قدّم البروفسور يوسف الفخري المتخصّص في علم المناعة والأمراض الجرثومية والحائز على براءتيّ اختراع في المناعة الذاتية والالتهابات، وهو صاحب ابحاث علمية عديدة في هذا المجال نُشرت في مجلات عالمية نتيجة أبحاث في جامعة هارفرد الاميركية، العديد من التوصيات إلى اللّبنانيين في ظلّ الهلع من الاصابة بفيروس كورونا “وهو شعور طبيعي اذا لم نلزم بيوتنا ونتّبع الارشادات اللاّزمة من قبل الحكومة اللبنانية بالاضافة الى التوصيات الطبية المفيدة لنحافظ على جهاز مناعتنا الى حين اكتشاف اللقّاح الشّافي من فيروس “كوفيد 19″، مع التّذكير انّ منظمة الصحة العالمية سبق وصرّحت انّ اللقاح كي يتعمّم يحتاج الى اكثر من سنة بعد تكوين قاعدة بيانات واسعة ودقيقة بين الاطبّاء في العالم”.
اما أبرز التوصيات المهمة للبروفسور الفخري خلال هذه المرحلة الصعبة ، التي نعبر فيها جميعا في لبنان والعالم، لاسيما على صعيد الحق بصحة جيدة، ومن أجل “جهاز مناعة قوي” لنحارب معا “كوفيد 19″… ” كما نعلم، إنّ خطّ الدّفاع الأوّل عند الانسان هو جهاز المناعة المسؤول عن حماية جسمنا من الجراثيم والجزئيّات الغريبة الّتي تدخل إليه. بشكل عام، إذا كان جهاز المناعة يعمل بشكل جيد هناك امكانية للتّخلّص من بعض الجراثيم بشكل تلقائي، واذا كنا نعاني من مشكلة مع الجراثيم فذلك نتيجة لمعاناة جهازنا المناعي من ضعف ما. ان النقص في عدد الخلايا المناعية له عدة اسباب منها : وراثية منذ الولادة ، جينات تعمل بشكل مختل او نتيجة اصابة بفيروس فقدان المناعة الذاتية HIV او بنتيجة اصابة الجسم بامراض سرطانية او بسبب ادوية نأخذها بشكل مكثف او اذا كان الاشخاص قد خضعوا لزراعة اعضاء وهم يتناولون أدوية لخفض المناعة كي لا يرفض جسمهم العضو المزروع…. لذلك هؤلاء الاشخاص الذين تنطبق عليهم الحالات التي عددناها يحتاجون الى حماية خاصة من الجراثيم أكثر من غيرهم.
عوامل عديدة تؤثر سلبًا على قوّة جهاز المناعة ، كالخوف، الضّغط ، القلق ، التّدخين، قلّة النوم ، كلّ الموادّ السّامة التي نتنشقها او نأكلها والاكثار من العلاقات الحميمة… فهذه العوامل وغيرها تساهم في تراجع نشاط الخلايا المناعية ما يحول دون افراز الموادّ المضادّة لمكافحة الجراثيم . بالامكان تقوية جهاز المناعة من خلال تناول فيتامين س ، أ، سيلينيوم وكل ما يحتوي على مضادات للاكسدة، عبر تناول الفاكهة الغنية بالفيتامين على انواعها كالحمضيات، الأفوكا، اكل الجزر، البصل، الثوم، غلي الزنجبيل وشربه ، العسل الطبيعي… إنّ شرب السوائل الساخنة والعصير يساعد على ازالة عوارض الرشح الذي تشبه عوارضه الى حد كبير عوارض فيروس كورونا.
إنّ جهاز المناعة اساسيّ في محاربة الجراثيم، و توجد أدوية anti-virale أو مضادة للفيروسات مكوّنة من إفرازات الخلايا المناعية نطلق عليها تسمية “سيتوكين” )interferon-alpha/ beta)، عندها فعالية على الفيروس، والتّواصل التفاعلي بين الفيروس والخلايا المناعية يؤدّي الى افراز مضادات مناعية مثل الanti-bodies التي ستعمل لمكافحة الفيروس.
فيروس ” كوفيد 19 “، هو من عائلة معروفة عبر فيروس mers او السّارس sars الذي ظهر بين العامين 2003 و2004 وقد اجريت حوله ابحاث عديدة ، لذا بالامكان البناء عليها للتوصل الى علاج يقضي على الكورونا. في السوق توجد علاجات كثيرة لعدة جراثيم بالامكان تجربتها على “كوفيد 19” المستجدّ، كما بالامكان الاستعانة بالاشخاص الذين تم تأكيد شفاؤهم من الفيروس عبر استخدام مضادات للفيروس انتجها جسمهم ونتأكد من ذلك عبر فحص دم ، بفصل الكريات البيضاء عن الحمراء الموجودة في السيروم الغني بالمضادات المناعية المستخرج من جسمهم (بعد التأكد من خلوه من كوفيد.١٩)، وقد تكون تلك العملية تجربة ناجحة لمعالجة المصابين بكوفيد 19. السّيروم ليس لقاحا انما يمكن الاستعانة به كعلاج واذا تأكدنا من الاشخاص الذين اصيبوا بكورونا بأنهم شفوا بشكل تام ، بإمكان الطّبيب المعالج القيام بذلك .
غير مثبّت علميا انه بامكان الشفاء من فيروس كورونا من دون الشعور باعراض، لانه لم نفحص احدا من دون ان تكون قد ظهرت عليه العوارض . انّ الاصابة بالانفلونزا وبالامكان التخلص منها، ولطالما فسّرت لطلابي في الجامعة باننا نشفى منه اذا تناولنا دواء في فترة اسبوع ومن دون دواء نشفى ايضا منه خلال سبعة ايام ، اي ان النتيجة مماثلة في الحالتين : مع دواء ام من دونه لمكافحة الانفلونزا التي لا دواء محدد لمكافحتها وهي تحتاج الى سبعة ايام لنشفى منها .
على امل ان نتخطّى أزمة فيروس كورونا ، نرجو من المواطنين التزام الحجر المنزلي، خاصة في غياب امكانية تشخيص حالات كل الناس الذين يعانون من عوارض شبيهة بالرّشح او الانفلونزا وهي عوارض كما ذكرنا شبيهة بعوارض فيروس كورونا، لذا من الضروري التّخوف ، خاصة ان الإمكانيات لإجراء الفحوصات التشخيصية اللازمة غير متوفرة حاليا للجميع من اجل التمييز بين عوارض مرتبطة بكورونا او بالانفلونزا التي يعرفها جسمنا .
ونشير ختاما الى أن البروفسور يوسف الفخري هو دكتور وباحث في الجامعة اللبنانية، باحث سابق في جامعة هارفارد الأميركية، حائز على براءتي اختراع في المناعة الذاتية والالتهابات، أخصائي في جهاز المناعة والأمراض الجرثومية، خريج جامعة pierre et Marie curie, Paris 6 ، حائز على دكتوراه في علم المناعة والجراثيم، ودبلوم دراسات عليا في الصحة العامة، ودبلوم دراسات عليا في الهندسة البيو طبية، وماجستير في الفيزيولوجيا. هو ايضا باحث سابق في جامعة باريس ٦، فرنسا، وجامعة لافال وجامعة مونتريال، كندا وجامعة هارفرد ، أمريكا، ولديه العديد من المنشورات العلمية في علم المناعة والجراثيم.