بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
تواصل العقود الأجلة لمؤشر S&P 500 الانهيار في التعاملات الباكرة من صباح اليوم رفقة المؤشرات العالمية وتتراجع بقرابة 5%. عقود مؤشر ناسداك 100 أيضاً تتراجع بقرابة 6% في ذات الوقت.
دخلت العقود الأجلة لمؤشر S&P 500 نطاق السوق الهابط اليوم رسيماً بعد تراجعها بأكثر من 22% من أعلى قممها. عليه فإن الأسواق الأمريكية تستعد مع افتتاح هذا الأسبوع لدخول السوق الهابط على ضوء الآفاق المظلمة حول الحرب التجارية التي شنتها الولايات المتحدة والإشارات الضعيفة حول إمكانية التوصل إلى تسوية قريبة للصراع.
التعرفات لم تكن جديدة وكانت قد تفاعلت معها الأسواق بشدة سابقاً الأسبوع الفائت، إلا أن إشارة ترامب على إصراره عل الإبقاء على التعرفات وفق ما صرح به خلال نهاية الأسبوع يزيد من إحباط الأسواق التي تتمسك بأمل التراجع عن التصعيد الأخير. كما قد يترجم قضاء ترامب لعطلة نهاية الأسبوع بممارسة الغولف بعد الانهيارات الواسعة للأسواق كعلامة على عدم الاكتراث – وهو ما نفاه بدوره – لتبعات خطواته الأخيرة بما قد ينذر بتمسكه بقراراته.
إضافة إلى ذلك، فعلى الرغم من ميل العديد من زعماء الدول المتضررة من التعرفات للتفاوض واتخاذ قرارات من شأنها أن تخفض التعرفات المفروضة عليها، إلا أن الإشارات والتقارير الأخيرة لا توحي بتقدم الحل الدبلوماسي لتسوية الحرب التجارية. على سبيل المثال، لم تستطع الصين والولايات المتحدة تحريك المسار التفاوضي بشأن التعرفات وباءت هذه الجهود بالفشل وانتهى الأمر بفرض تعرفات هائلة على الصين التي ردت بدورها بتعرفات ضخمة، وهذا التصعيد والتصعيد المضاد يبقي الأمل ضعيفاً بشأن الاتجاه إلى التفاوض، وفق وول ستريت جورنال.
فيتنام عرضت أيضاً خفضت التعرفات الجمركية على الواردات من الولايات المتحدة إلى الصفر في مقابل رفع التعرفات التي فرضها ترامب وبلغت 46%. إلا أن فعالية هذا العرض يُقابل بالتشكيك وذلك أن ترامب لا يستهدف فقط فرض التعرفات بعينها وإنما يتطلع إلى خفض العجز التجاري مع الاقتصادات الأخرى، وفق نيويورك تايمز.
هذا التصعيد وتضاؤل الأمل بالتوصل إلى صفقة لإزالة التعرفات يتقاطعان مع تفاقم السلبية حول تبعات الحرب التجارية وتشعل المخاوف حول انكماش الاقتصاد الأمريكي بما يبقي الأسهم الأمريكية تحت ضغط مستمر. حيث يتوقع جي بي مورغان انكماش الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الأخير من هذا العام بضغط الحرب التجارية.
كما أن بيانات سوق العمل الأخيرة الأفضل من المتوقع والتي خرجت من سوق العمل في الولايات المتحدة لا يبدو أنها كافية لتهدئة مخاوف السوق. حيث انتقدت هيئة التحرير في وول ستريت جورنال في مقال للرأي التصريحات التي خرجت من البيت الأبيض والتي أشادت بقوة الاقتصاد على ضوء بيانات الوظائف غير الزراعية الأفضل من المتوقع، وقالت إنه هذه الأرقام هي لما قبل فرض حزمة التعرفات. كما اختتمت هيئة التحرير بالقول بأنه من الصعب إخماد الحرب التجارية بمجرد أن تبدأ الإجراءات الانتقامية.
عليه، يبدو أن الأيام القادمة قد تحمل ما هو أسوء بالنسبة للأسهم الأمريكية والعالمية مهما كانت البيانات القادمة مواتية، وذلك على ضوء المخاوف من المزيد من التصاعد لهذه الحرب. ما قد يبقى من الأمل هو إدراك ترامب لحجم الضرر المترتب والذي قد يترتب على سياسته الحمائية ويتجه لخفض نبرته المتشددة بما قد يمهد الطريق نحو الوصول لصفقة بشروط متوازنة.