الذهب يتجاوز2900 دولاراً للأونصة وسط تسارع تصعيد متعدد الجبهات الحرب التجارية

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com

تجاوز الذهب مستوى 2900 دولاراً للأونصة لأول مرة في تاريخه وكان قد استأنف مكاسبه اليوم منذ بداية تداولات هذا الأسبوع. 

مكاسب الذهب تأتي مع تكشف المزيد من فصول الحرب التجارية مع حديث دونالد ترامب عن عزمه لفرض المزيد من الرسوم الجمركية بما يشمل جميع واردات الصلب والألومينيوم. 

فخلال عطلة نهاية الأسبوع، قال ترامب بأنه بصدد فرض رسوم بنسبة 25% على واردات تلك المعادن إضافة إلى فرض رسوم انتقامية على الرسوم المفروضة على واردات الولايات المتحدة. في حين الولايات المتحدة تستورد ربع احتياجاتها من الصلب والنصف من الألومينيوم التي تورده كندا بنسبة 79%. كما لا تمتلك الولايات المتحدة سوى 1.73% من حجم صناعة صهر هذا المعدن عالمياً.

هذا يأتي تالياً لبداية فرض الرسوم التجارية على الواردات من الصين وهذا ما استوجب خطوات مضادة من الأخيرة شملت تقييد لصادرات بعض المعادن وتعرفات مقابلة وفيما يبدو الأهم من ذلك هو استهداف الشركات الأمريكية. فوفقاً لوول ستريت جورنال، يعمل المسؤولون الصينيون على إعداد قائمة بشركات التكنولوجيا الأمريكية التي يمكن استهدافها في تحقيقات مكافحة الاحتكار وسائل أخرى وذلك في مسعى لحشد الرؤساء التنفيذيين لتلك الشركات للتأثير على قرارات ترامب التجارية. من بين الشركات المحتملة هي آبل وبردكوم وسينوبسيس وهي تضاف إلى تحقيقات تكشفت سابقاً مع نفيديا وغوغل.

ما قد رأيناه من في بداية التصعيد التجاري من قبل ترامب قد لن يكون سوى البداية نحو حرب أوسع وهو من شأنه أن يتسع ليشمل الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية. كما خطوات ترامب ستتواجه مع إجراءات مضادة من الدول المستهدفة بما قد يجر بدوره ترامب لتصعيد حتى أوسع من السابق. 

هذه الحرب ستشمل إلى الأن سوق السلع والطاقة والتكنولوجيا والسلع الاستهلاكية، وكلما توسع نطاقها تعمقت حالة عدم اليقين حول اتجاه الاقتصاد العالمي وسط هذا الواقع الذي قد يغير خريطة العالم التجارية ويعيد رسم التحالفات ما بين الدول من غير الولايات المتحدة مع بعضها البعض.

في سياق أخر بعيد عن الحرب التجارية، وخلال العطلة أيضاً، صرح ترامب بأن ديون الولايات المتحدة مبالغ بها وأن البعض منها “احتيالي”. هذا من شأنه، بحسب رويترز أن يعيد المخاوف حول فكرة كان قد طرحها ترامب سابقاً تتعلق بتنصل الولايات المتحدة من سداد التزاماتها. هذه الفكرة من شأنها أن تكون ذات عواقب كارثية وعليه فإن ترامب قد لن ينفذ فكرته، بحسب رويترز أيضاً والتي قالت بأنه فقط مجرد التلويح بها من شأنه أن يتسبب بالاضطراب. كما أنها تضاف إلى تصريحات متكررة لترامب تفيد بمسعاه للتدخل في سياسة الاحتياطي الفيدرالي بما قد يثير المخاوف حول الثقة في النظام. 

في كل الأحوال، يجب أن نرى ما سيفعله ترامب وليس ما يقوله. وإلى الأن لم يتخذ خطوات فعليه لتطبيق أي من الفكرتين السابقتين والتي ستكون ذات تعبات كارثية. 

أما في البيانات الاقتصادية، فقد تمكن الذهب يوم الجمعة من الارتفاع قليلاً بعد جملة بيانات سوق العمل شديدة الأهمية لذلك اليوم. فيما قد حملت البيانات إشارات متباينة، ففي حين أن تمت إضافة وظائف بأقل من المتوقع عند 143 ألفاً، إلا أن هيئة التحرير في وول ستريت جورنال في مقال للرأي ترى بأن أرقام الوظائف وانخفاض البطالة ونمو الأجور يعكس متانة سوق العمل والثقة لدى الشركات بقدوم ترامب للبيت الأبيض.

إضافة إلى ذلك، يبدو أن هذه الأرقام إضافة إلى المخاوف الصعودية السابقة والمتجددة حول التضخم تقلل من احتماليات خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة. حيث بات المستثمرون منقسمون في توقعاتهم حول وتيرة الخفض في النصف الثاني من هذا العام، حيث تبلغ احتمالية أن يقوم الفيدرالي بالإبقاء على النطاق الحالي عند أعلى من 50% بقليل وذلك ارتفاعاً من 40% منذ أسبوع.

على الرغم من هذه الآفاق المتشددة، لا يزال الذهب مستمراً في تسجيل المزيد من القمم التاريخية وحالة عدم اليقين المرتفعة من شأنها أن تبرر التمركز المتزايد من المعدن الثمين غير المدر للعائد.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أسواق الأسهم الخليجية تنقسم وسط مزيد من الإفصاحات وعدم يقين المستثمرين

تحليل الأسواق اليوم عن جورج بافل، مدير عام Naga.com منطقة الشرق الاوسط ١١ فبراير ٢٠٢٥ انقلب سوق الأسهم السعودي ...

الأسهم الأمريكية قد عالقة في اتجاه جانبي وسط المخاوف حول خارطة سياسية وتجارية جديدة للعالم

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com تستعد سوق الأسهم الأمريكية لافتتاح سلبي وذلك ...

الدولار يستقر وسط ترقب الأسواق شهادة باول

التحليل التالي من حسن فواز، رئيس مجلس الإدارة ومؤسس شركة Givtrade الدولار يحافظ على استقراره ...