أقام الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب عشاءه السنوي وحفل توزيع “جوائز التميز والإنجاز المصرفي العربي للعام 2020 ” في فندق موفنبيك – بيروت، بحضور أكثر من 250 مصرفي عربي، كرّم الاتحاد خلاله شخصيات مميّزة في عالم المال والأعمال، إذ أن لعلم الإقتصاد رجالات استطاعوا أن يبنوا أجيالاً رائدة في إدارة شؤون الإقتصاد، ولأهل السياسة والديبلوماسية رجالات إستطاعوا أن يحدثوا فرقاً كبيراً في العلاقات العربية-العربية و العربية-الدولية، كما هناك أيضاً رجال أصحاب رؤية وإستراتيجية وتقنية برعوا في مواجهة تحديات أزمة كورونا من خلال التحوّل الرقمي، الذي لو تم إعتماده بالسابق، لما كانت مفاعيل أزمة كورونا بهذا الحجم على قطاعاتنا المصرفية والإقتصادية.
فتوح
وألقى الأمين العام للاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتّوح كلمة في المناسبة، جاء فيها:
يسعدني أن أتحدثَ إلى جمعِكم الكريم، وأتشرفُ بدايةً أن أرحّبَ بضيوفِنا الأعزّاء من كافةِ الدولِ العربية، وبالسادة سعادة السفير حسام زكي الأمين العام المساعد ورئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية وبسعادة الرئيس الدكتور جوزف طربيه رئيس مجلس إدارة الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب، والأستاذ محمد الأتربي رئيس إتحاد بنوك مصر ونائب رئيس مجلس إدارة إتحاد المصارف العربية، والسادة أعضاء مجلس إدارة الإتحاد كلّ من الأستاذ طارق فايد الرئيس التنفيذي لبنك القاهرة، والأستاذ عبد الرزاق الترهوني مدير عام مصرف الجمهورية، وبالإخوة أصحاب السعادة والسيادة من قطاعنا المصرفي العربي وخصوصاً مصارفنا الليبية الشقيقة التي حرصت على المشاركة والرعاية رغم الظروف التي يشهدها بلدهم العزيز الذي نتمنى له ولكافة وطننا العربي الأمن والأستقرار، والشكر موصول إلى جميع الوفود العربية من العراق ومصر والأردن والسودان وفلسطين والكويت وقطر وسلطنة عمان.
كما يُسعدني أن أرحّبَ بكم جميعاً في هذه الأمسية الجامعة، التي أرادها الإتحاد، فسحةً للإحتفالِ بعيداً عن ظروف عام 2020 الصعبة، ومناسبة لتكريمِ شخصياتٍ ومصارف تميّزوا في عملِهِم وأدوارهِم وساهموا من مواقِعِهم في إدارة الأزمات المتلاحقة.
أيّها السادة
إنّنا في الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب نحرِصُ دائماً على جمع المصرفيين العرب أينما وجدوا في العالم، نتشاركُ أفكارَنا وخبراتِنا، ونسعى إلى بناء كادرات مصرفية خلاقة ومبتكرة، نواكب التطوّرات ونضعُ الآليات ونرسمُ المسار لمستقبلٍ قادرٍ على مواجهةِ التحديات. وإنّنا حين نساهم في إعداد أجيال مصرفية محصّنة بالمعرفةِ وبالإمكاناتِ والخبراتِ، نطمئنُ إلى مستقبلِ مهنتِنا المصرفية وإلى مجتمعاتنا العربية.
واليوم ورغم التحديات، فقد إتخذنا في الأمانة العامة قراراً جريئاً، ترافق مع دعم كبير من رئيس مجلس إدارة الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب الدكتور جوزف طربيه، حيث حققنا، من خلال إتصالاته الوثيقة ودعمه المعنوي والمادي، عقد هذا اللقاء الهام لتكريم عمداء من الشخصيات المصرفية والمؤسسات المالية التي إستطاعت رغم إنتشار وباء كورونا أن تصل بمؤسساتها إلى برّ الأمان / لا بلّ حافظت على متانتها المصرفية، وعلى ملاءتها المالية، وعلى جودة أصولها.
- وفي ظلّ الأجواء الإقتصادية، أيّها الحضور الكريم، والأوضاع المالية والإجتماعية والصحية الصعبة التي تشهدها دولنا، يأتي تكريمنا لمصارفنا العربية اليوم، لأنها لا تزال السند الأساسي والدعامة الثابتة لإقتصاداتنا، والمموّل الرئيسي للقطاعين العام والخاص. وعلى الرغم من كلّ ما يجري من حولنا، فإننا نعّول عليها للمساهمة الفعّالة في إخراج الإقتصادات العربية من النفق المظلم. والمصارف العربية قادرة على ذلك دون شك، حيث أنه وعلى الرغم من الازمة غير المسبوقة التي تواجه المنطقة والتي اصابت جميع المرافق الاقتصادية دون استثناء، استطاعت المصارف عبر جهود جبارة مواجهة تلك الأزمة، واستمرت بتسجيل آداء جيد، سواء متمثلا بالنمو أو بجودة الأصول أو الربحية. وللدلالة على ذلك، أشير أنّه في حين يُتوقع تراجع حجم الاقتصاد العربي ككلّ بنسبة 12% خلال العام الحالي، نتوقع ان لا تقل نسبة نمو موجودات القطاع المصرفي العربي عن 6%، لتبلغ حوالي 4 تريليون دولار بنهاية العام.
