تماشيًا مع جائحة كوفيد- 19، وبمناسبة “اليوم الوطنيّ للتلامذة ذوي الصُّعوبات التعلُّميّة” للسنة الثامنة على التوالي، نظّم المجلس الثقافي البريطاني، ومركز سكيلد، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي مؤتمرًا إلكترونيًّا فريدًا من نوعه، ضمَّ أكثر من 900 مشترك من 17 بلدًا مختلفًا، لتناول موضوع “الدَّمج في زمن التباعُد”.
ولأجل تسليط الضوء على الجهود التي يبذلها المعلّمون في مجال التعليم المختص، والأهالي، قُسّمَ المؤتمر إلى ثلاثة أجزاء، تمثّل في مجموعها 50 مدرسة دامجة خاصّة، و30 مدرسة دامجة رسميّة، بالإضافة إلى مؤسّسات دامجة ذوات تعليم عالي (Lipscomb University- U.S.A، وNDU University)، من لبنان، والمملكة المتّحدة، والولايات المتّحدة الأميركيّة، وكندا.
وقد أشار معالي الوزير د. طارق المجذوب، وزير التربية والتعليم العالي، بصفته راعي الحدث، إلى أنَّ الوزارة تهدف إلى ضمان تحويل جميع المدارس الرسميّة في لبنان إلى مدارس دامجة مع حلول العام 2030. ووعد أيضًا بصفته عضو فاعل في هذه الإدارة، بأنّه يعطي الأولويّة لتنفيذ إصلاحات تشريعيّة، تحمي حقّ كلّ طفل بتعليم دامجٍ وذي جودة. وحضرَ أيضًا السفيرُ البريطاني في لبنان السيد كريس رامپلنغ، الذي سلّط الضوء على أهميّة التعليم الدّامج، وعلى استمرار الحكومة البريطانيّة في دعمها لرؤية المزيد من المدارس الدّامجة في لبنان، معبّرًا أنّ “التعليم هو مستقبل جميع الأولاد، إذ يزوّدهم بسُلَّمٍ يُتيح لهم بلوغ جميع الفرص بغض النظر عن مواهبهم.”
ومتكلّمًا بمفرده في مركزٍ فارغٍ يعجّ عادةً بالأولاد، افتتح الدكتور نبيل قسطه، مؤسّس مركز سكيلد، ومنظّم “اليوم الوطني” الرئيسيّ، المؤتمرَ الإلكتروني الذي أمتدّ على نحو ساعتَين ونصف، مُطَمئنًا الأهالي والمعلّمين أيضًا في مجال التعليم المختص. فقد أوضح أنّه “على الرغم من العزل المؤقّت اليوم، فإن هذه المنصَّة تهدف إلى بلوغ كلّ منزل ومدرسة، لأجل توفير المساواة في الحصول على المعلومات التي يقدّمها جميعُ المشاركين اليوم.” وأضاف السيّد ديفيد نوكس، مدير المجلس الثقافي البريطاني في لبنان، أنّ “التعليم الدّامج هو تعليم يُقدِّر الاختلافات ويقدّم فرصًا لكلّ متعلِّم. ومن المهمّ أن يحصل التلامذة ذوي الاحتياجات التعلّميّة الخاصّة على مستوى الحماية والدَّعم نفسه في وسط جائحة كوفيد- 19.”
إضافةً إلى ذلك، أشارت الدكتورة ميستي بارسلي، مديرة برنامج التعليم المختص في جامعة ليبسكومب، إلى أنّ “الأولويّة في التعليم عن بُعد الخاصّ بالتلامذة ذوي الصعوبات التعلّميّة، تتمثّل بالاستمرار في توفير سُبلٍ تسمح لهم بممارسة مهاراتهم. على سبيل المثال، ما برهنته جداول الاختيار في مجالات مثل الطبخ والرياضة والرفاهيَّة، على فاعليّتها ونجاحها.”
وتضمّنت مداخلاتٌ أخرى، من النائب بهيّة الحريري، رئيسة لجنة التربية والتعليم العالي في البرلمان اللبناني، والسيّد ملحم خلف، نقيب المحامين في بيروت، والسيّد فادي يرق، مدير عامّ وزارة التربية والتعليم العالي، والدكتورة ندى عويجان، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء.
كما ويجدّدُ المجلسُ الثقافي البريطاني ومركزُ سكيلد التزامهما تجاه التلامذة ذوي الصعوبات التعلّميّة، بينما تواجههم أساليبُ تعلّم جديدة تمامًا، بحيث تُثير تحدّيًا. والأمل هو أن تبيّن هذه المبادرة الحاجة إلى تعاونٍ معزَّز بين عدّة قطاعات، مما يؤدي إلى تبنّي تدابير استراتجيّة ووقائيّة، من أجل تخفيف العبء على التلامذة، وإعدادهم للنجاح فيما ينتظرون العودة إلى الصفوف عندما تستأنف المؤسَّساتُ التعليميّة والمتخصّصة التدريسَ وجهًا لوجه.