تألق مساء امس “أرتوال غاليري” وسط بوتقة من الألوان المشعّة، مع افتتاح المعرض الجديد لأعمال الفنان الأميركي، صاحب الشهرة الواسعة جوني تشيتوود، الذي أتى إلى لبنان خصيصاً لهذه المناسبة.
يتضمن المعرض، وعنوانه “That’s Dallas Baby”، مجموعة مذهلة من أعمال تشيتوود التي تفيض بالملامس والاطياف اللونية المتلألئة والنابضة بالحياة، والتي تزخر بصور بورتريه مفكّكة على نحو يجعلها تبدو قريبة جداً من رسوم الكرتون التي تتراقص على إيقاع الحنين إلى الماضي وتلك الحيوية المعاصرة والانفعالية في آن واحد.
تأتي أحدث أعماله الفنية التي تتمتع بمقاسات كبيرة، نتيجة آلية عمل طويلة اتّبعها الفنان في “بناء” الكانفا. إذ انه انكبّ على مزج مجموعة من الانسجة الممدّدة والمخاطة يدويّاً مع صور فوتوغرافية، التُقِطَت في حقبة خمسينات القرن الفائت. بعدها، راح تشيتوود يتلاعب بتركيبة اللوحة من خلال إضافة طبقات لونية نابضة، تمزج بين الاكريليك والالوان الزيتية، وسط أشكال تجريدية مستلقاة على خلفيات، تنضح بالالوان الانفعالية.
على امتداد مجموعة من الوسائط، تعكس المعروضات مزيجا مذهلا، حاداً وقويا من التناقضات التي تتراوح بين السيطرة والفوضى، وصولا الى القديم والحديث. في لوحة تشيتوود، وعنوانها ” Not Many People Can Hit That Note But I Can” (ومعناها “ليس الكثير من الناس بامكانهم التغلب على هذه الملاحظة، لكنني قادر على ذلك”) يبدو بطلها لاعب بيسبول مفكّك، يبدو وكأنه ليس مستعدا للمواجهة فحسب، بل مُخاطاً لكي ينقل العديد من الأفكار التي لعلّها تدور في ذهنه، في موازاة سير المباراة.
تبدو بعض أعماله الأخرى، ومنها “3 Phones Jones“ أكثر تجريدا، لتترك للمشاهد حرية فهم الاشكال والخطوط والكتل اللونية التي يجمعها الفنان في هذه اللوحة.
تعليقا على الافتتاح، عبّرت مؤسِسَة “أرتوال غاليري” هند أحمد عن سرورها الكبير لنيلها فرصة تقديم أعمال جوني تشيتوود للجمهور اللبناني. وقالت: “يجد عشاق الفن حول العالم أنفسهم منجذبين، لا بل متعطشين، للاطلاع على المجموعة الغنية من الشخصيات، التي يروي جوني قصصها في لوحة تلو الاخرى”. وأضافت إنها واثقة تماما من أن “زوار أرتوال غاليري كافة، حريصون كل الحرص لاكتشاف المزيد حول آليات العمل غير المألوفة التي يعتمدها هذا الفنان المثير، والمواضيع غير المادية وغير الدنيوية التي يبتكرها، رغم انها في الوقت نفسه، تبدو مألوفة ومحبوبة”.
من جانبه، قال الفنان نفسه إنه شعر بسعادة غامرة لدى رؤيته ردود فعل لجمهور إزاء اعماله في الأمسية الافتتاحية للمعرض. وقال: “يشتهر اللبنانيون بفضولهم الذي لا ينضب، وعشقهم السفر وتقديرهم لكل ما هو اصيل في عالم الفنون البصرية”. وأضاف: “إنه لامتياز حقيقي لي لقدرتي على مشاركة أعمالي معهم وفي بلدهم الام، وذلك ضمن مساحة مثالية يوفرها أرتوال غاليري”.
يستمر المعرض لغاية الأحد 16 حزيران 2019.