وجه رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، كلمة إلى اللبنانيين، دعاهم فيها الى “حظر تجول ذاتي لأن الدولة لا تستطيع وحدها مواجهة الزحف الوبائي، فالمسؤولية هي مسؤولية فردية ومجتمعية ورسمية، في آن واحد”.
وجاء في كلمته:
أيُها اللبنانيون
منذ شهرٍ كاملٍ، وصل فيروس كورونا إلى لبنان، وكانت الحكومة اللبنانية قد اتخذت إجراءات وقائية مسبقاً لمواجهة انتشار هذا الوباء في لبنان.
وعلى مدى شهرٍ كاملٍ، كانت الإجراءات الحكومية تتدرّج تصاعدياً، بما يتناسب مع ما يطرأ من مستجدّات على صعيد انتشار المرض في العالم، وأيضاً في لبنان.
وقد نجحت هذه الإجراءات في تخفيف سرعة انتشار هذا الفيروس في مجتمعنا.
وقبل ستّة أيام، أعلنت الحكومة التعبئة العامة، واتخذنا إجراءات مشدّدة على جميع المستويات، ومن بينها إقفال المطار والمرافىء وإغلاق الحدود البرّية، فضلاً عن إغلاق مراكز التجمّعات على اختلافها.
لكن، وللأسف، فإن الإلتزام بإجراءات منع التجمّعات، كان نسبياً، وتفاوت بين منطقة وأخرى وقطاع وآخر.
وعلى مدى الأيام الستّة الماضية، كان عدد المصابين يرتفع، كما هو متوقّع، وكانت نسبة الإرتفاع تتصاعد تدريجياً. لكن الإرتفاع الملحوظ في عدد المصابين خلال اليومين الماضيين، وخصوصاً منذ يوم أمس، حيث سجّلت وزارة الصحة 67 إصابة، ما رفع عدد المصابين إلى 230 إصابة، وبنسبة 29% دفعة واحدة، يُنذر بخطر داهم يهدّد مجتمعنا نتيجة ما يمكن أن تصل إليه نسبة الإصابات وعددها خلال الإيام المقبلة، وبلوغ مرحلة الإنتشار الوبائي.
إن عدم التزام المواطنين بالإجراءات والتدابير المتّخذة، والذي ظهر في أكثر من منطقة، وكانت بعض تلك المشاهد التي تداولتها وسائل التواصل الإجتماعي تدلّ على أن هناك عدم إدراك لحجم المخاطر، يدفعنا إلى التأكيد على قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام والمديرية العامة لأمن الدولة وجميع البلديات واتحاداتها، التشدّد في تطبيق تدابير صارمة مع زيادة في الإجراءات في جميع المناطق لجهة وجوب التزام المواطنين البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها إلاّ للضرورة القصوى ولجهة منع التجمّعات على اختلافها في الأماكن العامة والخاصة مع ملاحقة المخالفين أمام المراجع القضائية.
وستُعلن وزارة الداخلية وقيادة الجيش وجميع الأجهزة الأمنية الخطط التنفيذية الملزمة التي تحفظ صحّة اللبنانيين وحياتهم. وتتضمّن تلك الخطط تسيير الدوريات الأمنية وإقامة الحواجز على الطرقات الفرعية والرئيسية والدولية، لفرض الالتزام بالإجراءات المتّبعة.
أيُها اللبنانيون،
إن فيروس كورونا ينتظر عند عتبات المنازل، والتعامل مع هذا الخطر يجب أن يكون بمستوى عالٍ من الوعي والسلوك الذي يحمي أهلنا وأبناءنا.
أيُها اللبنانيون،
أدعوكم اليوم إلى حظر تجوّل ذاتي، لأن الدولة لا تستطيع وحدها مواجهة هذا الزحف الوبائي. المسؤولية هنا هي مسؤولية فردية ومجتمعية ورسمية، في آنٍ واحد.
أيُها اللبنانيون،
نحن في خطر كبير، فاعلموا أن انتصارنا عليه لا يكون إلاّ بتكامل وتفاعل بين الدولة والمجتمع والمواطن.
بناءً على ما تقدّم،
وبعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية، أصدرت قراراً يتضمّن الآتي:
- تكليف الأجهزة العسكرية والأمنية إعداد وتطبيق خطط فورية إضافية لتنفيذ قرار عدم خروج المواطنين من منازلهم إلاّ للضرورة القصوى.
- التشدّد في فرض الرقابة على كل ما يرتبط بتصنيع واستيراد وتخزين وتصدير وتوزيع جميع المواد والمعدّات والأجهزة المرتبطة بالحماية الشخصية الصحية والوقاية والمعالجة ذات العلاقة بمواجهة فيروس كورونا، وإجراء جردة كاملة لكل ما هو متوافر منها.
- تحديد حاجة المؤسسات الصحية، العامة والخاصة، وحاجات المواطنين، من المواد والمعدّات والأجهزة المرتبطة بالوقاية والمعالجة من فيروس كورونا، وضبط أسعارها.
يا أمّهات لبنان… إن غابت فرحة عيدكن، فالعيد يكون بحماية العائلة وصحة الأمهات والأجداد والأهل والأولاد.
أيُها اللبنانيون،
إنها مرحلة صعبة جداً وعصيبة جداً، فلنخفّف خسائرنا.
يقول تعالى : “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”،
فلنصبر.