيدياً للتوتر ما بين البلدين ذلك أنه يهدد هيمنة الولايات المتحدة في ذلك المجال.

ذلك التوتر المحتمل قد لن يتجلى إلى الأن بعد صدمة DeepSeekـ، لكن ما تجلى فعلاً في سوق النفط هو المخاوف حول إعادة تسريع التحول نحو المصادر المتجددة من الطاقة لمواكبة احتياجات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وفقاً لوول ستريت جورنال، فقد تسبب تصاعد DeepSeekـ في تراجع حاد لأسهم النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة هذا الأسبوع.

في ذات الوقت، لم يظهر ترامب نية للسير في هذا النهج المخالف لنهجه بتخفيف القيود على استخراج وإنتاج الوقود الأحفوري الذي يتسبب بإفاضة المعروض وتعميق خسائر أسعار الخام. في حين أن تحقق أي من السيناريوين السابقين سيخدم النتيجة ذاتها والتي هي في صالح استمرار الضغط على أسعار النفط للتراجع.

بالعودة إلى الجانب الاقتصادي، فقد أبقى الاحتياطي الفيدرالي على المخاوف من بقاء سعر الفائدة مرتفعاً مطولاً بعد اجتماعه الأمس الذي قرر فيه عدم تغيير النطاق الحالي وأكد رئيسه جيروم باول في الخطاب التالي للإعلان على النبرة الحذرة تجاه الخفض المستقبلي. هذا ما أدى إلى عدم تغيير التوقعات الحالية حول عدم إمكانية تحقيق خفض للمعدلات بما قبل يونيو المقبل وفق الأرقام التي تظهرها CME FedWatch Tool. 

بقاء معدلات الفائدة مرتفعة مطولاً يستلزم استمرار تدفق البيانات المواتية من الاقتصاد بما يدل على القدرة على التكييف مع الظروف النقدية المتشددة، وعدم تحقق هذا قد يزيد من العراقيل أمام أسعار النفط على طريق التعافي.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ديلويت الشرق الأوسط تتعاون مع دايناتريس لتوفير حلول رائدة في قابلية المراقبة السحابية

قابلية المراقبة تتيح للمؤسسات تحسين توافر البيانات وموثوقيتها وجودتها على امتداد دورة حياتها كشفت ديلويت ...

كركي : إعادة التعاقد مع مستشفيي العرفان وكليمنصو بعد أنّ صحّحا أوضاعهما مع الضمان

على ضوء التقارير التي أعدّتها أجهزة الرقابة الطبيّة والإداريّة على المستشفيات في الصندوق الوطني للضمان ...

الدولار يستقر وسط قرارات البنوك المركزية

تحليل الأسواق لليوم عن حسن فواز، رئيس مجلس الإدارة ومؤسس شركة Givtrade ٣٠ يناير ٢٠٢٥ ...