اليوم العالمي لحقوق المستهلك:
لا للمضادات الحيويّة في اللحوم

بقلم: د. ندى نعمة*

بتاريخ 15 مارس، “اليوم العالمي لحقوق المستهلك” تشارك جمعية المستهلك -لبنان جمعيات المستهلك في العالم لإطلاق الحملة العالمية للتخلي عن استخدام المضادات الحيويّة في مأكولات المطاعم، خاصة الوجبات السريعة، كماكدونالد وكي اف سي وصب واي.

تعتبر الزيادة الكبيرة لاستخدام المضادات الحيوية في القطاع الزراعي من العوامل الأساسية لحصول مقاومة للمضادات الحيوية، والتي زادت معدلاتها بصورة خطيرة في جميع أنحاء العالم. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية أنه بدون القيام بأي إجراء سريع فإننا نتجِّه نحو فترة ما بعد المضادات الحيوية، حيث تتوقف الأدوية الهامة عن العمل وتعود الالتهابات الشائعة والإصابات الطفيفة لتكون سبباً للوفاة لملايين البشر. اليوم يموت أكثر من ثلاثين ألف إنسان سنوياً، بسبب غياب فعالية هذه المضادات. بحلول عام 2050 وبحسب المنظمة العالمية للمستهلك وإحصاءاتها فإن استخدام المضادات الحيويّة بهذا الشكل قد يتسبب في وفاة 10 ملايين شخص.

تقريباً، نصف إنتاج المضادات الحيوية في العالم يُستخدَم في القطاع الزراعي، ومعظم هذه الكميات تُستخدَم لتسريع نموّ الحيوانات ومنع بعض الأمراض عنها وليس علاجها. وبالرغم من الاهتمام العالمي بخصوص زيادة استخدام المضادات الحيوية، فإنه من المتوقع أن يزداد استخدامها في القطاع الزراعي بمعدل الثلثين بحلول عام 2030، أي من 63.200 طن سنة 2010 الى 105.600 طن سنة 2030.

لقد أظهرت دراسة حديثة وجود هذه المضادات بدرجة معيّنة في اللحوم في لبنان، إلا أننا ننتظر مع وزارة الصحة اللبنانية نتائج تحليل حوالي مائة عيِّنة من اللحوم الحمراء والدواجن لاكتشاف حقيقة وجودها، وسيتمّ إعلان النتائج بشكل مشترك مع الوزارة فور صدورها في الأيام القادمة، كذلك ستعلن الوزارة عن القرارات المتعلقة بذلك.

وهنا تتوجّه جمعية المستهلك إلى مربّي اللحوم والدواجن، وخاصة مطاعم الوجبات السريعة الدولية “كنتاكي وماكدونالدز وصابوي” للمشاركة بالالتزام العالمي للتوقّف عن بيع لحوم الحيوانات التي تتم تربيتها بواسطة الاستخدام الروتيني للمضادات الحيويّة، وهو ما يُعتبر مخالفاً لمعايير منظمة الصحة العالمية.

أماندا لونج، المدير العام للمنظمة العالمية لحماية المستهلك قالت: “توجد فرصة أمام شركات المطاعم العالمية لاستخدام القوة الشرائية الكبيرة لديها للتخفيف من استخدام مضادات الحيويّة في إنتاج الطعام وتوضيح المسار للشركات الأخرى. ويمكنها أيضاً المساعدة في زيادة توعية الجمهور حول هذا الموضوع الذي يحتاج الى عناية طارئة.”

كذلك تتوجّه الجمعية لقطاعات الدواجن التي تستخدم هذه المضادات بكثافة للتوقف عن ذلك، لأنها ستؤدي عند استهلاكها من قبل البشر، ولو بكميات خفيفة، الى اكتساب الجراثيم والفيروسات مناعة ضدها.

كذلك تتوجًه الجمعية الى الجسم الطبّي والصيدلي لترشيد هذا الاستهلاك، وخاصة من قبل الصيادلة، لكي يمتنعوا عن إعطاء أية حبّة من المضادات الحيوية إلى المرضى بدون وصفة طبيّة، لأن العلاج الذاتي هو المصدر الثاني لهذا الاستهلاك المفرط للمضادات الحيويّة في العالم، والتي يلجأ إليه المرضى لتفادي دفع كلفة الطبيب، في ظل عدم تغطية الضمان لكل السكان. في لبنان نصف اللبنانيين يفتقدون لضمان يؤمن صحتهم. وهنا لا بد للجمعية من التوجه الى المستهلكين، والفقراء منهم بشكل خاص، لعدم اللجوء للصيدلي من أجل علاج أمراضهم، لأنه لا يمتلك لا الخبرة ولا الحق في ذلك.

الدعوة موجهة للجمهور للمشاركة بهذه الحملة عبر الوسم  #AntibioticsOfftheMenu.

التوصية الأهم هي اننا لا نريد مضادات حيوية في غذائنا.

 

*مسؤولة قسم مراقبة وسلامة الغذاء في جمعية حماية المستهلك