أقيم مساء أمس الأربعاء في ميدان سباق الخيل في بيروت حفل افتتاح النسخة الحادية عشرة من “مهرجان النبيذ اللبنانيّ” VINIFEST، برعاية وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ممثلاً بالنائب إدغار معلوف الذي كشف أن تسويق النبيذ اللبناني سيبدأ قريباُ في الصين، واصفاً إياها بأنها “سوق واعدة جداً”.
ويساهم VINIFEST، الذي يستمر إلى 6 تشرين الأول الجاري، في تنشيط الحركة السياحية من خلال استقطابه عشرات الآلاف من الزوار من لبنانيين وأجانب، ويشكّل فرصة لتشجيع الصناعة اللبنانية من خلال إبراز النموّ الذي حققه قطاع النبيذ. وستكون سويسرا ضيفة شرف المهرجان هذه السنة.
وحضر حفل الافتتاح المهرجان، إضافة إلى معلوف، كلّ من سفيرة سويسرا مونيكا شمودز كيرغز، ومحافظ بيروت زياد شبيب، والمدير العام للزراعة المهندس لويس لحود مفوّضاً عن وزير الزراعة، ووزير الزراعة السابق عادل قرطاس، وعدد من المديرين العامين وأصحاب مصانع النبيذ.
معلوف
وألقى معلوف كلمة نقل فيها عن باسيل اهتمامه بهذا القطاع “العزيز عليه” وتمنياته باستمرار المهرجان في التطوّر. ورأى أن تزايد عدد منتجي النبيذ “علامة على تطوّر قطاع النبيذ اللبناني وعلى أن تسويقه بتم بطريقة جيّدة بفضل الجهود التي تبذل”.
واضاف: “نفتخر بقطاع النبيذ لجهة الجودة والتنوّع وتوزّع انتاجه على كل المناطق من جزّين إلى الهرمل، سواء في المناطق الساحليّة أو الجبليّة، وهو ما يؤدي إلى تنوّع كبير في النبيذ اللبناني يساعد على تسويقه خارج لبنان”. ولاحظَ أن لوزارة الخارجية “فضلاً في تطوّر هذا القطاع، نظراً إلى مساهمتها من خلال الدبلوماسيّة الغذائيّة في تصدير النبيذ اللبناني إلى كل العالم”. وأشار إلى أن “البعثات الدبلوماسيّة وحتى الجاليات اللبنانيّة أصبحت تشعر بأنّها معنيّة بالموضوع وتعمل في هذا الاتّجاه”.
وكشف أن “النبيذ اللبناني سينفتح فريباً على السوق لصينية، وهي سوق كبيرة وواعدة جداً”. وشدّد على أنّ “مواصفات النبيذ اللبناني تساعد على تصديره بسهولة”.
كيرغز
وتحدثت سفيرة سويسرا مونيكا شمودز كيرغز، فأشارت إلى أن “النبيذ السويسري قد لا يكون معروفاً في العالم لأن معظم الإنتاج يذهب إلى الاستهلاك المحلي وخصوصاً أن سويسرا هي الرابعة عالمياً من حيث استهلاك الفرد للنبيذ، بعد البرتغال وإيطاليا وفرنسا”.
ورأت أن “ثمة نقاطاً مشتركة كثيرة بين سويسرا ولبنان”، مشيدةً بمفهوم الديبلوماسيّة الغذائية الذي تعتمده وزارة الخارجية اللبنانية.
وعرضت للأنشطة التي تقيمها السفارة السويسرية خلال المهرجان داعيةً إلى المشاركة فيها.
لحود
أما لحود، فلاحظ أن المهرجان “يجمع نبيذاً من كل المناطق اللبنانيّة: من جزّين والبقاع الغربي والبقاع الأوسط والبترون وكسروان والمتن عاليه الشوف”. وذكّر بأن “وزارة الزراعة استطاعت إيصال النبيذ اللبناني إلى التألّق العالمي لأنها اتخذت قراراً عام 2012 بإيصال النبيذ اللبناني إلى العواصم الأوروبيّة ومن بعدها أصبح في العواصم الأميركيّة”. وأكّد أن “هذا التألّق سيستمر لأنّ وزارة الزراعة أخذت على عاتقها أن تنظّم بشكل دائم يوم النبيذ اللبناني”. ووجّه تحيّة إلى رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون “الذي يقدّم دائماً كل دعم ورعاية لهذا القطاع”، وإلى الرئيس المكلّف سعد الحريري “الذي دعمت حكومته دائماً قطاع النبيذ واتخذ قرار إنشاء معهد النبيذ على أمل صدور مرسومه بأسرع وقت ممكن”. كذلك أشاد بدعم الوزير باسيل ورعايته “منذ كان وزيراً للزراعة بالوكالة إلى يوم تولّيه وزارة الخارجيّة والمغتربين”. وقال: “عبر الدبلوماسيّة الاقتصاديّة استطاع الوزير باسيل أن يفتح البعثات الدبلوماسيّة في كل أنحاء العالم والاغتراب اللبنان حتى نتمكّن من تسويق النبيذ اللبناني”.
