جرى قبل ظهر اليوم احتفال التسليم والتسلّم في وزارة الصناعة بين الوزيرين حسين الحاج حسن ووائل ابو فاعور، في حضور المدير العام للوزارة داني جدعون، المدير العام لمعهد البحوث الصناعية الدكتور بسام الفرنّ، رئيس مجلس ادارة مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية ( ليبنرو ) المهندس حبيب غزيري، المديرة العامة للمؤسسة المهندسة لينا درغام، ورؤساء المصالح في الوزارة والمديرين في المعهد.
وكان للوزير ابو فاعور موقف سياسي من التطوّرات الأخيرة. فرداً على سؤال عن “هل نحن اليوم امام ازمة قبل بدء العمل الحكومي خصوصاً ان هناك مواضيع خلافية ستطرقون اليها في جلسة البيان الوزاري اليوم؟”
اجاب الوزير ابو فاعور:” نحن تصرفنا بايجابية في الجلسة الاولى لمجلس الوزراء باننا لم نثر الكثير من القضايا الظواهر التي ظهرت في الجلسة الاولى حرصاً على استمرار وتناغم الحكومة، ووجهتنا كلقاء ديمقراطي ان نكون على اعلى درجات الايجابية في الحكومة بامكانية الفصل بين الملفات الحياتية والمعيشية والاقتصادية التي يحتاجها المواطن وبين الصراعات السياسية. ولكن هذا الامر يجب ان ينطبق على غيرنا من القوى السياسية. واعطي امثلة عن كلام الوزير باسيل اننا نمارس الحرتقة والطقطقة على الطناجر. اولاً يعرف الوزير باسيل اننا اذا اردنا الطقطقة فلا نطقطق على الطناجر. ثانياً بمقدار ما هو المطلوب ايقاف الحرتقة والطقطقة، المطلوب وقف الهرطقة من الوزير جبران باسيل. وهذه المونة الزائدة على البلد يجب ان يخفف منها قليلاً، لأنها لا تمشي معنا. وهناك بعض الامثلة على ذلك بالشكل قبل المضمون. وصل الوزراء الجدد الى القصر الرئاسي قصر الشعب الساعة العاشرة والنصف كما طلب منا من قبل دوائر القصر. وصل وزراء التيار الوطني الحر الساعة الحادية وعشرة دقائق. أي بعد اربعين دقيقة. لا يوجد وزير بسمنة ووزير بزيت. هذا ازدراء واحتقار للوزراء. كل القوى السياسية في الحكومة ما عدا وزراء التيار الوطني الحر وصلوا عند الوقت المطلوب. لا احد مستعد لانتظار احد على قارعة الطريق ولا في اي قاعة في اي مكان. ثانياً بالشكل ايضاً، تسنى لي ان اعمل وزيراً اربع مرات في السابق. ويتذكر الوزير الحاج حسن انه في كل اول جلسة لمجلس الوزراء توزع علينا ثلاث وثائق: وثيقة الوفاق الوطني والدستور اللبناني والنظام الداخلي لمجلس الوزراء. انها المرة الاولى التي لا توزع علينا وثيقة الوفاق الوطني. وهذا الخطأ بالمضمون وليس بالشكل. اذا نريد العيش بذات الهواجس التاريخية والحقد التاريخي على اتفاق الطائف فلن تستوي الامور في البلد. ثالثاً بالشكل ايضاً تمت تسمية المندوبين للجنة صياغة البيان الوزاري. وقام كل حزب سياسي بتسمية مندوب له كما تجري العادة. الا الوزير جبران باسيل فقد سمّى ثلاثة مندوبين. لماذا؟ لماذا الحزب الاشتراكي او تيار المستقبل او حزب الله او القوات اللبنانية او تيار المردة يسمي كل واحد منهم وزيراً واحداً، بينما هناك طرف زائد دلعه على الدولة اللبنانية يسمي ثلاثة مندوبين. هذا بالشكل، اما بالمضمون، الاعتداء على الطائف واضح والانتقام من الطائف واضح. وأوله في القاعدة التي حاول الوزير باسيل ارساءها ورفضناها ونرفضها اليوم وهي ان لكل اربعة او خمسة نواب وزيراً؟ من اين اتت هذه الهرطقة؟ فليسمح لنا الوزير باسيل وغير الوزير باسيل. الدلع على الدولة غير مسموح. والمونة على النظام السياسي بهذا الشكل غير مسموح. اما ان الاطراف والقوى السياسية كلها متوازنة ومتوازية داخل مجلس الوزراء والا فلن يسير هذا النظام السياسي كما يجب.”
