بدعوة من الجامعة العليا لادارة الاعمال ESFAM وجامعة صوفيا العليا في بلغاريا، القى رئيس تجمع رجال وسيدات الاعمال اللبنانيين في العالم د فؤاد زمكحل محاضرة حول «التخطيط الإستراتيجي وريادة الاعمال… خلق شركة حلم ام حقيقة» حيث القى كلمة رئيسية في إفتتاح السنة الجامعية – الأكاديمية في بلغاريا للعام 2018 – 2019.
حضر هذه المحاضرة ممثلون عن الحكومة البلغارية، وأعضاء السلك الديبلوماسي، والعديد من السفراء، وعدد كبير من رجال وسيدات الأعمال في صوفيا، وحشد من الطلاب الجامعيين والأساتذة.
بدأ د زمكحل محاضرته، فلفت إلى «تأكيد أهمية الأداة القوية والديناميكية في العمل، والممارسة الحثيثة ومعنى التوصل إلى فرحة النجاح، إذ إن ذلك يكون بفضل توافر عوامل الإيمان، الثقة بالنفس والعزيمة التي تُعتبر من الصفات الضرورية واللازمة لرجل الأعمال الناجح في لبنان. فرجل الأعمال الناجح هو الذي يتقبل التأرجح صعوداً وهبوطاً حيال الأعمال التي يُمارسها والنجاح الذي يُحققه في المحصلة، بإعتبار أنها كلها عوامل أساسية لرجل أعمال منظم، إستثنائي وناجح».
شرح د. زمكحل، مراحل العمل الناجح مثل بدء النشاط التجاري، «الذي يرتكز على المغامرة المثيرة، لكن عادة تكون محفوفة بالمخاطر في حال لم يُخطط لها جيداً». وقال: «مَن منكم لم يحلم مرة واحدة على الأقل في حياته بأن يُصبح صاحب شركة ناجحة على سبيل المثال؟».
أضاف د. زمكحل: «إن الرغبة في الإستقلالية المهنية والسيطرة على المستقبل، هي غالباً ما تتطور لدى المرء لتصبح هاجسه في سبيل إنجاح عمله المهني حيث قرر منذ لحظة شعوره بهذه الإستقلالية الإنخراط في نشاطه التجاري».
بعدما لفت د. زمكحل إلى «أن معدل متوسط فشل الشركات المنشأة حديثا، هو بنسبة 20٪ منذ السنة الأولى للتأسيس، وبنسبة 30٪ خلال السنوات الثلاث الأولى، وبنسبة 40٪ إلى 50٪ خلال السنوات الخمس الأولى»، عزا إمكانية الفشل إلى «سوء التخطيط وعدم درس المشروع على النحو المطلوب، أو عدم إحتساب مدى ملاءمة تقديم المنتج لمتطلبات السوق»، وقال: «إن مخاطر فشل الشركة يُمكن أن تنخفض على نحو ملحوظ، شرط أن يعرف المرء جيداً العوامل التي تحدد عناصر النجاح مثل: شخصية الريادي، دوافعه المهنية، صفاته الشخصية، مما يؤدي إلى تحديد نظرته حيال السوق، وإمكانية الاستفادة القصوى من هذه السوق، وذلك عبر تصميم المشروع المنوي تنفيذه في شكل جيد، وتحديد الرؤية من فرص نجاحه».
إذ رأى زمكحل «وجوب التعرف على إمكانات الشركة التي يعمل فيها أو يترأسها حيال تحقيق أهدافها وإبراز دوافعها، وتحديد نقاط القوة والضعف فيها التي لا شك في أنها مفتاح النجاح»، إعتبر «أن المبدع والريادي الناجح في مهنته هو الذي يتجاوز مآربه الشخصية أو الذاتية، ويعرف كيف يواجه الصعوبات من دون أن يستسلم إطلاقا، وهو القادر على تغيير المسارات، فيثبت أنه غير مرتبط بالأهواء الشخصية، بل يكون همّه الوحيد تحقيق الأهداف المحددة».