وأعلن أن “المحطة المقبلة ليوم النبيذ اللبناني ستكون في الدانمارك في الأسبوع الأوّل من أيّار 2019″، مشيراً إلى أنشطة خارجية مقبلة في المجر وبولونيا وكرواتيا والبرازيل. قال: “بالتنسيق مع سفارتنا في الصين ومع الدولة الصينيّة سنبدأ بتسويق النبيذ اللبناني في الصين عبر مشاركتنا في معارض”.
ودعا لحود وزارة الاقتصاد إلى “الإسراع في توقيع القرارات التي أعدّتها وزارة الزراعة لحماية المنتج الوطني لأن منتجي النبيذ من كل المناطق بحاجة إلى رعاية وحماية”.
شبيب
ورأى محافظ بيروت زياد شبيب أن رعاية الوزير باسيل للمهرجان “تعطيه بعداً مهماً من خلال السياسة الخارجيّة للدولة اللبنانيّة”. واعتبر أنها “ضمانة لاستمرارية هذا القطاع بالمستوى الذي وصل إليه النبيذ اللبناني على الصعيد الخارجي”. وأضاف: “نحن هنا إلى جانبكم كل سنة ونرحّب بكم في هذا الميدان المتجدد دائماً بالنشاطات التي يجب أن تحتضنها بيروت وعلى رأسها هذا النشاط”.
شاوي
أما رئيس اتحاد الكرمة والنبيذ ظافر، فحيّا جهود وزارتي الخارجية والزراعة للتعريف بالنبيذ اللبناني في العالم، مشيراً إلى تنظيم تذوّق للنبيذ اللبناني للمحترفين في مجلس العموم البريطاني في 24 تشرين الأول الجاري، وفي منزل السفير اللبناني لدى بريطانيا رامي مرتضى في الخامس والعشرين منه. لكنّه رأى أن القطاع يحتاج إلى دعم على مستوى السوق الداخلية”.
فرح
أما رئيسة الشركة المنظّمة Eventions ندى فرح، فلاحَظَت أن المهرجان يأخذ سنةً بعد سنة “بُعداً عالمياً إذ يجتذب مزيداً من الزوّار الأجانب”. ورأت أن المهرجان ساهم على مدى سنواتِه الإحدى عشرة “في نشر ثقافة النبيذ في لبنان، وفي تعزيز معرفة الجمهور العريض بالنبيذ اللبنانيّ”.
البرنامج
ويوفر هذا المهرجان، وهو أكبر حدث للنبيذ في الشرق الأوسط، فرصة للزوار لتذوّق أنواع النبيذ اللبناني، العريق منها والأحدث عمراً، والمنتجات الغذائية المحلية من مختلف مناطق لبنان ومن خارجه.
وستنظّم جامعة الحكمة بالشراكة مع المدرسة الفندقيّة في لوزان جلسات تذوّق للنبيذ السويسري في ميدان سباق الخيل أيام 4 و5 و6 تشرين الأوّل. وفي الموازاة، يقام عدد من الأنشطة في جناح السفارة السويسرية، بينها تذوّق لأنواع النبيذ السويسري مع الخبيرة بربارة جوسي Barbara Jossi يومي 4 و5 تشرين الأول. وتنظّم السفارة السويسرية حفلتين غنائيتين للسويسرية من أصل لبناني مليسّا كسّاب.
ويتضمن المهرجان برنامجاً غنياً من الأنشطة التدريبية عن صناعة النبيذ وزراعة الكرمة في إطار مدرسة Vinécole لتعليم صناعة النبيذ. وتقدّم نائبة رئيس جمعيّة خبراء النبيذ في أوروبا بريجيت لولو Brigitte Leloup حصصاً تعليمية (ماستركلاس).
ويترافق المهرجان، الذي يقام هذه السنة تحت شعار “المزاج الجيد”، مع برنامج موسيقي يختلف يومياً، إضافة إلى لوحات راقصة .