الوزير الحاج حسن
وقال الوزير الحاج حسن:” اولاً نهنىء فخامة الرئيس ودولة الرئيس بري ودولة الرئيس الحريري ةاعضاء الحكومة على تأليف الحكومة الجديدة، وسنكون في موقعنا النيابي الرقابي على اعمال الحكومة. اما بالنسبة الى الصناعة، فان اكبر التحديات على الحكومة اليوم هو الوضع الاقتصادي. ومعروف ما هي حيثياته القائمة حالياً. الدين العام تجاوز عتبة الثمانين مليار دولار، العجز في الموازنة بين الخمسة والستة مليارات دولار سنيواً، العجز في الميزان التجاري يبلغ 17 مليار دولار. صادراتنا تراجعت الى الـ 2.5 مليار دولار، اما وارداتنا فتصل الى نحو 20 مليار دولار. وينعكس ذلك على ميزان المدفوعات وارتفاع نسبة البطالة.”
وشرح ان وزارة الصناعة قدّمت 25 ملفاً لدعم الانتاج الوطني، لكن للأسف الحكومة الماضية تجاهلت هذه الملفات بعدما انجزناه بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة. فكانت النتائج كارثية على عدة عوامل. وقد عملنا على انشاء مدن صناعية جديدة. وعملنا ايضاً على تطوير الابحاث الصناعية. لدينا فرص صناعية كبيرة. ولكن ليست للبنان سياسات اقتصادية حتى الآن. واحد اهم الاصلاحات الى جانب مكافحة الفساد والهدر هو وجوب وضع سياسات اقتصادية للدولة اللبنانية تلزم الجميع.”
الوزير ابو فاعور
وقال الوزير ابو فاعور:” اعتبر ان الوزير الحاج حسن ترك بصمات واضحة في وزارة الصناعة كما في وزارة الزراعة. وهو من المؤسسين للفكر الانتاجي في لبنان. كنا في مجلس الورزاء وكان الوزير الحاج حسن في مقدمتنا يطالب باعادة الاعتبار الى فكرة الانتاج في لبنان. هناك تناقض قديم منذ كان التناقض بين اذا كان لبنان مع الاقضية الاربعة او من دونها. هل لبنان تجارة وخدمات او لبنان هو انتاج؟ ونحن كحزب تقدمي اشتراكي انحيازنا واضح للانتاج.”
واضاف:” لسنا من اصحاب الردات الذين يؤمنون بان التاريخ يبدأ معهم. التاريخ يستمر ونحن سنبني على الانجازات التي تحققت معكم ومع فريق العمل. الصناعة كما الزراعة وكل القطاعات الانتاجية منكوبة بامرين: اولاً بغياب الرعاية وقبل ذلك بغياب التفكير الجدي في كيفية دعم هذه القطاعات. ونحن هنا كحزب تقديم اشتراكي موجودون كي نستمر مسيرة حماية ورعاية وعدم الصناعة اللبنانية.”
واكد ان هدفنا هو رفع مستوى الصناعة في الناتج المحلي والتأكيد على جدية القطاعات الانتاجية. لا يمكن ان يقوم الاقتصاد اذا لم يكن اقتصاداً متكاملاً. الكثير من الدول انجزت معجزتها الصناعية. ولبنان قادر على ذلك. طبعاً ان هذا الامر يحتاج الى سنوات وتخطيط وقاعدة علمية مواكبة واعادة نظر بالتعليم المهني والتقني. وقبل ذلك يحتاج الى ارادة سياسية والى ان يشعر الصناعي في لبنان بان له دولة ترعاه وتحميه وتشجعه وتحفّزه. واتذكر في هذه المناسبة تجربة واعدة اغتيلت في وضح النهار هي تجربة الوزير الشهيد بيار امين الجميل الذي اوجه تحية الى روحه والى مساهمته والى شعاره الذي لا يزال يرنّ في اذهان اللبنانيين: بتحب لبنان حب صناعتو. تحية الى روح بيار امين الجميل وآمل ان يكون عملنا في الوزارة من خلفية وطنية وليس من خلفية طائفية ولا مناطقية، بل من خلفية علمية ووطنية بشراكة كبيرة مع فريق عمل الوازرة ومع الصناعيين ومع اصحاب الشأن.”