- إنّ هذا الحفل أيّها الحضور الكريم، سوف يكرّم أيضاً شخصيات مميّزة في عالم المال والأعمال، فلعلم الإقتصاد رجالات إستطاعوا أن يبنوا أجيالاً رائدة في إدارة شؤون الإقتصاد، ولأهل السياسة والديبلوماسية رجالات إستطاعوا أن يحدثوا فرقاً كبيراً في العلاقات العربية-العربية و العربية-الدولية، هناك أيضاً رجال أصحاب رؤية وإستراتيجية وتقنية برعوا في مواجهة تحديات أزمة كورونا من خلال التحوّل الرقمي، الذي لو تم إعتماده بالسابق، لما كانت مفاعيل أزمة كورونا بهذا الحجم على قطاعاتنا المصرفية والإقتصادية.
أيّها الحفل الكريم
إننا في الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب، نتشرّف بتكريم هؤلاء العمداء ومن بينهم سعادة السفير حسام زكي الأمين العام المساعد، رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحد أبرز قادة الديبلوماسية في عالمنا العربي.
ومن المبدعين في البنوك المركزية العربية، سعادة الأستاذ جمال نجم نائب محافظ البنك المركزي المصري، تقديراً لدوره في تطوير خطة القطاع المصرفي المصري، وقانون البنوك المصرية، وفي إعادة الهيكلة الإدارية والمالية لبنوك القطاع العام، ودعم وتطوير الرقابة والإشراف في البنك المركزي المصري.
ومن الإتحادات العربية الناشطة، معالي الدكتور خالد حنفي الأمين العام لإتحاد الغرف العربية، الذي فعَّل منذ توليه منصبه مسيرة إتحاد الغرف العربية، وساهم في تطوير العلاقات التجارية البينية وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك من خلال الإنفتاح والتعاون مع مختلف الإتحادات العربية التي تعمل تحت مظلّة جامعة الدول العربية الموقّرة.
ومن مصر أم الدنيا وحاضنة الحضارات، الأستاذ محمد الأتربي، رئيس إتحاد بنوك مصر، تقديراً لقيادته الحكيمة لإتحاد بنوك مصر في إدارة أزمة كورونا ومواجهة التحديات الناجمة عنها.
ومن العلماء الإقتصاديين وعميد العمداء في علم الإقتصاد، نكرّم اليوم معالي الدكتور سمير المقدسي، وزير الإقتصاد الأسبق في لبنان، المدير المؤسس لمعهد العلوم المالية والمصرفية في الجامعة الأميركية في بيروت، وباني أجيال عديدة في علم الإقتصاد ساهمت في تطوير إقتصادات بلدانها ومجتمعاتها من مختلف الدول العربية.
وفي مسيرة التحوّل الرقمي التي فرضت نفسها بقوّة خلال العام 2020، نكرّم اليوم سعادة الكابتن صاموئيل سلوم، الرئيس التنفيذي لـــ GCEL، الذي أمضى أكثر من 15 عاماً من البحث والتطوير على علم الإقتصاد الرقمي، وقاد مسيرة التحوّل الرقمي نحو آفاق جديدة، وساعد إتحاد المصارف العربية على إنشاء أهم دليل للتحوّل نحو الإقتصاد الرقمي المؤلف من 10 نقاط أساسية، والذي شكّل إنطلاقة جيّدة للإتحاد في نشر ثقافة آليات التحوّل الرقمي لدى مصارفنا العربية.
أيها الحفل الكريم
يشرّفني في هذه المناسبة، أنّ أتوجّه بالشكر والتقدير إلى رئيس الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب الدكتور جوزف طربيه الذي كان سبّاقاً في إيجاد تجمّع واسع للمصرفيين العرب في العالم، إيماناً منه بأنَ التلاقي والحوار وتبادل الأفكار والتجارب من شأنها أنّ تعزَز المهنة المصرفية، وترتقي بها إلى أفضل آداء، ومن هذا الإيمان الصادق والتفكير الإستراتيجي وُلِد الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب في 26/4/2006 في الدار البيضاء / المملكة المغربية، ليصبح هيئة عربية إقليمية زاخرة بالإمكانات التي يضمّها من قادةٍ وباحثين ومطوّرين ومفكرين وروّاد أعمال، ولا سيما أيضاً دور الدكتور طربيه المميز في الإرتقاء بإتحاد المصارف العربية إلى ما وصل إليه اليوم من مكانة رفيعة ومصداقية عالية لدى المجتمع الدولي.
أجدّد ترحيبي بكم جميعاً، وأتمنى لكم سهرة ممتعة، وإلى اللقاء في العام القادم إن شاء الله.