اختتام أعمال “المؤتمر التاسع عن الذكاء الاصطناعي في الأمن والدفاع”

إختتم “المؤتمر التاسع عن الذكاء الاصطناعي في الأمن والدفاع AISD 2019 أعماله بإصدار التوصيات في حضور ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون العميد الركن خليل يحيى، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد مارسلينو فرح، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العميد لبيب عشقوتي، وممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العميد روبير جاسر.

وكان المؤتمر افتتح قبل يومين في فندق لو رويال – ضبية برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بدعوة من قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتنظيم مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في الجيش، وبمشاركة متخصصين من لبنان والعالم.

القزح
3بعد النشيد الوطني قال مدير “مركز الدراسات والأبحاث الإستراتيجية في الجيش اللبناني” ومدير المؤتمر العميد الركن سعيد القزح: “إنه اليوم الأخير لمؤتمر الذكاء الاصطناعي في الأمن والدفاع، لكنه الأول في مشوار وضع لبنان والجيش اللبناني على طريق التكنولوجيا والحداثة”.

وأضاف: “أجرى الباحثون المشاركون على مدى الأيام الثلاثة الماضية، سلسلة من النقاشات العلمية ضمن أربعة محاور متزامنة: التكنولوجيا في الأمن، التكنولوجيا في المؤسسات والمجتمع، الأطر القانونية والخلقية للتكنولوجيا. كما وتناول البحث في جزء كبير منه واقع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في لبنان، وسبل مواكبتها في إطار الأمن والدفاع. وتنوعت جلسات المؤتمر ومحاوره بين إدارة البيانات العالمية، ونظام الحماية الرقمي، إضافة إلى طرق الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الصناعية على وجه الخصوص. وتزداد أهمية هذه النقاشات في ظل سعي لبنان الآن إلى الانتقال إلى الحكومة الرقمية، على رغم أن هذا المسعى ما زال في بدايته على شكل اقتراحات ونظريات واستراتيجيات وتجارب لم تطبق بعد، ولم تؤمن الشروط الملائمة، وبخاصة جهوزية الموظفين العامين والمواطنين. فبناء دولة رقمية يتطلّب أرضية آمنة ومتطورة تبدأ بتعليم المواطنين وتوعيتهم في شأن سبل استخدام التكنولوجيا والاستفادة منها، وتحضير الموظفين كي يقدموا أفضل الخدمات”.

وتابع: “وفي مقارنة بسيطة مع الدول الأجنبية، نرى أن فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة قد صنفت البيانات الضخمة من أولويات الدولة، فخصصت الكثير من الأموال لتعزيز الكفايات والبنى التحتية لتكنولوجيا البيانات الضخمة. وقام بعض المنظمات مثل الإتحاد الأوروبي بتخصيص ميزانية عالية لدعم البحوث وتطوير المبادرات بغية مواجهة التحديات المرتبطة بالبيانات الضخمة، بينما ما زال هذا الموضوع في مرحلة البداية بالنسبة إلى بلدنا”.

وأردف: “لا بد لي من التوجه بالشكر إلى فخامة الرئيس ميشال عون الذي شرفنا برعايته، إيمانا منه بدور المؤسسة العسكرية وضرورة مواكبة التقدم العلمي، وكذلك إلى قيادة الجيش اللبناني والعماد جوزاف عون الداعم الأول لكل ما فيه تطوير لقدرات الجيش، وفريق العمل من ضباط ورتباء وأفراد في مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية وباقي وحدات الجيش المشاركة، الذين كانوا خير معين على إنجاح هذا الحدث الكبير وأظهروا الجدية المطلقة والالتزام خلال مراحل المؤتمر كافة. كما وأشكر باقي الجهزة الأمنية التي تعاونت معنا وكان لها المساهمة الفاعلة في الوصول الى الخاتمة السعيدة، وبخاصة المديرية العامة للأمن العام التي لم تبخل بالجهد المتواصل لتسهيل استضافة نحو سبعين وافدا من الدول الصديقة، ومديريتي قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة اللتين قدمتا المساهمة الفعالة في السهر على راحة المشاركين”.

