مستقبل زوج اليورو/دولار : تراجع دون 1,0935 مرتداً من أعلى مستوياته قبيل قرار الفائدة الفيدرالي!!

كُتب بواسطة: رانيا جول ، كبير محللي الأسواق في XS.com – منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) 

شهد زوج اليورو/دولار في الآونة الأخيرة تراجعًا ملحوظًا، حيث اقترب من مستوى 1.0935 خلال ساعات التداول المبكرة اليوم الأربعاء، تحت ضغط تعافي الدولار الأمريكي الذي استفاد من البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية التي صدرت في الأيام الماضية. حيث أظهرت البيانات الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي أن الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة قد ارتفع بنسبة 0.7% في فبراير، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 0.2% فقط. وهذا التحسن في الأداء الاقتصادي الأمريكي، رغم أنه لم يكن حاسمًا بما يكفي لتغيير مسار السياسات النقدية بشكل جذري، إلا أنه قدم دعماً للدولار وأسهم في دفع الزوج إلى الأسفل.

وحالياً، توقعات السوق تشير إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه المقرر اليوم الأربعاء، وهو القرار الذي سيبقى محورالاهتمام للاسواق. إذ يتوقع المستثمرون أن يبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي حذرًا في اتخاذ أي خطوات جديدة بشأن رفع الفائدة وسط المخاوف المستمرة من التضخم وعدم اليقين الاقتصادي. 

وبرأيي سيكون المؤتمر الصحفي وملخص التوقعات الاقتصادية من قبل الاحتياطي الفيدرالي حاسمين في تحديد مسار السياسات المستقبلية، لا سيما إذا كانت هناك إشارات إلى اتجاهات اقتصادية قد تؤثر في قرارات البنك الفيدرالي في الاجتماعات القادمة. وفي حال تبين أن الاحتياطي الفيدرالي يميل نحو الحفاظ على سياسة الفائدة كما هي، فهذا قد يضع ضغطًا على الدولار الأمريكي ويتيح لليورو بعض الفرص للتعافي.

كما شهد اليورو بعض الدعم بسبب التطورات الاقتصادية الإيجابية في ألمانيا. فموافقة البرلمان الألماني على خطة لزيادة الإنفاق بشكل كبير سيساهم في تحفيز الاقتصاد الألماني بعد سنوات من التحديات الاقتصادية. ومن وجهة نظري هذه الخطط من شأنها أن تعزز من ثقة المستثمرين في العملة الأوروبية، خاصة في ظل التفاؤل الذي يحيط بالاقتصاد الأكبر في أوروبا. وعلى الرغم من أن هذه البيانات لم تكن كافية لدفع اليورو إلى مستويات مرتفعة جدًا، إلا أنها ساعدت في دفع الزوج ليختبر مجددًا مستوى 1.0950.

ومن جهة أخرى، يصاحب كل هذا حالة من الترقب على مستوى الأسواق، حيث يفضل المتداولون الانتظار وعدم اتخاذ قرارات كبيرة قبيل إعلان قرارات الاحتياطي الفيدرالي. وفي حين أن البيانات الاقتصادية الأمريكية قد تدعم الدولار الأمريكي في المدى القريب، فإن الأسواق تتوقع أن يبقى الاحتياطي الفيدرالي حذرًا في قراراته، وهو ما يساهم برأيي في خلق حالة من الحذر والترقب في الأسواق المالية العالمية. حيث سيتابع المستثمرون أيضًا عن كثب الاجتماع المرتقب للبنك المركزي الأوروبي ورأي رئيسة البنك كريستين لاجارد بشأن السياسات النقدية في منطقة اليورو.

وبالنسبة للبيانات الاقتصادية الأوروبية، من المنتظر صدور الأرقام النهائية للمؤشر الأوروبي المنسق لأسعار المستهلك (HICP) اليوم الأربعاء، ورغم أن التوقعات تشير إلى أنه لن يكون هناك تغييرات جوهرية في هذه البيانات، إلا أن أية مفاجآت قد تنجم عنها قد تؤثر على حركة اليورو. فإذا جاءت الأرقام أعلى من المتوقع، فقد يعزز ذلك من موقف البنك المركزي الأوروبي الداعم لرفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب، مما سيدعم العملة الأوروبية. لكن في المقابل، إذا جاءت الأرقام أقل من التوقعات، فقد يكون ذلك دافعًا للبنك المركزي الأوروبي لإعادة تقييم سياساته النقدية.

وبالنسبة للدولار الأمريكي، فتتوقع الأسواق إلى حد كبير أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعيه المقبلين. ورغم أن هذه التوقعات تعزز من التفاؤل في الأسواق المالية، فإن أي مفاجآت من قبل الاحتياطي الفيدرالي قد تغير مسار السوق بشكل سريع، خاصة في حال كان هناك تغيير مفاجئ في توقعات الفيدرالي بشأن التضخم أو النمو الاقتصادي.

وبالتالي، أعتقد إن حركة الأسعار المقبلة لزوج اليورو/دولار ستبقى محكومة بعوامل متعددة، تبدأ من قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة، مرورًا بالبيانات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية، وصولاً إلى تصريحات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي. وفي حال قرر الاحتياطي الفيدرالي تثبيت أسعار الفائدة، فقد يظل الدولار الأمريكي في موقعه المتفوق، مما قد يضغط على اليورو لمواصلة تراجعه إلى ما دون 1.0950. لكن في حال فاجأ الاحتياطي الفيدرالي السوق بتصريحات تدل على إمكانية خفض الفائدة، فإن ذلك قد يعيد الزخم لليورو، وقد نشهد انتعاشًا للعملة الأوروبية إلى مستويات أعلى.

وفي المجمل ، أتوقع بشأن حركة اليورو/دولار في الأجل القريب أن تعتمد بشكل كبير على كيفية تعامل الاحتياطي الفيدرالي مع توقعات التضخم والنمو في الاقتصاد الأمريكي. وإذا استمر الدولار الأمريكي في الاستفادة من البيانات الاقتصادية القوية، فإن الزوج قد يواجه ضغطًا إضافيًا في المدى القصير. ويبقى موقف اليورو مرهونًا بتطورات اقتصادية أوروبية جديدة قد تؤثر في أدائه، سواء عبر نتائج البيانات أو تحركات البنوك المركزية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

132 تلميذاً من 16 مدرسة شاركوا في النسخة التاسعة من مسابقة الإملاء المالي بالفرنسية في معهد باسل فليحان

شارك 132 تلميذاً من 16 مدرسة اليوم الأربعاء في مسابقة الإملاء المالي بالفرنسية التي أقامها ...

أسواق الأسهم الخليجية تواجه ضغوطاً وسط تجدد التوترات الجيوسياسية

تحليل السوق التالي عن هاني أبوعاقلة، كبير محللي الأسواق في XTB MENA شهدت أسواق الأسهم ...

نساء من أجل البيئة٢٠٢٥:

“مؤسسة ديان” تكرم ٨ من أهمّ النساء صاحبات الشركات الناشئة الأكثر إستدامة بمناسبة اليوم العالمي ...