احتفلت جامعة الروح القدس – الكسليك بتقديم الطبعة الثانية لكتاب كلفة المنتجات الزراعية النباتية في لبنان
دراسة وتحليل إلى طلاب كلية العلوم الزراعية والغذائية من قبل رئيس جمعية مستوردي وتجار مستلزمات الإنتاج الزراعي في لبنان، وذلك في احتفال أقيم في حرم الجامعة بحضور وزير الزراعة السابق الدكتور عادل قرطاس، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، القنصل العام الدكتور أنطوان عقيقي، رئيس جمعية مستوردي وتجار مستلزمات الإنتاج الزراعي في لبنان ASPLANTE السيد ميشال عقل، عميدة الكليّة الدكتورة لارا حنا واكيم، وأعضاء الجمعية وأساتذة الكليّة وطلابها.
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ثم كانت كلمة تقديم للمهندسة ريتا دكاش.
واكيم
ثم تحدثت عميدة الكليّة د. لارا حنا واكيم التي قالت: “ولأن الشباب أصبح المحور الأساس للرقي والتقدم لمجتمع متكامل ومتميز، ولأن البحث العلمي أضحى اليوم ركيزة فعالة في تثبيت الهوية الثقافية للفرد وآلية لبلورة وجوده الكياني المستدام، ولأن التنمية المستدامة تهدف من جهة إلى تثبيت علاقة الإنسان بأرضه وجذوره وإلى توعية الشباب على مفاهيم الصحة البيئية والزراعية والإنمائية من جهة أخرى، ها نحن اليوم نجتمع حول “كلفة المنتجات الزراعية النباتية في لبنان: دراسة وتحليل”، سيما أن هذا النتاج العلمي بات يشكل مرجعاً رقمياً إلزامياً موجهاً بالدرجة الأولى لشبابنا، المهندسين الزراعيين والغذائيين، ولكل من يؤمن بديمومة الأرض وتستهويه النفحة الزراعية، بغية حثهم على حماية واحترام البيئة والنظم الايكولوجية”.
وأكدت “أن مشاركة مدير عام وزارة الزراعة المهندس الصديق لويس لحود، تأتي لتثبت الجهود المبذولة لتطوير القطاع الزراعي اللبناني والارتقاء به إلى مستويات عالمية”. وشكرت جهوده وعاهدته على مواظبة المسيرة البناءة معاً. كما شكرت رئيس جمعية Asplante الأستاذ ميشال عقل على “لفتته السباقة وكرمه المعهود على الصعيد الإنساني والعلمي بما فيه من خير لطلابنا ومجتمعنا الزراعي اللبناني والإقليمي معاً”.
وتوجهت إلى عقل بالقول: “لكم من جامعة الروح القدس-الكسليك وكلية العلوم الزراعية والغذائية خالص الشكر والتقدير لما أنتم ولما تفعلونه للمضي قدمًا لمواجهة التحديات التي باتت تشكل هاجسا وعبئًا على المزارع اللبناني”. وخصت بالشكر أيضاً، معالي وزير الزراعة السابق الدكتور عادل قرطاس على ” تفاعله الإيجابي المفعم بالأمل”. وأضافت “ما أحوجنا اليوم الى شخصية مثل مقامكم، لا تكل ولا تهكل تعباً، فتبعث في قلوب شبابنا نبضاً متجددًا واعدًا، شكرًا لوجودكم معنا”.
واختتمت العميدة كلمتها متوجّهةً الى طلّاب الكليّة قائلةً لهم: “أنتم روح الحاضر وامل المستقبل، لكم هذا المرشد تنهلون منه بحثاً وخبرةً ل”كي يظل هذا القطاع الزراعي فاعلاً ومنتجاً في ازدهار الاقتصاد اللبناني وازدهار لبنان”.
عقل
قدم الأستاذ ميشال عقل رئيس جمعية ASPLANTE ميدالية ذهبية بإسم الجمعية واسمه الخاص للدكتورة لارا حنّا واكيم، عربون وفاء وتقدير، وتوجّه إليها قائلاً: “وإنّني إذ اعتزّ بهذه الجامعة، منارة باهرةً في لبنان التربوي، وأعتزّ بكلية العلوم الزراعية والغذائية فيها، مصدراً رئيسياً لتخريج لبنانيين جدد في حقل الزراعة والإقتصاد الزراعي، يشرفني أن يكون على رأس هذه الكلية اليوم حضرة العميدة د. لارا حنّا واكيم المعروفة باحترافيتها العالية وتجربتها الطويلة، وخبرتها الوثيقة، وهي تملك تراثاً كبيراً من المنجزات الأكاديمية الرصينة، ولديها رؤية استراتيجية تناسب الحاجات التعليميّة والبحثية في لبنان والمنطقة”.
