تسلّم وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن بحضور وزير الإقتصاد والتجارة راوول نعمه ثلاثة عشر جهاز تنفس إصطناعي تقدمة من نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان لوضعها برعاية وزارة الصحة بتصرف القطاع الصحي اللبناني، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك للوزيرين نعمه وحسن حضره نقيب مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي وأعضاء مجلس النقابة ومعنيون.
الوزير نعمة
وقد شكر وزير الإقتصاد والتجارة راوول نعمه النقابة على تقديم هذه الأجهزة والمساهمة بدعم قدرات الدولة لمواجهة فيروس كورونا ودعم احتمال مواجهة موجة تانية من كورونا متمنياً أن لا نصل لهذه المرحلة.
كما نوه بما يراه من تضامن في لبنان سواء في مواجهة كورونا أم الأزمة الإقتصادية، مضيفا ان شعب لبنان نموذج في التضامن والتعاون، وما نراه من تكافل اجتماعي لا مثيل له في كل بلدان العالم. كما شدد على أهمية التعاون بين القطاع العام والقطاع الخاص وهذا مثال لما يجب أن يحصل من تعاون لتخطي كافة الأزمات.
وقال إنها مناسبة لتوجه بالشكر للمستوردين الذين يستوردون السلع الغذائية الأساسية التي يتم دعمها لأن انخفاض الاسعار لبعض السلع المدعومة وصل إلى 50 بالمئة % ، ما سيشكل دعمًا للإقتصاد والمستهلكين والوزارة بضبط الأسعار وتخفيضها.
وتابع الوزير نعمه أن التضامن الذي نراه في هذه الظروف الصعبة ليس فقط مسؤولية بل إنه واجب أيضًا ويستدعي الشكر. أضاف: على غرار سعينا لتأمين شفاء كل المرضى المصابين بكورونا، نريد شفاء لبنان وتعافيه من الأزمة المالية والإقتصادية والاجتماعية الذي لا يحصل ذلك إلا بتكاتف الجميع.
وختم وزير الإقتصاد والتجارة مبديًا اعتزازه بما حققته وزارة الصحة وفريقها في مواجهة الوباء، ما جعل دولا أخرى تترصّد التجربة اللبنانية وما حققته في هذا المجال.
الوزير حسن
بدوره أكد الوزير حسن في الكلمة التي ألقاها أهمية إقدام نقابة مستوردي المواد الغذائية على مد يد العون والمساعدة لحماية صحة الإنسان في لبنان كما سيكونون سدًا منيعًا لمنع الجوع والعوز في وسط الأزمة.
ولفت وزير الصحة العامة إلى أن جهودًا كثيرة بذلتها الحكومة والوزارة لمكافحة وباء كورونا، وتم شراء أجهزة تنفس إصطناعي عبر مؤسسات أممية إلا أن اليسير اليسير قد تأمن لغاية الآن. أضاف أن هذه الأجهزة أتت في وقتها لإسعاف من يحتاج إليها، خصوصًا أننا في طور رفع جهوزية المستشفيات الحكومية في هذه المرحلة الإستعدادية لفتح المطار ورفع شعار الإستثمار السياحي الآمن ومتابعة من قبل الوزارات ذات الصلة.
أضاف الوزير حسن: يتبين اليوم أننا نطبق شعار نشيدنا الوطني “كلنا للوطن”. وقال إن نجاح وزارة الصحة العامة في مكافحة وباء كورونا هو نجاح لكل اللبنانيين والحكومة والإدارات والمجتمع الذي التزم إلى حد كبير بكل الإرشادات والتعليمات الصادرة عن اللجنة الوطنية لمكافحة وبارء كورونا ووزارة الصحة العامة.
