توقعات البيتكوين: هل ستتراجع الى 75 ألف أم ستنتعش إلى 90 ألف دولار وسط حرب ترامب التجارية؟

كُتب بواسطة: رانيا جول ، كبير محللي الأسواق في XS.com – منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) 

شهدت عملة البيتكوين تقلبات كبيرة مؤخراً، حيث بدأ سعرها عند 83 ألف دولار، مسجلة مكاسب بنسبة 8% من أدنى مستوى أسبوعي لها عند 76 ألف دولار. ورغم هذه المكاسب، يبقى البيتكوين في منطقة محاصرة بين المخاطر والفرص، مع تحركات سعرية ضيقة وافتقار إلى الاتجاه الواضح في السوق. وعلى الرغم من أن السوق شهد بعض المؤشرات التي تدعم مكاسب البيتكوين على المدى القصير، إلا أن الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية قد تقودها إلى تراجع آخر.

وخلال الأسبوع الماضي، كانت الأسواق المالية تترقب بشدة تطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وكندا، والتي ألقت بظلالها على رد فعل المستثمرين تجاه البيانات الاقتصادية التي أظهرت انخفاض التضخم. في ظل هذه الظروف، فانخفضت أحجام تداول البيتكوين للأسبوع الثالث على التوالي، مما يعكس برأيي تراجع الاهتمام العام بالعملة. وقد كانت الحرب التجارية، التي تعززها التصريحات الحادة من الرئيس دونالد ترامب، أحد العوامل التي طغت على أي تفاؤل قد ينتج عن البيانات الاقتصادية الأكثر تفاؤلاً من المتوقع. وهذه الحرب التجارية تعد بمثابة تهديد لمستقبل الأسواق المالية بشكل عام، بما في ذلك الأسواق المشفرة، حيث يبقى المستثمرون حذرين من أي تقلبات اقتصادية قد تنشأ.

ومن جهة أخرى، بدأ البيتكوين الأسبوع في نطاق ضيق يتراوح بين 76 ألف دولار و84 ألف دولار، وهو نطاق ضيق لم يستطع الخروج منه لعدة أيام، مما يعكس عدم اليقين في السوق. ومن وجهة نظري هذا الاستقرار النسبي يشير إلى أن المحفزات التي قد تؤدي إلى تحركات كبيرة في الأسعار ليست موجودة حاليًا، مع تناقص النشاط في سوق العملات المشفرة. خلال الأيام الأخيرة، وانخفضت أسعار البيتكوين لفترة وجيزة إلى ما دون مستوى الدعم البالغ 80 ألف دولار، مما يعكس هشاشة السوق في مواجهة التقلبات السياسية والاقتصادية العالمية.

وعليه أتوقع أن يواجه البيتكوين دعماً أضعف إذا استمرت الأسعار في الهبوط خلال الأسبوع المقبل. إذا تراجعت الأسعار إلى ما دون 80 ألف دولار مجددًا، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة اختبار الدعم الرئيسي، مما يدفع المتداولين لتعديل استراتيجياتهم بشكل أكثر حذرًا. وهذا التحول في اتجاه السوق يمكن أن يرفع من احتمالية حدوث موجات بيع جديدة، مما سيزيد من الضغط على السعر ويزيد من احتمالية هبوطه إلى مستويات أدنى.

وبرأيي من العوامل الأخرى التي كان لها تأثير كبير هذا الأسبوع هي القرارات التي اتخذتها صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين. فعلى الرغم من أن صناديق الاستثمار المتداولة شهدت تدفقات إيجابية يوم الأربعاء بقيمة 13 مليون دولار، إلا أن تدفقات الأموال الخارجة من السوق كانت أكبر، حيث سحب المستثمرون 830 مليون دولار أخرى خلال الأسبوع، ليصل إجمالي التدفقات الخارجة إلى 1.7 مليار دولار في مارس. وهذا يشير إلى أن السوق لا يزال يعاني من عدم اليقين، وأن المشهد الاقتصادي والجيوسياسي قد يؤثر على ثقة المستثمرين في العملات المشفرة.

وفيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، فإن هناك بعض المؤشرات التي قد تدعم البيتكوين في الأسابيع المقبلة، على الرغم من المخاطر الكبيرة. إذ تشير التوقعات إلى احتمال توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن التفكير بتثبيت أسعار الفائدة في مارس بنسبة 99%، مما قد يساهم في تحسين الشهية للمخاطرة بين المستثمرين. وفي حال تحقق ذلك، يمكن أن يؤدي هذا إلى تدفق المزيد من الأموال إلى البيتكوين والعملات المشفرة بشكل عام، مما يدعم إمكانية حدوث انتعاش في الأسعار. إلى جانب ذلك، تقترب احتمالات التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا من 75%، وهو ما قد يؤدي إلى تخفيف الضغوط الجيوسياسية التي كانت أحد العوامل السلبية في الأسواق.

وعند النظر إلى الحوافز الجيوسياسية، لا يمكن إغفال التأثيرات المحتملة للقرارات المتعلقة بالبيتكوين من قبل الحكومة الأمريكية. حيث يستعد مرشح حاكم ولاية فلوريدا، بايرون دونالدز، لتقديم مشروع قانون لحماية سياسة ترامب بشأن احتياطي البيتكوين، مما يعكس اتجاهًا سياسيًا يهدف إلى دعم استقرار البيتكوين كأصل استثماري. وهذا التطور قد يكون له تأثير إيجابي على السوق إذا تمت الموافقة عليه، حيث سيعزز الثقة في البيتكوين كأصل استثماري طويل الأجل.

ومع ذلك، فإن المخاطر لا تزال قائمة برأيي. خاصة إذا استمرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وكندا في تصعيدها، وإذا تراجعت أسواق الأسهم بشكل عام نتيجة لتقلبات السياسة النقدية العالمية، فقد تواجه عملة البيتكوين مزيدًا من الضغط الهبوطي. ولذلك، من المهم أن يراقب المستثمرون التطورات المتعلقة بالسياسات النقدية من بنك الاحتياطي الفيدرالي وأي خطوات سياسية قد تؤثر على الاستقرار المالي العالمي.

في النهاية، يبقى مستقبل البيتكوين محاطًا بمخاطر جيوسياسية ومالية كبيرة، لكن هناك أيضًا فرصًا قد تنتج عن توقف تثبيت أسعار الفائدة والتخفيف الجيوسياسي. ومع تطور الأوضاع في الحرب التجارية وتوجهات السياسة النقدية، قد يكون الأسبوع المقبل حاسمًا بالنسبة للبيتكوين، حيث ستتضح اتجاهات السوق بشكل أكبر. وعلى الرغم من أن البيتكوين قد يواجه خطر التراجع إلى مستوى 75 ألف دولار، إلا أن فرص الانتعاش إلى 90 ألف دولار قد تبقى قائمة إذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

استمرار زخم السوق السعودي وسط أداء إقليمي متباين

تحليل الأسواق اليوم عن جورج بافل، مدير عام Naga.com منطقة الشرق الاوسط استمر سوق الأسهم السعودي في ارتفاعه لليوم ...

جمعية الصناعيين اللبنانيين: الحكومة الجديدة تصحح أخطاء الحكومة السابقة

أصدرت جمعية الصناعيين اللبنانيين بيانا جاء فيه: لم تخطىء جمعية الصناعيين في ايمانها ان الحكومة ...

شركة RedotPayتؤمّن تمويلاً بقيمة 40 مليون دولار في جولة السلسلة A لتسريع حلول الدفع بالكريبتو عالمياً

الجولة الاستثمارية تمت بقيادة Lightspeed لدعم توسيع منظومة الدفع العابرة للحدود ماسيف ميديا: أعلنت RedotPay، ...