كما قدّمت العميدة باسم الجامعة وباسم كلية العلوم الزراعية والغذائية ميدالية ذهبية شاكرةً الأستاذ ميشال عقل على إيمانه بالقطاع الزراعي اللبناني وتفانيه في سبيله.
وتابع عقل: “مرة أخرى نطل عليكم بنتاج جديد من جمعيتنا “يسعدنا اليوم أن نضعه بين أيديكم، مرجعاً علمياً أكاديمياً يرفد أبحاثكم ودراساتكم ومطالعاتكم، لما فيه من عمل بحثي دؤوب قامت به لجنتان: أولى تابعة لدائرة الدراسات الاقتصادية في جمعيتنا جمعية “أسبلنت”، والأخرى لجنة قراءة راجعت العمل الممتاز الذي قام به أعضاء لجنة التأليف من الدائرة الاقتصادية، كي يأتي العمل متكاملاً بمراجعة الخبراء لعمل قام به خبراء متمرسون. ومن مراجعة لمحة سريعة لمواد هذا الكتاب الجديد، يتضح ما فيه من نفع عميم لطلاب الاختصاص، وأنتم طليعتهم، في هذا الصرح الجامعي الراقي”.
وأضاف: “فهو يعالج الملامح الرئيسة لأهم الاتفاقات الزراعية وما رافقها من برنامج تنفيذي، وهي انعقدت للتيسير والتنمية في التبادل التجاري بين الدول العربية، الى الاتفاقات الزراعية بين لبنان والسوق الأوروبية المشتركة، وهو ما لا يمكن الطلاب تجاوزه لبلوغ الهدف الذي يعملون من أجله، وكذلك كي يغنموا من هذه الاتفاقات والبروتوكولات ليصوبوا مسارهم أو ليختصروا المسار”.
وتابع: “في الكتاب أيضاً بروتوكول خاص بمستوردات المجموعة الأوروبية من منتجاتنا اللبنانية العريقة، وهو ما يسهِّل للطلاب الاطّلاع على ما لديهم من ثروات هم مؤتَمَنون عليها في عملهم على القطاع الزراعي.
وينفتح الكتاب أمام طلاب الزراعة عندنا، على عرض مفصل يبسط لهم الزراعات الخضرية، المكشوف منها والمحميّ، والأشجار المثمرة، وجدول السلع والجداول التفصيلية لكلفة الانتاج، ولعل هذا هو ما يحتاجه طلابنا الأكثر، في اطلاعهم ومسيرتهم المهنية المقبلة قريباً. إن في هذه الدراسة بين أيديكم اليوم ما يُغْنيكم عن الكثير من البحث في مراجع أخرى أو في مصادر كتبية أو إلكترونية، لأن فيه العناصر الأولى والمكونات البارزة لِما تحتاجونه في اطلاعاتكم وأبحاثكم ودراساتكم للسوق أو للوضع الزراعي بشكل عام”.
ولفت إلى أن “هذا الكتاب يرفد بالرصانة العلمية، كوُه حصيلة أبحاث وتقديرات واقتراحات وتقارير جمعها أعضاء لجنة التأليف وغربلوها وناقشوها وخرجوا بزُبدتها النهائية لتكون في متناول الاختصاصيين في هذا الحقل”.
واعتبر أن “الهدف الأول من وضع هذا الكتاب، كان إيمان جمعيتنا بأن تحديد سعر كلفة المنتجات الزراعية تسهّل تسويق هذه المنتجات حين ينخفض سعر كلفتها، ويسهل تصديرها، ضماناً لمردود أكبر لأصحابها، من مزارعين وتجار، حين يتم تصديرُها بأسعار معقولة ومدروسة وتنافسية. وبديهيّ أنّ تخفيض كلفة الإنتاج تستبدل الكلفة العالية بما يؤمّن جدوى اقتصادية أفعل”.
وأكد “أن واقع الزراعة في لبنان ليس نَموذجياً ولا مثالياً. وندرك أنه يحتاج رؤية مستقبلية وتخطيطاً شاملاً٬ وأن البحث والتسويق هما مادتان أساسيتان لطلاب الكليات ومعاهد الزراعة في لبنان. فلبنان اليوم، في حاجة قصوى، الى توثيق بحث علمي، ترتكز عليه السياسة الزراعية، حتى تتمكن من تغييرِ النمطِ الزراعي الحالي، وتالياً مواكبةَ المستجدات المقبلة على المنطقة، وهذا، لا يتمّ، إلا بتوفيره للطلاب، الذين، بثقافتهم وعلمهم، يكونون المداميك الأساسية لمستقبل هذا القطاع”.
وشدد على “اننا نحن في القطاع الخاص، من شركاتٍ، تتعاطى الشأن الزراعي، وإن عمَلَنا، في جمعية “اسبلنت”، مرتبط بالجامعاتِ وكلياتِ الزراعة بالذات، ودورنا في الجمعية، يشكل قوةً متينة داخل النشاط الذي يؤمّنُ غذاءَ الناس، ألا وهو الزراعة ، فنحن لسنا الزراعةَ وحسب، بل نحن مستواها، والفرق كبير”.
وأشار إلى “ان العديد من المراقبين والعاملين في الشأن الزراعي، يدركون ما يعاني منه هذا القطاع من أزمات مزمنة تستوجب الانكباب على دراسة اسبابها، ويجمعون على أهمية المرحلة التي يمر بها ودقّتها، وضرورة العمل على معالجة هذه الأزمات، بموجب خطة علميّة وتنفيذيّة ترسم استراتيجية زراعية واضحة، تأخذ بالاعتبار الواقع الزراعي وإمكانيات تطويره، والانتقال فيه من زراعات تقليدية لم تعد مجدية، إلى زراعات حديثة تحمل قيمة مضافة. وليس هذا غريباً على تاريخ الاقتصاد اللبناني الذي لعبت فيه الزراعة دوراً رياديّاً مهماً. ففي أواخر القرن التاسع عشر وطوال القرن الماضي٬ مرّت الزراعة في حقبات متفاوتة النمو والازدهار، من تربية دودة القز وإنتاج الحرير الطبيعي الذي صدّره لبنان إلى فرنسا، إلى زراعة الحمضيات والموز على الساحل اللبناني، إلى زراعة التفّاحيات والفواكه على انواعها، إلى تربية الدواجن وإنتاج البيض الطازج والفرّوج… في كل هذه المراحل كانت الزراعة في أساس النهضة الاقتصادية، ويمكن القول أنها رسملت بعض القطاعات الاقتصادية الأخرى”.
وأكد “غير أن العقود الأخيرة من القرن الماضي رأت بروز قطاعات أخرى نمت بسرعة كبيرة أهمّها قطاع الخدمات المصرفية والمالية، وقطاع الخدمات الطبية والاستشفائية ، وقطاع البناء والعقارات… وكلّها افادت من سياسة الحكومات المتعاقبة التي ركزت على تشجيع الاقتصاد الخدماتي الريعيّ، وأهملت إلى حد كبير القطاعات الإنتاجية كالزراعة والصناعة. مع أن الزراعة في لبنان هي قطاع حيوي، يعيش منه عدد كبير من مزارعين وتجار وصناعيّين، وهو قطاع خصب إذا عرف المسؤولون كيف يفيدون من خصوبته، وهو مثمرٌ إذا عرف المسؤولون كيف يستغلون ثماره. عدا عن فوائده الاجتماعية والوطنية التي تتمثل بتمسك الإنسان بأرضه والحفاظ على تراث الآباء والأجداد والعمل على تنمية الأرياف والحد من الهجرة والنزوح نحو المدن. وهذا يحافظ على التنوع السكاني في كل المناطق، والتعدّديّة والعيش المشترك، وإظهار صورة لبنان “الرسالة والنموذج للشرق كما للغرب”.
وخلص إلى أنه “لا يجوز إذاً، أن يبقى القطاع الزراعي في لبنان على ما هو عليه من إهمال، بل نتطلّع إلى تضافر الجهود بين الدولة والقطاع الخاص، لتطويره كمّا ونوعاً من خلال تأمين التمويل الميسّر والطويل الأمد للمزارعين، وإرشادهم إلى اعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة لتحسين الإنتاج وتخفيض كلفته، وإدخال زراعات جديدة واعدة اقتصاديا واجتماعيا وبيئياً، كزراعة الكرمة مثلاً التي يمكن اعتبارها زراعة متكاملة ذات إنتاج متنوّع بدءًا بعنب المائدة وصولاً إلى النبيذ الذي يتمتع بإمكانات مذاقيّة واسعة ذات نكهات مميّزة. وقد تنبّهت وزارة الزراعة عندنا٬ على أهميّة هذا القطاع٬ بصورة خاصة٬ منذ عودة مديرها العام المهندس لويس لحود على رأس الهرم الإداري فيها، وإيلائه السهر والاهتمام بهذا القطاع لما له من أهمية اقتصادية واجتماعية ووطنية، والسعي إلى ايجاد أسواق جديدة لتصدير إنتاجه من خلال تنظيمه “يوم النبيذ اللبناني” في عدة بلدان من العالم. وقد أثبت النبيذ اللبناني مكانته في عدة معارض عالمية٬ بشهادة “المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ” والتي اشادت بدينامية لبنان في المنظمة٬ شاكرةً المدير العام لويس لحود٬ على جهوده٬ للوصول إلى هذا المستوى العالمي.