وتناول وزير الصحة العامة الأوضاع المعيشية الراهنة، ونوّه بما يبذله وزير الإقتصاد وفريق عمله من جهود، ملاحظًا أنه في الأوقات الصعبة يعمد البعض إلى الإستثمار في مبادرات خارجة عن المألوف ومرفوضة من الجميع، لذا يجدر توجيه التحية لما تقوم به الأجهزة الرقابية في وزارة الإقتصاد وكل الوزارات المنخرطة والشريكة كل من موقعها في مكافحة الجوع والعوز ومحاربة الفساد، خصوصًا أن ما نعاني منه في هذا الوقت الصعب يحتاج إلى التعاون البناء بين الجميع لمصلحة الوطن لأنه أكبر من طاقة الحكومة على مواجهته بشكل منفرد.
ورأى أن ما تقدمه النقابة نموذج راق ومتقدم من التعاون والحس الإنساني، وهو نموذج ورائع يقتدى به من حيث التفاعل والتفاني في خدمة الإنسان والوطن في هذا الظرف الحساس.
بحصلي
وكان النقيب هاني بحصلي قد ألقى كلمة أعلن فيها أن نقابة مستوردي المواد الغذائية اشترت 13 جهاز تنفّس اصطناعي لوضعها، وبرعاية وزارة الصحة، بتصرف القطاع الصحي اللبناني، حيث سيتم تسليم عدد منها لوزارة الصحة وعدد آخر لمؤسسات استشفائية لتحسين كفاءتها بمعالجة المصابين بكورونا، في وقت يستمر تسجيل المزيد من الاصابات بالفيروس حول العالم والتي تجاوزت الـ8 ملايين شخص.
أضاف أن النقابة وانطلاقاً من التزامها بالمسؤولية الاجتماعية والوطنية لم تتأخر عن القيام بالواجب والوقوف الى جانب الجهود الحكومية لا سيما وزارة الصحة والقطاع الاستشفائي للتصدّي لهذه الجائحة التي تفتك بالإنسان والمجتمع. ولهذه الغاية، قررت النقابة مطلع آذار الماضي توفير أجهزة التنفس الاصطناعي. وقد تمكنت بعد جهد جهيد من التعاقد على شراء 13 جهازاً من الخارج، وهذا أقصى ما استطاعت الحصول عليه لشدة الطلب والنقص الحاد في هذه الأجهزة على المستوى العالمي.
وقال بحصلي: “اليوم وبعد نحو ثلاثة أشهر وبعد إتمام صناعتها في بلد المنشأ، نحتفل بإستلامها ووضعها في خدمة المصابين لمساعدتهم على الشفاء. لذلك أقول، ان الفرحة عارمة لأننا نشعر بأننا شركاء فعليون مع كل الجهود المخلصة والمحبة للدفاع عن وطننا وشعبنا وانساننا اللبناني”.
وتابع نقيب مستوردي المواد الغذائية أن النقابة بكل أعضائها كانت تتكلم باللغة نفسها ولديها نفس الإرادة والرغبة القوية في فعل المستطاع وبكل الامكانيات المتاحة لتكون من أوائل الداعمين للجهود الصحية في مواجهة كورونا، على الرغم من كل الضغوطات الكبيرة والمشكلات المتعددة التي واجهتها في سياق عملها لإستيراد السلع الغذائية من الخارج للحفاظ على الأمن الغذائي للبنان وذلك بتعاون وثيق وبناء مع الوزير راوول نعمه، الذي نشكره على جهوده المخلصة، مؤكدا الإستمرار سوياً بما يؤمن مصلحة لبنان واللبنانيين.
كما توجه بحصلي بالشكر لكل اعضاء النقابة، والشكر موصول الى الوكيل المستورد، شركة “شهاب للغازات الصناعية والطبية” لصاحبها محمد شهاب الذي لولا جهوده لما تمكّن مستوردو المواد الغذائية من تنفيذ مسعاهم هذا. وختم منوهًا بالجهود الحكومية وبشكل خاص جهود وزير الصحة حمد حسن وفريق عمله، لمواجهة كورونا، حيث كان لبنان من أوائل دول العالم التي تمكّنت باكراً من احتواء الوباء.