نظمت شركة “سانوفي” حلقة حوارية عبر الإنترنت تحت عنوان ” الإكزيما المزمنة :أكثر من مجرد حكة! “بهدف رفع الوعي حول هذا المرض في لبنان. ترأس هذه الحلقة البروفسور فؤاد السيّد، رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الجلد في لبنان والبروفسورة كارلا عيراني، رئيسة الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة. ولقد وجهت شركة “سانوفي” الدعوة إلى عددٍ من الوجوه الإعلامية في لبنان للمشاركة في هذه الحلقة التوعوية والتثقيفية وللإستماع إلى شروحات الخبراء الذين تبادلوا معرفتهم وخبراتهم حول هذا المرض.
مرض الإكزيما المزمنة (AD) هو من الأمراض الإلتهابية الناتجة عن اضطراب المناعة، وهو من الامراض المزمنة التي تؤثر بشكلٍ كبير على حياة المرضى وعلى عائلاتهم. تشكل نسبة الإصابة بالمرض ما بين 2 إلى10% من البالغين حول العالم، وترتفع هذه النسبة عند المراهقين والأطفال، حيث تبدو آثار هذا المرض على جلدهم على شكل إحمرار وتورم وجروح وتشققات، ويشعر المرضى بالتأثير الكبير والمنهك على حياتهم اليومية بسبب هذه العوارض. وتعدّ الإكزيما المزمنة، بالنسبة للكثير من المصابين، أكثر من مجرد “مرض جلدي” إذ أن التعايش معه من شأنه أن يولّد لديهم مجموعة واسعة من المشاعر السلبية مثل اضطراب النوم( 5 إلى7 ليالٍ في الأسبوع) وأعراض القلق والإكتئاب والعزلة.
ولقد سلّط الخبراء المشاركون في هذه الجلسة الحوارية على العلامات والأعراض السريرية التي يتسبب بها مرض الإكزيما المزمنة لا سيما الآفات الجلدية والحكة التي قد تكون حادة ومتكررة أو إنتكاسية، تترافق مع احمرارٍ يصيب الجلد (الحمامية) وتورم في الجلد (بثور) ولويحات متقشرة تسبب حكة شديدة متواصلة وغالباً ما تكون مُرهقة. تظهر هذه الآفات الجلدية بشكلٍ أساسي على ثنيات الجلد (الطيات المرنة) وعلى الوجه والرقبة والذراعين والظهر واليدين والقدمين وأصابع اليدين والقدمين. من ناحيةٍ أخرى، تعتبر الحكة واحدة من أكثر الأعراض المتعبة بالنسبة لمرضى الإكزيما المزمنة ويمكن أن تكون منهكة للغاية.
أشارت البروفسورة كارلا عيراني، رئيسة الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة خلال مداخلتها: “ان دراسة شملت 380 مريضاً بالغاً يعانون من الإكزيما المزمنة بدرجة متوسطة إلى شديدة، أن 61٪ منهم يعانون من حكةٍ شديدةٍ أو لا تطاق، كما أفاد 86 % منهم عن وجود حكة يومية، فيما أشار 63% إلى إصابتهم بالحكة لمدة لا تقل عن 12 ساعة في اليوم. ووصف 77% من المرضى بأن ما يشعرون به من ألم أو انزعاج يتراوح بين متوسط إلى شديد”. وناقشت البروفسورة كارلا عيراني جوانب متعددة تترافق مع مرض الإكزيما المزمنة والتي يمكن تعريفها بأنها نوبات من تفاقم الأعراض أو زيادة شدة المرض، وهي شائعة لدى البالغين المصابين بالمرض وتتطلب عادةً علاجاً أو زيادة وتيرة العلاج، موضحة:” ان تفاقم العلامات والأعراض (على سبيل المثال التوهجات) قد تصبح متكررة وغير متوقعة ومزعجة وقد يعاني هؤلاء المرضى من هذه العوارض على امتداد نصف أشهر السنة. ويشعر 31% من مرضى الإكزيما المزمنة البالغين بالعجز و40% منهم بالقلق و31% بالإنزعاج “الشديد” عندما يفكرون بإمكانية تفاقم مرضٍ جديد”.
أما فيما يتعلق بعلاج وإدارة مرض الإكزيما المزمنة، فلقد أكد الخبراء على أن علاج هذا المرض لدى البالغين، يمكن أن يشكل تحدياً كبيراً بسب فوائد/ مخاطر العلاجات الموضعية والجهازية، ما يجعل هذا المرض بمثابة عبءٍ متواصل على المرضى. وبحسب البروفسور فؤاد السيّد، رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الجلد في لبنان، فإن: “أكثر من نصف المرضى الذين يعانون من الإكزيما المزمنة متوسطة إلى شديدة الحدّة، يعيشون تحت وطأة مرضٍ غير قابل للسيطرة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على إنتاجيتهم في العمل ويزيد من ضعف قدرتهم للقيام بمهامهم، لا سيما خلال تفاقم المرض. وأشار هؤلاء إلى ان تأثير تفاقم المرض على الوقت الذي يخصصونه لعملهم يتراوح بنسبة 10%، مما يتشابه مع ما يعانيه مرضى الصدفية”. كما شرح البروفسور فؤاد السيّد الإنخفاض الكبير على مستوى صحة المرضى- فيما يتعلق بجودة الحياة المتعلقة بالصحة HRQoL))، لا سيما الأداء الإجتماعي والحالة النفسية عند مرضى الإكزيما المزمنة البالغين حول العالم. وخلص البروفسور فؤاد السيّد إلى القول:” يرتبط حجم التأثير على جودة الحياة المتعلقة بصحة المرضى HRQoL، إرتباطاً مباشراً مع الأعراض وشدة المرض. وتُظهر الدراسات تأثيراً مشابهاً أو أكبر على معايير جودة الحياة المتعلقة بالصحة عند المرضى الذين يعانون من الإكزيما المزمنة بالمقارنة مع مرضى داء السكري من النوع الثاني والصدفية. كما تسجل بعض الثغرات في خيارات العلاج الحالية، حيث تشير الدراسات إلى ارتفاع معدلات فشل العلاج في العلاجات الحالية السائدة، إذ لم يُسجل أكثر من 78% من مرضى الإكزيما المزمنة البالغين من الدرجة المتوسطة إلى الشديدة، تحسنٍ ملموس على الرغم من العلاجات الحالية”.
لا يزال مستوى التوعية من مرض الإكزيما المزمنة ( يُعرف أيضاً بالإكزيما) عند الحد الأدنى، على الرغم من تأثيره الكبير على حياة المرضى وعائلاتهم، لذا من المهم اكتساب المعرفة حوله، وتحقيق نظام دعم مناسب يركز على السلامة الجسدية والعقلية للمرضى لمساعدتهم خلال مسيرتهم مع المرض.