أطلق اليوم مكتب اليونسكو في بيروت وصندوق “التعليم لا ينتظر” شراكتهما الجديدة، الرامية الى اعادة تأهيل المدارس المتضررة من جراء انفجار بيروت في 4 آب 2020، وذلك في مؤتمر صحافي، عُقد في مدرسة الاشرفية الثالثة الرسمية.
شارك في المؤتمر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور طارق المجذوب، مدير عام التربية فادي يرق، مديرة صندوق “التعليم لا ينتظر” ياسمين شريف، مدير المكتب الإقليمي لليونسكو في بيروت الدكتور حمد الهمَامي ممثلاً بمسؤولة التربية في مكتب اليونسكو في بيروت ميسون شهاب.
تأتي خطوة ترميم المدارس هذه، في اطار مبادرة “لبيروت” التي أطلقتها المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي خلال زيارتها لبنان في آب 2020.
بفضل الدعم المالي السخي لـ”التعليم لا ينتظر”، وهو الصندوق العالمي للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات الطويلة الامد، ستستفيد 40 مدرسة رسمية وخاصة تضررت بسبب الانفجارات الاخيرة، من جهود إعادة التأهيل السريعة. كما سيتم تجهيز 94 مدرسة رسمية بمعدات جديدة، لتعويض تلك المتضررة من التفجيرات ايضا. يشار الى ان الاستجابة لحاجات التعليم في حالات الطوارئ كهذه، تُعتبَر جزءًا من جهود اليونسكو و”التعليم لا ينتظر” الرامية الى تعزيز استمرار التعليم الشامل وذات الجودة، لجميع الأطفال في لبنان.
يتكامل الدعم الذي يوفّره صندوق “التعليم لا ينتظر” مع تمويل إضافي من تقديم جهات عدة منها “مؤسسة التعليم فوق الجميع” (قطر) و”الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون” (SDC) و”اليونيسف” التي توفر تمويلا من الاتحاد الأوروبي وألمانيا والحكومة الفرنسية، ومنظمة l’Oeuvre d’Orient والصليب الأحمر اللبناني وغيرهم ممّن ساهموا بسخاء في إعادة تأهيل كل المدارس الرسمية المتضرّرة وعدد كبير من المدارس الخاصة التي طاولتها اضرار التفجيرات. ومن المتوقع الانتهاء من أعمال إعادة التأهيل بحلول فبراير 2021.
في كلمته أكد الوزير طارق المجذوب ان المبادرات الأخوية والصديقة التي شهدها لبنان بعد أزماته المتراكمة، شكلت بالنسبة إليه الضوء الذي يعطي الأمل في آخر النفق، مشيرا الى ان مبادرة صندوق “التعليم لا ينتظر” تشكل برنامجاً عمليا ًلتسريع وتنفيذ التأهيل والترميم المنتظر للمدارس الرسمية.
وتابع: “إن إرادتنا في إعادة النهوض التربوي، تنبع من عزم أصيل في نفوسنا، وأن المنظومة التربوية هي عصب إعادة الحياة إلى الوطن، وإذا سقطت هذه المنظومة لن تقوم للوطن قائمة.”
وشكر الشريف على جهودها والبعثة التي ترافقها، مقدرا إندفاعها وحماس المؤسسة لإعادة التربية ومؤسساتها في لبنان إلى مقدمة الأولويات، وسعيها الدؤوب لإستقطاب الداعمين والمساهمين من حدب وصوب. وشدد على ان التعليم لا ينتظر إنتهاء الأزمات وجلاء الظروف الصعبة، لذا هناك سعي متواصل لإنقاذ العام الدراسي بدعم الأصدقاء والمانحين، وفي مقدمهم صندوق “التعليم لا ينتظر”، وبتنسيق من جانب مكتب الأونيسكو الإقليمي.
وكرر النداء باننا في حاجة إلى تجهيزات إلكترونية لتمكين التلاميذ من الإنخراط فعلياً في التعلم المدمج والتعلم عن بعد، آملا أن تتكلل مساعيهم بالنجاح من أجل الشباب، ومن أجل الإنسان في لبنان.
ومن جهتها قالت ياسمين شريف: “لكل فتاة وفتى في لبنان، الحق في الحصول على التعليم الجيد والشامل والحق في التعلّم وسط ظروف آمنة. لذلك، باشر صندوق “التعليم لا ينتظر”، آلية توفير التمويل للتعليم في حالات الطوارئ، من اجل اصلاح المدارس المتضررة والمنكوبة، وذلك منذ لحظة مشاهدتنا اللقطات المرعبة للانفجار التي بثتها شاشات التلفزة”. واضافت: “عادة ما تكون الاستجابة الفورية لمتطلبات التعليم حاجة ماسة في أوقات كهذه، خصوصاً ان ما يفاقم الوضع سوءا هو استمرار انتشار جائحة كوفيد -19 التي كانت تُعرقل أساساً تعليم الأطفال والشباب في لبنان”.
وقالت ميسون شهاب بإسم الدكتور حمد الهمَامي: “تهدف الشراكة بين اليونسكو وصندوق “التعليم لا ينتظر” إلى النهوض بأجندة التعليم لعام 2030 وحماية حق التعليم لكل فتاة وفتى في لبنان. من خلال إعادة تأهيل المدارس وترميمها، سنحرص على عدم توقف التعليم أبدا، وسنضمن حصول كل تلميذ على فرصة متكافئة للوصول إلى التعليم، من خلال اتاحة الاستفادة من المعدات المدرسية التي سيتم توزيعها على المدارس الرسمية التي تضررت من الانفجار”.