وأشار د. زمكحل إلى «أننا إذا نظرنا من حولنا، يمكن أن نجد العديد من الأفكار الخلاقة، لكن من دون تهور في سبيل مواجهة أعداء النجاح، ومن دون إهمال هذه الأسئلة: هل ثمة سوق جديرة بالثقة للفكرة المطروحة؟ ما هي العوامل الرئيسية للنجاح في هذه السوق؟ كيف ستكون هذه العوامل الرئيسية سبيلا للتقدم في المستقبل؟ ما هي الأوضاع الإقتصادية للبلد الذي أعمل فيه اي لبنان؟ وما هي عوامل ضعفه؟ كيف يمكنني تقليل نقاط الضعف والاستفادة القصوى من عوامل النجاح المتوافرة في بلدي، أو بالأحرى كيف يُمكن أن أستفيد من إمكاناته الإقتصادية والاستثمارية؟».
كذلك سأل د. زمكحل: «كيف يمكن درس تفاصيل المشروع المنوي تنفيذه؟ وكيفية يمكن تحديد الموارد اللازمة لإطلاقه؟ وماذا يمكننا أن نسأل على سبيل المثال للمصرفي او للمستثمر (على سبيل المثال) كيف نشرح له ونقنعه للاستثمار ودعم مشروعنا؟ وكيف ينبغي لنا الاقتراب منه من أجل تحقيق أقصى مقدار من فرصنا في سبيل الحصول على الرضى المنشود للمشروع؟ وما هي الهياكل القانونية التي ينبغي أن تُتبع للتوصل إلى النتيجة المُرضية للمشروع طبعا؟».
لاحظ د. زمكحل «أن المشروع الجميل لا يمكن أن يضمن أي نجاح للوهلة الأولى، بإعتبار أن بعض المبدعين يُمكن أن يتفوقوا في المرحلة الأولى في مشروعاتهم، ثم يجدوا أنفسهم أنهم يحصدون فشلا ذريعا في مشروعاتهم المقصودة، بإعتبار أن المدراء ورجال الأعمال ليسوا بالضرورة في مصاف واحد حيال المهارات والإمكانات المهنية عينها».
تحدث د. زمكحل عن صفات معينة تُصاحب المشروع الإستثنائي والناجح، فقال: «هل سألتم نفسكم هذا السؤال: هل النجاح رحلة أو وجهة معينة (طريق معينة)؟ ففي كثير من الأحيان ننسى أن النجاح ليس غاية في حد ذاته، لكنه عملية مستمرة. فرجل الأعمال الناجح يُعطي الجميع من المحيطين به من فريق عمله الفسحة الضرورية كي يعملوا خلالها، وهم عادة يكونون من ذوي الكفايات العالية والخبرة الرفيعة في سبيل إنحاج العمل المقصود».
ورأى زمكحل «أن أصحاب المشاريع الناجحة يؤمنون بمشروعهم وأهدافهم ويثقون بأنفسهم، ويتتبعون خططهم بدقة، فالتجربة والخطأ ليس لهما مكان بالنسبة إلى صاحب المشروع الناجح، ذلك لأنه يملك خريطة عمل ودليل يسير وفقه، ويتتبعه في سبيل تحقيق النجاح. علما أنه ينبغي أن تتضمن خطة العمل: استراتيجيات التسويق والأهداف والنوايا والأفكار وماذا يمكننا أن نفعل على نحو أفضل من منافسينا ونتميز عنهم؟”. وخلص إلى ضرورة “أن يُعاد النظر في خطة العمل وتحديثها على نحو دوري، مثل إتباع أفكار جديدة، وإستخلاص خيارات أخرى، والسير بأفضل السبل للقيام بهذه الخطط وتوسيعها وتعزيزها. كذلك فإن رجل الأعمال اللبناني الناجح هو دائما على إستعداد للتفكير خارج حيّزه الضيق، مما يعني أن عليه أن يستخدم خياله باستمرار، فيكتشف أشياء جديدة تدفعه إلى أن يوسع منها ما يشاء، من خلال رؤيته للأمور. فأصحاب المشاريع الناجحة يستكشفون مهارات استثنائية بإعتبار أن المواهب والمهارات متوافرة في كل حين، والأبواب مفتوحة في الأماكن غير المتوقعة ومختبئة تحت الركام»
وختم زمكحل قائلا: «إن رجل الأعمال الناجح يمنح الوقت لنفسه كي يتصور أو يفكر جيدا كيف يُدير أعماله في المستوى المهني المطلوب للبحث عن النتيجة الافضل، فيستنتج في المحصلة، كيف يريدها أن تكون، وكيف يريد لها أعداء النجاح أن تكون».