وهو الذي منذ توليه إدارته العامة في وزارة الزراعة٬ تجلّى سلوكه المهني طموحاً في تطوير الإدارة٬ ومثالاً للعمل الشريف في الشأن العام٬ على معايير الأخلاق والاستقامة، ما جعله واعياً دوره كمدير عام٬ لا كمجرّد وظيفة بل كرسالة يؤدّيها لوطنه”.
كما لفت إلى “أن أي اقتصاد في العالم يستمدّ قوّته من قوّة القطاعات الإنتاجيّة٬ والقطاع الزراعي هو أحد أبرز تلك القطاعات، الذي يعتاش منه نحو ٤٠% من اللبنانيين، من هنا٬ وفي إطار تشكيل حكومة جديدة، اليوم٬ يجب أن يؤتى بوزيرٍ للزراعة متخصص ومعروف بتجربته وعلاقاته المحلية والدولية٬ ولديه خبرة ورؤية واضحة مشفوعة بخطة ورزنامة عمل جاهزة، يعاونه فريق عمل لتطبيقها بالتعاون مع أركان الوزارة، لخلق الفعل الإبداعي لا لتصريف العمل الإداري”.
واعتبر “أن ما يطمح إليه اللبنانيّون هو الإتيان بحكومة يتمتع أعضاؤها بأخلاقية عالية وبشفافية لا تشوبها شائبة، ولديهم كامل الاستعداد لخوض غمار معركة الإصلاح وضرب الفساد والمفسدين٬ عندها تصبح معالجة الشؤون المالية والاقتصادية والمعيشية مسألة وقت ليس إلا”.
وشدد على “أن شبابنا هم الثروة وحريّ بلبنان أن يستثمر هذه الثروة، فنحن اليوم أحوج ما نكون لشباب لا تقف أمامهم قيود ولا تردعهم أي سدود ليبنوا بلا كلل وطناً للأمل. فهم أبناء الزمن الآتي وأحفاد الذين أهدوا الأبجدية لجميع البشرية. فكلّنا أمل أن نعيد لهذا الوطن الغالي مجده الضائع، وتعود سفن الحضارة ترسو على شواطئه من جديد”.
لحود
وفي الختام كانت كلمة للحود حيّا فيها كلية العلوم الزراعية والغذائية، خاصًّا بالذكر عميدتها د. لارا حنا واكيم، “التي تبذل جهودًا كبيرة في خدمة القطاع الزراعي على الصعيدين الأكاديمي والعلمي”. كما وجّه تحية عبر جامعة الروح القدس-الكسليك إلى الرهبانية اللبنانية المارونية.
وأشاد بأعمال عقل في القطاع الزراعي، معتبرًا “أنه كان مدافعًا شرسًا عن حقوق المزارعين وحقوق الزراعة اللبنانية ومدافعًا عن مصلحة الزراعة”، آملًا “أن يقدر الشعب اللبناني قدراته ويتعاون معه، لأننا اليوم بحاجة لأشخاص مثله يساهمون في نهضة القطاع الزراعي في لبنان”، ومهنئًا إياه على كتابه الجديد وعلى جولاته في مختلف كليات الزراعة في الجامعات اللبنانية.
وختم متوجهًا إلى الطلاب “هذا الكتاب أصبح بين أيديكم وهو مرجع علمي بتصرفكم، لأنه يحتوي على الكثير من المعطيات التي تصب في خدمة الزراعة اللبنانية. وأتمنى لكم فردًا فردًا مستقبلا زاهراً. وأتمنى أن تكون أبواب الزراعة مفتوحة أمام الجميع من دون استثناء، وأنا شخصيًا إلى جانبكم وكل المراكز الزراعية هي في تصرفكم”.