كشفت بي دبليو سي عن نتائج النسخة الثالثة من سلسلة استطلاعها النصف الشهري لآراء المدراء الماليين عن فيروس كوفيد-19 لمنطقة الشرق الأوسط والتي توضح طرق استجابة المدراء الماليين في المنطقة لهذا الفيروس. ويتتبع الاستطلاع مواقف وأولويات قادة القطاع المالي وهم يتلمسون طريقهم وسط هذا الارتباك غير المسبوق الذي سببه فيروس كوفيد-19 لأعمالهم.
أبرز النتائج في منطقة الشرق الأوسط:
- إعادة الفتح مع الثقة – فيما تتطلع معظم الشركات إلى إعادة فتح أبوابها للعمل، فإن 71% من المدراء الماليين في منطقة الشرق الأوسط واثقون تماماً من قدرتهم على الوفاء بتوقعات العملاء فيما يتعلق بالسلامة ويعتقد 70% منهم أنهم سيوفرون بيئة عمل آمنة لموظفيهم.
- الوضع الطبيعي الجديد: ثمة مواقف متضاربة بشأن المرونة؛ لكن لا يزال التحول الرقمي أحد الاهتمامات الرئيسية إذ لا يزال تركيز 54% من المدراء الماليين في المنطقة موجهاً نحو تسريع وتيرة الأتمتة وطرق العمل الجديدة باعتبارها إحدى الأولويات. ويعتقد 76% أن العمل المرن سيحسن وضع شركاتهم، ومع ذلك لا يخطط سوى الثلث في الشرق الأوسط لجعل هذا أحد الخيارات الدائمة.
- التبعات المالية وأطر التعافي الزمنية تغدو أقل تفاؤلاً – 66% من المدراء الماليين في الشرق الأوسط يتوقعون أن تستغرق العودة إلى ممارسة العمل على النحو المعتاد ثلاثة أشهر أو أكثر (بعد أن كانت النسبة 44% منذ أسبوعين).
- تدابير الاحتواء: لا تزال الأيدي العاملة معرضة للخطر – 87% من المدراء الماليين في الشرق الأوسط يدرسون احتواء التكاليف، في مقابل 81% على مستوى العالم، ويستهدف 51% حماية الأيدي العاملة.
إعادة الفتح مع الثقة
في حين تدرس حالياً معظم الدول في منطقة الشرق الأوسط استراتيجيات إعادة الفتح المتاحة أمامها، تكتسب سلامة العملاء والموظفين أهمية قصوى في هذا السياق. وقد أكد 76% من المدراء الماليين في المنطقة أن شركاتهم تخطط لتطبيق تدابير تضمن سلامة الموظفين مثل ارتداء الكمامات وإجراء الفحوصات، ولاسيّما في دولة الإمارات التي أكد فيها 85% من المدراء الماليين بها أنهم سيعملون على تحقيق ذلك ولكن 64% فقط من المدراء الماليين في الإمارات ذكروا أنهم سيعملون على تعزيز التباعد الجسدي في أماكن العمل. وكشفت الدراسة أيضاً أن 33% من المدراء الماليين في الشرق الأوسط أكثر ميلاً لتقليص المساحات العقارية التي تشغلها شركاتهم وذلك بسبب التحولات الأخيرة في الفتح الجزئي للمكاتب ومنافذ التجزئة.
الوضع الطبيعي الجديد: ثمة مواقف متضاربة بشأن المرونة؛ لكن لا يزال التحول الرقمي أحد الاهتمامات الرئيسية
رغم أن ما يزيد على ثلاثة أرباع المدراء الماليين في الشرق الأوسط يرون أن المرونة في العمل ستسهم في تحسين وضع شركاتهم على المدى الطويل، فإن الثلث فقط (والربع في دولة الإمارات) يخططون لجعل العمل عن بعد خياراً دائماً. وفيما يخص الابتكار، فمن المتوقع أن تتسارع وتيرة التحول الرقمي. وقد ذكر 47% من المشاركين في الاستطلاع أن الاستثمارات التقنية التي ينفقونها ستحسن وضع شركاتهم ويتطلع 39% إلى استخدام الأتمتة لتعزيز سرعة ودقة اتخاذ القرارات بشأن استراتيجية سلاسل التوريد.