وأضاف: “والى من شاركنا في هذا العمل: الجمعية اللبنانية للأنظمة المعلوماتية في بيروت المتمثلة برئيسها انطوان حرفوش وايلي نصر وغرازيلا حبيقة لحود، وجمعية الشرق الأوسط وشمال افريقيا للأنظمة المعلوماتية ورئيسها عباس ترحيني وجمعية تكنولوجيا المعلومات والتواصل في المؤسسات في باريس ورئيسها شربل شدراوي، لهم كلهم الشكر والتقدير على ما قدموه من خبرات علمية وأكاديمية، وعلى وقتهم وجهدهم في سبيل الارتقاء بهذا المؤتمر إلى المستوى العالمي”.

كما وأعرب عن “التقدير العميق للراعين الماليين والداعمين الذين ساهموا عبر قدراتهم المادية في تحقيق هذا الحلم منذ بدايته قبل نحو تسعة أشهر”. وشكر في الختام “للباحثين اللبنانيين وللآتين من الدول الشقيقة والصديقة جهودهم التي بذلوها في البحث العلمي وتوصلهم الى التوصيات القيمة”.

شدراوي
2ومن ثم تحدث شربل شدراوي عن التكنولوجيا في الدفاع وأعطى لمحة تاريخية “لسبب وجودنا هنا اليوم” مستعرضا “الحقبات التي مرت بها الثورات الصناعية حتى اليوم”، متحدثا عن “ثابتة وحيدة في التاريخ وهي التغيير”.

وقال: “من الثورة الصناعية الأولى في المكننة التي بدأت في القرن الثامن عشر، ومن ثم الكهرباء، الأتمتة، والعولمة، التحويل اليوم، وفي المستقبل الذي ليس هنا بعد؛ فتم ربط العالم في الثورة الأولى من خلال السكك الحديدية، ومن ثم في الثورة الثانية من خلال الهواتف والكهرباء. وفي تسعينيات القرن الماضي أتت الثورة الصناعية الثالثة حتى العام 2005 تقريبا حيث تم ربط العالم من خلال شبكة الإنترنت العالمية. وفي الثورة الصناعية الرابعة التي نشهدها الآن نرى الذكاء الإصطناعي وسننتقل قريبا الى مرحلة الروبوتات وهذا أمر مخيف”.

وأضاف: “في غضون عشر سنوات بين 2008 و 2018 تغيرت الثروة في العالم، من الشركات الصناعية التي تعمل في مجالات النفط والغاز والتنقيب. أما الشركات الأغنى اليوم فهي Apple، Google، Microsoft، وغيرها سبعة من أصل عشر أغنى شركات هي في مجال التكنولوجيا”.

وختم: “لسنا في حاجة اليوم الى وزير سعادة أو وزير تكنولوجيا، علينا أن نبدأ بالتفكير بمستقبلنا، نحن في حاجة الى وزير مستقبل وأنا أقترح تسمية العميد الركن سعيد القزح. إن الثورة الصناعية الخامسة ستستند الى القيم، والسؤال لن يكون كيف سيؤثر الذكاء الإصطناعي فينا نحن البشر، بل السؤال سيكون كيف يمكننا أن نستمر في أن نكون بشرا خلال هذه الثورة التي نشهدها الآن؟”.

نصر
كذلك تناول إيلي نصر بدوره موضوع “التكنولوجيا في الأمن”، وعرض لـ: “الهجمات التي تتجسد في القرصنة، والتي حصلت في الماضي” معطيا بعض الأمثلة التي حصلت في شركات ومستشفيات من العالم، و”كانت المشكلة في تكوين الخادم أي ال Server، مشيرا الى قرصنة روسي حسابات “تويتر” من خلال كشف كلمات السر Password”.

وبعد عرض أمثلة كثيرة عن القرصنة تطرق الى “موضوع الطائرة من دون طيار الخطر، فهي لا تستخدم فقط من أجل التقاط الصور، بل ومن أجل انتهاك خصوصيتنا أيضا، وبخاصة المعلومات الشخصية لبطاقات الإئتمان”.

وعما يمكن عمله تجاه هذا الوضع قال نصر: “الحل يكمن في الذكاء الإصطناعي، ولكن الجانب الإيجابي منه”.

ترحيني
بدوره قال عباس ترحيني عن التكنولوجيا في المؤسسات والمجتمع: “سأتابع إستنادا الى المعلومات التي حصلنا عليها… وأي أمة لا تستند الى الأبحاث هي أمة من دون حياة وازدهار أي بلد اليوم مرتبط بقدرة هذا البلد على إجراء البحوث من أجل إفادته الشخصية”.

