نظمت مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية – مكتب لبنان وسوريا، الدورة الاولى من منتدى مبتكر، يرمي الى تشجيع المفكرين الرياديين، من اجل تطوير حلول مبتكرة للتحديات السياسية والاجتماعية الراهنة.
عمل المنتدى التجريبي وعنوانه “منتدى بيروت للابتكار في السياسة” (BIP) على تسهيل اقامة حوار، تبادل فيه الخبراء والجمهور المعرفة، من اجل التوصل الى مقاربات ومشاريع وافضل الممارسات تمهيدا لصنع السياسات وارساء الديمقراطية والتواصل والحوكمة.
شكل الحدث، الذي أقيم في “بيت بيروت”، مبادرة متعددة التخصّصات، إنما غير تقليدية، تمكنت من جمع أكاديميين وسياسيين ومستشارين سياسيين وناشطين وخبراء في الإعلام ومتخصّصين في مجال السياسات من مجموعة متنوعة من الخلفيات، مع القدرة على تشكيل شبكة صلبة ومتنوعة. كما بحث الحاضرون في الإمكانات الهائلة التي توفرها الأساليب الرقمية والابتكار والمنهجيات الإبداعية، مع النظر في سبل تسخيرها بشكل أكثر فاعلية لتنفيذ عمليتي التغيير والتنمية في مجالات، مثل التعليم والاقتصاد والمجتمع المدني والسياسة، مع التركيز على الوضع اللبناني الذي كان مصدر إلهام لموضوع هذا العام.
القى كل من يارا الأسمر، مديرة المشاريع في مؤسسة فريدريش ناومان – مكتب لبنان وسوريا، وغوردن مككاي، الأمين العام لليبرال انترناشونال (Liberal International) كلمة افتتاحية، فيما ألقى ممثلون آخرون لمجموعات متنوعة من المنظمات كلمات وشاركوا في حلقات نقاش، على مدار اليوم.
يارا أسمر:”علينا أن نكون على يقين ان الابتكار في صلب جيناتنا. إنه ينبع من داخلنا ولا يمكن فرضه على الاطلاق. وخير دليل على ذلك هو الثورة اللبنانية المستمرة. بغض النظر عن النيات السياسية والتبعات، فقد أظهر النمو العضوي لحركة لا مركزية وغير منسقة في 17 تشرين الاول 2019 ان القواعد قد تبدلت!
ضمن جيل واحد، غيرت الثورات في عالم التكنولوجيا أسلوب عيشنا وعملنا وصولا الى طريقة استيعابنا السياسة… اضافة الى طريقة ممارستنا السياسة وتوقعاتنا لنتائجها. نعم! لقد تبدلت القواعد، لان دائرة اللاعبين باتت أكبر. في الايام الراهنة، أصبحت الالعاب ونظريات الالعاب، مجالا اساسيا من اجل محاكاة جوهر آليات العمل الديمقراطي، أي الانتخابات.”
غوردن مككاي: “في هذه الأيام، باتت السياسة غير مألوفة وغير تقليدية ومتغيرة فيما لا نملك الإجابات حول سبل معالجة ذلك. النظام الحالي ومقاربتنا للسياسة، لا يفضيان الى نتائج. نحن في حاجة إلى تغييرهما الأمر الذي يؤدي إلى اعتماد “السياسة غير المألوفة”، حيث نحتاج إلى مواطنين يشاركون بنشاط وفاعلية. نحتاج إلى شكل جديد من الاضطرابات السياسية، التي من شأنها ان تولد نوعا جديدا من التغيير.
نحتاج إلى أن نكون مبتكرين ومبدعين، تهانينا لبيروت التي قادتنا الى ذلك، وهذا يعني أننا في حاجة إلى التجريب والاختبار. وسط هذا النظام الذي ينهار، يتم توفير الكثير من فرص الابتكار. علينا ان ندرك كيف نفشل سريعا، من اجل معرفة ما الذي ينفع ومشاركته بشكل عملي، وعلى نطاق واسع وبهدوء وبأسرع ما يمكن، ما قد يعني أننا في حاجة إلى أن نكون أقل أيديولوجية لأن أفضل الأفكار لا يتم إملاؤها او فرضها علينا بالضرورة، لكنها تولد نتيجة المنافسة مع أفكار أخرى.”
من بين المواضيع التي شملها المنتدى، “الابتكار وتطوير السياسات” الذي بحث في مفهوم سياسة الابتكار التجريبية، في ظل تسليط الضوء على مسألتي مراقبة وضع السياسة وعملية تنفيذ السياسات.
تركزت أبرز نقاط جلسة النقاش هذه، على تطوير “البيان الحكومي الحلم” من خلال الإجابة على الأسئلة الاساسية، مثل: كيف نحمي الانتخابات من العبث والتلاعب بها؟ كيف نضع حدا للبطالة؟ كيف نعزز سياسات النفط والغاز؟
من بين المواضيع الاخرى المطروحة على جدول الاعمال، موضوع “الابتكار والذاكرة” التي عرضت السياسة المختصة المحيطة بدراسة الذاكرة التي نشأت من خلال مناهج مبتكرة، مثل الواقع الافتراضي ونظرية الألعاب والذكاء الصناعي. في موازاة ذلك، خُصِّصت جلسة أخرى لـ”الابتكار والتواصل السياسي” بحثت في الأساليب المختلفة المتبعة في ابتكار وسائل الإعلام، ونمو أدوات الاتصال واتساع نطاق استراتيجيات قادرة على فتح آفاق جديدة.
أقيمت العديد من النشاطات على هامش المنتدى، كتقديم استشارات فردية من جانب نائبة رئيس مكتب حزب ALDE (تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا) أنيللي فان إغموند، للأحزاب السياسية الليبرالية ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات الشعبية، وذلك في ما يخص مشروع أو استراتيجية يرغبون في إطلاقها أو تنفيذها، بالإضافة إلى محادثات حول “روح المبادرة السياسية” مع جوزيف لنتش و””التاريخ… الأرشيف للمستقبل” مع الحكم شعار (مشروع حلب)، و”التعليم والألعاب” مع مايك رامي (Gamelab.berlin) وغرابيد خاتشادور (Mayrig)، التي استضافت طلاب جامعات USJ، وHaigazian.
ضم منتدى BIP أيضا معرضا تفاعلياً واسع النطاق، عرضت فيه المنظمات والشركات اساليب، تأمَل من خلالها في المساهمة من اجل تحسين السياسات والخدمات العامة ومجابهة التحديات التي تواجه قضايا الساعة الملحة من خلال مناهج مبتكرة. وقد أقيمت المبادرات التي عرضت في منتدى BIP، تحت مظلة المواضيع الرئيسية للمنتدى، ونذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر:
- مشروع حلب: وهو تعاون مفتوح بين أشخاص من كل المجالات، يجمعهم التفكير في مستقبل مدينة مزقتها الحرب
- berlin: تأخذ تعريفا موسعا للألعاب كنقطة انطلاق لها، تبحث Gamelab.berlin في مجالات، مثل اسلوب التفكير المستوحى من اللعب، واخبار القصص عبر الوسائط والألعاب الخطيرة والتسلية والتصميم المقنع وعلم المشاركة وتصميم التجربة
- Mayrig: مقاربة مبتكرة في التعليم، باستخدام لعبة بالهاتف الذكي لبث الوعي حول مواضيع، لا يتخطاها الزمن في ما يخص التاريخ والهجرة