وفي هذا الصدد، صرح ستيفن أندرسون، مسؤول فريق الأسواق والاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً: “مما يبعث على الاطمئنان أن نرى نصف المسؤولين التنفيذيين تقريباً الذين تم استطلاع آراؤهم في المنطقة واثقون تماماً في قدرة شركاتهم على بناء القدرات اللازمة للمستقبل – ومن هم في دولة الإمارات أكثر ثقة من غيرهم بنسبة 64%، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 48%. ويتماشى هذا مع ارتفاع ميل الشركات إلى أتمتة أماكن العمل واتباع طرق العمل الجديدة وإعداد الموظفين للمستقبل الرقمي”.
التبعات المالية وأطر التعافي الزمنية تغدو أقل تفاؤلاً
زادت تدريجياً توقعات المدراء الماليون في الشرق الأوسط إزاء تعافي الأعمال على مدار الأسابيع الأربعة الماضية. إذ يتوقع الآن 66% من المدراء الماليين أن الإطار الزمني للتعافي والعودة إلى ممارسة العمل على النحو المعتاد سيستغرق ثلاثة أشهر أو أكثر، بعد أن كانت نسبة من يتوقعون ذلك 44% فقط. وبطبيعة الحال، سيؤثر ذلك على الإيرادات والأرباح مع توقع 70% حالياً تراجعها بنسبة 10% أو أكثر. ومن اللافت أننا نرى الآن نظرة أكثر تشاؤمية في المنطقة إذ يتوقع واحد تقريباً من كل خمسة مدراء ماليين في الشرق الأوسط حدوث انخفاض في الإيرادات والأرباح بنسبة تزيد على 50%.
تدابير الاحتواء: لا تزال الأيدي العامل معرضة للخطر
مع القبول المتزايد لحقيقة أن فيروس كوفيد-19 سيكون له أثر أطول أمداً على الأعمال، لا يزال المدراء الماليون حول العالم على دراية تامة بالحاجة إلى إدارة التدفقات النقدية بعناية. ويظل تطبيق تدابير احتواء التكاليف وإرجاء الاستثمارات التي كان مخططاً لها، أو إلغائها، الإجراءين الأكثر ترجيحاً للمدراء الماليين – ويزيد ميل المدراء الماليين في منطقة الشرق الأوسط إلى هذين الإجراءين بدرجة أكبر من المتوسط العالمي مما يعد انعكاساً لمستويات التشاؤم المتزايدة حول الإيرادات والأرباح.
وبالرغم من تراجع احتمالية إرجاء أو إلغاء الاستثمارات في الأيدي العاملة منذ الاستطلاع السابق (51% في مقابل 70% منذ أسبوعين)، فإن الشرق الأوسط هي المنطقة الأكثر ميلاً لحدوث تغير في التعيينات (43% في الشرق الأوسط في مقابل 37% على مستوى العالم) أو لحدوث تسريحات (40% في الشرق الأوسط في مقابل 29% على مستوى العالم).
واختتم أندرسون قائلاً: “بغض النظر عن الظروف المحفوفة بالتحديات وصعوبة الوضع العالمي الذي نحياه اليوم، فمما يبعث على الطمأنينة أن الروح المجتمعية لا تزال قوية – فقد وجدنا أن 38% من المدراء الماليين في الشرق الأوسط قد قاموا بزيادة الجهود المجتمعية التي تبذلها شركاتهم وأن 75% من بين جميع المدراء الماليين في المنطقة يقدمون قدراً من الدعم الاجتماعي للمحتاجين لمواجهة فيروس كوفيد-19”.