وأضاف: “منذ بدأنا بهندسة فكرة هذا المؤتمر منذ نحو تسعة أشهر سئلنا من أصدقائنا هل هذه المبادرة ستؤدي الى إفادتنا في جامعاتنا وجوابنا كان في حين أنا نؤمن بقيم جامعاتنا وجمعياتنا، أخذين في الإعتبار مدى الإرتباط الإجتماعي في بلدنا، في حين نؤمن أن على عاتقنا مسؤولية المساهمة في مجتمعنا وتعزيز هذا المجتمع، نحن نؤمن بأن في الإمكان أن نستفيد إذا ما تم إنماء بلدنا”.

وركز في الختام على وجوب “أن نحضر أجيال لبنان للإستفادة في حد أقصى من فوائد الذكاء الإصطناعي، فالذكاء الإصطناعي في حاجة الى مهارات جديدة وبالتالي علينا أن نتحضر أو نحضر مهارات جديدة ووظائف جديدة، وعلينا ان نعتمد طريقة جديدة في التعليم وهي طريقة ال Stem حيث يتم اعتماد مقاربة تطبيقية لتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مستويات مختلفة، من أجل التكيف وتلبية احتياجاتنا في ما يتعلق بالذكاء الإصطناعي في المستقبل… وينبغي أن نستند الى مقاربة ال AISD وأن نجد آلية ستسرع الشراكة بين الحكومة والقطاعات المختلفة والأكاديميا، وبالطبع ينبغي أن يكون ثمة علاقة تنسيقية مع الركائز الثلاث التي ذكرها البروفسور شدراوي في البداية”.

الخوري
وقدمت إستنتاج المسار رقم أربعة في المؤتمر والذي تطرق الى الأطر القانونية والخلقية للتكنولوجيا جنان الخوري التي أشارت الى “أن كل هذه المخاطر لن يضبطها إلا الإطار التنظيمي والقانوني من المجتمع المحلي والدولي”.

وقالت: “لهذا انعقدت المجموعة الرابعة من هذه المجموعات التي كانت لمناقشة وعرض الأوراق البحثية تحت عنوان الإطار القانوني للذكاء الإصطناعي. وضمت هذه المجموعة نخبة من السياسيين والمدراء العامين والخبراء والباحثين والعسكريين والنقابيين والصحافيين وأساتذة الجامعات من الكثير من الدول الأجنبية والعربية ومن لبنان”.

4وأشارت الى “استعراض المجموعة ما يقارب خمسة وعشرين ورقة عمل تناولت التحديات القانونية التي سيفرضها الذكاء الإصطناعي على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي وأهميته في ما بعد في العالم الحقوقي وفي السيادة الوطنية” مقدمة “التوصيات التي انتهت إليها”.

وشددت على “رفع الوعي الإجتماعي في شأن الذكاء الإصطناعي في كل المؤسسات التربوية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة”، مؤكدة “وجوب إيجاد ثقافة عالمية للذكاء الإصطناعي وبناء ثقافة الأمان السيبراني وليس فقط الأمن السيبراني”.

وختمت: “إن البشرية تعيش على أعتاب حقبة جديدة من عصورها حيث سيصنع هذا الذكاء الإصطناعي والآلة الذكية قرارات الحياة أو الموت بسرعة فائقة، إلا أن القرارات الحاسمة ما زالت في أيدي البشر فعسى ألا يكون الذكاء البشري الذي اخترع الذكاء الإصطناعي، إخترعه لنعيمه وليس لجحيمه”.

بعد ذلك تلا البروفسور أنطوان حرفوش توصيات المؤتمر وقدمت دروع تكريمية وشكر لأبرز المساهمين فيه.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مستقبل أسعار الذهب: الدولار القوي وتوقعات الفيدرالي يهددان بريق المعدن الأصفر!

كُتب بواسطة: رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com مع استمرار سعر الذهب في التراجع ...

أسعار النفط تواصل تراجعها مع المزيد من العلامات السلبية حول مستقبل الطلب

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com تستأنف أسعار النفط تراجعها الملحوظ اليوم مع ...

الأسواق الخليجية والمصرية تختتم الأسبوع بأداء متباين

تحليل السوق التالي عن ميلاد عزار، محلل الأسواق المالية لدى XTB MENA ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ ...